السبت ٧ آب (أغسطس) ٢٠٢١
بقلم خلود فوراني سرية

مؤتمر المساءلة

في مبادرة ل "جمعية التطوير الاجتماعي" في حيفا، لتشجيع النقد البنّاء والمساءلة حول الحقوق تعقد "مؤتمر المساءلة 2021" - المجتمع الحيفاوي يسائِل ويساءَل.

"هناك عطب مزمن في تعامل البلدية مع السكان العرب وولايتي ستشهد تغييرا حقيقيا... المشاكل في المجلس البلدي تنبع من قيامي بوقف الفوضى الإدارية...التي هدرت بسببها مئات الملايين.

لم أتردد في المشاركة في المؤتمر رغم توقعي بتوجيه أسئلة تضعني على المحك. "اعترفت رئيسة بلدية حيفا، د. عينات كاليش روتيم بأن هناك قصور كبير ومتراك منذ عقود من قبل البلدية في تعاملها مع حقوق واحتياجات السكان العرب في حيفا البالغ تعدادهم اليوم نحو 35 ألف نسمة، واعدة بأن لا تنتهي ولايتها بعد عامين ونصف العام قبل أن تنجز مشاريع هامة لخدمتهم. وخلال مشاركتها في مؤتمر المساءلة الذي بادرت إليه ونظمته جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا وتولى إدارته الكاتب الصحفي وديع عواودة قالت رئيسة البلدية إنها وجدت إدارة البلدية السابقة في حيفا قد أهدرت مئات الملايين من الشواقل بسبب سوء إدارتها معتبرة أن التحالفات والاصطفافات الحزبية الجارية ضدها تنبع من قرارها بوقف ذلك الهدر علاوة على كونها مرأة.
وردا على السؤال بموضوع انتشار الخنازير في أحياء المدينة قالت رتيم إن مراقبي البلدية قد اكتشفوا أن أحد أسباب انتشارها رغم تنظيف حاويات القمامة مرتين كل يوم، يعود لقيام عدد كبير من السكان بـ إطعامها.

وكان مؤتمر المساءلة الذي تم بمشاركة عدد محدد مسبقا بسبسب تدابير الوقاية من الكورونا قد عُرض بالبث المباشر في عدة صفحات ومواقع وافتتحه بكلمة رئيس إدارة جمعية التطوير الاجتماعي المهندس والمحاضر هشام عبده الذي استعرض مسيرة تأسيس وعمل الجمعية فيما ركزت مديرة الجمعية المحامية جمانة اغبارية همام بكلمة لها، على أهمية موضوع النقد والمساءلة ودلالاتها واستحقاقاتها وحيويتها بالنسبة للمجتمع. وبعد التوقف عند مرامي هذا المؤتمر المندرج ضمن مشروع " حيفا مدينة مشتركة" نوهت المحامية جمانة اغبارية همام إلى تصوّر الجمعية بتحويل مؤتمر المساءلة إلى تقليد سنوي في حيفا خدمة لأهاليها العرب. وتضمن المؤتمر ساعة مساءلة مع رئيسة البلدية حيث حاورها وديع عواودة بأسئلة مباشرة عن الموجود والمنشود وعن وعود البلدية بتصحيح الغبن في مجالات حياتية مختلفة وعن فقدان رؤية وخطة جامعة شاملة تمسح احتياجات المواطنين العرب في البنى التحتية، في التربية والتعليم، الحق بالمأوى، المشاركة في التخطيط فعليا ومنذ المراحل المبكرّة، الخدمات والمرافق الثقافية والرياضية وغيرها. كما فتح الباب أمام المشاركين من أهل حيفا العرب لمساءلة رئيسة البلدية حول هذه القضايا وإسماعها المظالم والشكاوى ومطالبتها بالتطبيق الفوري. وردا على أحد الأسئلة قالت " سجلوا علي هناك مشاريع مهمة للسكان العرب على الطريق ستنجز قبل نهاية ولايتي هذه، منها بناء مدرستين قريبا جدا". ونوّهت في ردها على سؤال آخر أنها تحتاج لولاية أخرى كي تتمكن من إتمام مخططاتها وبرامجها لخدمة كل أهالي مدينة حيفا

وثيقة جهاز التعليم العربي في حيفا

تؤمن جمعية التطوير الاجتماعي وبحق أن التربية والتعليم يحتاج أولا لـ رؤيا جامعة متبصرة منها يتم رسم مخططات وبرامج وليست مطالب هنا ومطالب هناك. عن هذه الرؤية التي ترى الموجود والمنشود قدم الناشط الاجتماعي الأهلي والسياسي، رئيس مجلس لجان أولياء الأمور في المدارس الرسمية السيد بلال حصري مداخلة مسهبة حول واقع التعليم العربي في المدارس الرسمية الحكومية في حيفا الذي تعتريه الكثير من النواقص في الكم والكيف بل تعتريه مشاكل بنيوية عميقة.

وثيقة وادي النسناس 2020:

وهكذا في التخطيط المجتمعي ترى جمعية التطوير الاجتماعي أنه لابد من رؤية للواقع المعيش وللمستقبل برؤية جامعة، بعيون النسر المّحلق في سماء المدينة ويرى الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان. وعلى أساس هذه الرؤية قدم الدكتور رونين بن آرييه مسحا للتخطيط الموجود مقابل التخطيط المراد والاحتياجات المطلوبة في مختلف أنحاء المدينة خاصة التاريخية منها، وتوقف عند مضامين مركزية في" وثيقة وادي النسناس".

الجلسة الثالثة : مساءلة مهندستين من قسم الهندسة

واختتم المؤتمر بندوة تمت فيها مساءلة المهندستين أورنا مور مديرة قسم التجدد المديني في بلدية حيفا، والمهندسة المعمارية العاملة في قسم الهندسة، مرينا دورفمان عن عدد كبير من المواضيع منها خلو القسم الذي تعملان فيه وقسم الهندسة في البلدية من مهندسات ومهندسين عرب. علاوة على فقدان رؤية تخطيطية شاملة لاحتياجات العرب وهويتهم ولغتهم العربية. وعلاوة على قضية الحق الأساسي بالمأوى، والنقص بالشقق السكنية. وعلى مواضيع ونقاط عينية منها أيضا ظاهرة عدم تأجير الشقق لمواطنين عرب في عدد من أحياء المدينة ودور البلدية في احتمالات منعها وغيره. وقد اعترفت اورنا مور أن بعض مشاريع البلدية كانت فاشلة ومنقوصة وأنها أشركت المواطنين العرب على الورق فقط وبعيدا عن لغتهم واحتياجاتهم كما حصل في حي وادي النسانس على سبيل المثال. وقد وعدت كل من مور ودورفمان بنقل روح المؤتمر وشكاوى السكان العرب للجهات المعنية في البلدية فيما قال مشاركون كثر في المؤتمر إنهم ينتظرون أفعالا لا أقوالا تترجم لمشاريع ومنجزات على الأرض في مختلف نواحي الحياة في حيفا التي ما زالت رمزا للشراكة وحسن الجوار لكنها تحتاج للكثير من التمييز التصحيحي من أجل رفع الغبن المتراكم عن المواطنين العرب في التعليم والتخطيط وخدمات الرفاه والثقافة وغيره.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى