الخميس ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٨
بقلم جورج سلوم

ليلة الصواريخ الذكية

والليالي العربية كثيرة.. كألف ليلة وليلة

فهناك ليلة سقوط غرناطة.. وليلة بغداد.. وليالي القدس وما أكثرها.. وليالي الأنس في فيينا

وتلك الليلة الذكية.. كانت دمشقية!

سماؤها ساحة للألعاب النارية.. والصواريخ تأتيها من كل حدب وصوب.. إنها ذكية لأنها تتكلم لغات عديدة.. وأطفالها يقرؤون على بقاياها أحرفاً أجنبية..

إنه درسٌ في اللغات يأتيهم مباشرة من المصدر.. وبلمح البصر وبسرعة الصاروخ
ودرسٌ في الإحصاء.. فكان أطفالها يعدّون الصواريخ.. تجتاز سماء دمشق.. بعضها ينفجر وتشتعل البيوت.. وبعضها يأتيه الإيعاز بأن يتابع سفره.. فهناك مدن سورية أخرى بحاجة للصواريخ.. على سبيل المساعدات الإنسانية!

ودرسٌ في الحساب.. لأن تلك البضاعة غالية الثمن لمن سيدفع.. وقالوا ملياراً.. وقال أحدهم .. ألا من مزيد.. ووضعوا دمشق في مزاد علني..

ألا أونا.. ألا دوس

والمزاد لمّا ينتهي بعد

اضربوا.. دعونا نشفي الغليل.. فتلك المدينة دمها ثقيل.. بتاريخها الطويل.. عصية على الزمن ولا تندثر.. كشجرة عتيقة وجذورها غرزت في تاريخنا كالخوازيق.. اضربوا ونحن سندفع.. ونحن سنسكت.. وإن أردتم سنهلل.. ونكبّر – الله أكبر – لصواريخ الفرنجة تعبر فوق صلاح الدين.. سيفه المرفوع في ساحتها حجري لن يرتكس ولن يتحرك..

إنذار غورو هذه المرة أتى على تويتر.. فمرت الصواريخ فوق تمثال يوسف العظمة.. لماذا تشهر سيفك نحو الغرب يا يوسف؟.. هذه المرة سنأتيك من كل الجهات.. حتى لتحار أين توجه سيفك فتغمده في صدرك..

وكفاكِ مفخرة يا دمشق بسيوفك التي كنت تتباهين بها

وسلّموا لنا على بني أمية.. وقولوا لهم إن الصواريخ لا تسأل عن أسوار دمشق المنيعة.. ولا تدق أبوابها..

وقالت دمشق:

 عندما دق ثالوث المحنة باب بورسعيد.. حملت أحمالي نحوها.. والآن أريد فقط تنديداً.. ألا من مندّد؟...

فكان الجواب بطلب المزيد.. وكان الجواب في المزاد العلني بالعربية.. على أونا.. على دوس

وتابعت دمشق:

 إنه عدوان ثلاثي بنسخة ثانية مستحدثة وذكية ..والبوارج التي تطلق حممها جاءت من نفس الطريق.. حفِظته على سبيل العادة

وكان الجواب.. على أونا.. وعلى دلعونا

وكان الاجتماع العربي في ظهرانينا.. بمعنى أننا أدرنا ظهورنا

وعند الصاروخ السادس والسبعين انقطعت الكهرباء.. فأظلم ليل دمشق.. وبدأت الصواريخ تضيع في أزقتها الضيقة بالرغم من ذكائها.. ودقت الصواريخ على الأبواب إذ أضاعت العناوين وعند الصاروخ السابع والثمانين.. صاح الديك لأنه لم يستطع النوم.. ولم يدرك شهرزاد الصباح..

وهكذا كان لكل صاروخ حكاية.. ولا تنتهي بسقوطه.. فسقوط الصاروخ هو بداية القصة من حكاية ألف صاروخ وصاروخ.. أما من ديك يصيح؟؟؟.. هكذا قالت شهرزاد!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى