الاثنين ١٠ أيار (مايو) ٢٠٢١

لغة الكلام سيرة غيرية تحفر في الذكرة الشعبية

محمد محضار

لغة الكلام كتاب لمؤلفه الأستاذ حمزة خليف ،وقام بتصنيفه كسيرة غيرية يرصد من خلالها ما يمكن أن نسميه مأثور الكلام المعتاد والسائد الذي جرى على لسان والدته السيدة عائشة في مختلف مراحل حياته من الطفولة إلى الشباب. وهو محاولة لتفسير ما يراه جزء من الذاكرة الشعبية، وكذلك ضربا من الوعي الجماعي السائد والرائج، وإذا تأملنا عنوان الكتاب، فإننا نراه شاسع الأبعاد في مكنونه ومضمونه، فهو يحيل على المضمر والصريح، ويضعنا أما م ثنائية دوسوسير لسان /كلام والتي تجعل من المصطلحين وجهان لعملة واحدة وهي اللغة باعتبارها ظاهرة إنسانية لها أشكال متعددة تنتج من الملكة اللغوية. ونحن نعلم أن اللسان باعتباره جزء من اللغة بمعناها الواسع هو اجتماعي، عرفي، مكتسب، يعبر عن واقع الجماعة أو العشيرة. في حين يبقى الكلام مفهوما فرديا ينتمي إلى اللسان ويشمل ما يعتري أداء الفرد.

وقد عمد الكاتب إلى انتقاء عدد كبير من الألفاظ المركبة التي سمعها من والدته، وقام بتوثيقها في جداول تتضمن شرحا ضافيا لمعانيها باللغة العربية الفصحى، وكذلك اللغة الفرنسية، وهو يهدف من وراء ذلك إلى التعريف بلغة يراها تجمع مزيجا وخليطا من الألفاظ المنتمية لمناطق متعددة.الغساسلة،مرس السلطان بالدارالبيضاء، دكالة، أولاحريز، المناطق الأمازيغية؛ كل هذا في سعي منه للوصول إلى عامية موحدة تعبر عن لسان الأمة وموروثها الشعبي. ومجمل القول فأنا أرى أن دراسة الكاتب الحقوقية كان لها صدى في المنهج الذي اتبعه لصياغة مضمون كتابه. هذا انطباع أولي ولدي عودة للكتاب فهو يستحق قراءة متأنيةو متمحصة.

محمد محضار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى