الأحد ٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
لوركا بيراني الآتي من الشمال
لوركا كان هناكجاءني صوته من البعيدمثل حلم يتعالىفوق قمم جبال الشمال الحزينصوته ارتدى ملامح الصمتترجل عن حلم الشمال**********جاءني صوت لوركايبكي جبال الشمالذاك الشمال المقدسالمترع ببقايا الأمليتمرغ بالوحل المبللفوق رمال اللاذقيةصوت لوركا أهداني للعتمةاغتصب خلوتي اللذيذةشتت أفكاري المتعبةاختطف بقايا الضوء***********البارحة، لوركا كان هناكيحرس أزقة أفكاري الخجولةأنا ولوركا تحدثنا بالرموزشربنا القهوة في مكانين مختلفينكان لوركا يقرأ أفكاريوكنت أسمع بوح حروفه**********عيناه من جديدتطلان خلف المطركان هناك ينتظر الطريقليرحل باتجاه الشمال الحزينشفتاه ثورة من صمتبعثرت كلماتيساقتني نحو ميادين الغضبأصابعه الباردة نقشت فوق جسمياسطورة الفرح القادممن خلف البرتقال الحزين************لوركا كان يجلس هناكإلى جوار نافذة الأمليرتب الكلماتيشعل منارات المرافىء البعيدةهنا، يختلف المكانالزجاج لا يسمح لي باستراق النظرلكنه يمنح للكلمات أشكالاً أخرىويمنح للمطر فصولاً أخرى************هنا، صوت لوركا يرنم للإلهصوت لوركا يغني للمطرلوركا كان هنالكنه رحل باتجاه الشمال*********بين لوركا وعيونيوقف المطرزجاج النافذة الملونصرير البابومئات الكيلومتراتتفصل تلك الدويلات**********بين لوركا وعيونيوقف الشمالوجع السجنوبرد الشتاءبردٌ يرتدي سكون المكانهواءٌ يتغلغل داخلقمصان الشتاء الملونةأجساد ترتعش داخل المعاطفأرصفة تلتحف التلج********بين لوركا وعيونيآلاف النغماتأغاني الكورد والفرس واليونانموسيقى تعود لطوائف وملل وأديانبين لوركا وعيونييقف الشمالحديث المقاهيدخان السجائررائحة البن المحمص*******لوركا كان زائر الشتاءصور من ألوان الضبابمن أصوات المطرمتوالية من لغة الأرقام*********لوركا غيّر مفهومي عن الرحيلفنحن إلى الآن لم نفترقلوركا كان هناك معيوهنا كنا تحت المطرلن نفترق حتىيحين هجوم المغول الجددسأبقى أعانق وجه لوركاووجه السماء*********رائعة كانت رحلتنانحو الشمالرائعة كانتحكايا المحالحبك باقة من ريحوأنت الشمسوشوقي إلى الشمالرصيف من قلقطريق من ضباب********الآن يجتاحني المللتأتيني عروض السفرفأزداد للشمال حنيناًراحلة أنا إلىحيث الانتظارإلى حب المراياوعشق الصورراحلة أنا لأكرر أنفاسيلأضحك وشيء كبير بصدرييعادل حبي للشمال