الاثنين ١٢ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

ماذا تريدون أيها المغاربة؟

المواطن العادي يريد السكن مجانا وركوب الحافلة مجانا والاستفادة من الماء والكهرباء دون تأدية الفاتورة. يريد مدونة سير خاصة به تسمح له بالمرور في الضوء الأحمر والأخضر والأسود. المدرس يريد الدخول ساعة يشاء والخروج ساعة تشاء زوجته والقيام بالإضراب على مدار السنة الترقية خارج السلم حتى ولو لم يكمل عامه الأول في التعليم. التلميذ يريد أن تمر الامتحانات حسب أهوائه وأحلامه وطموحاته ومزاجه. يريد أن يسمح له بالغش وتعطى له نقطة تأخذ بعين الاعتبار وضعه الاجتماعي ومشاكله النفسية.

الطبيب يريد أن يعين بالمدينة الفاضلة ويسمح له بفتح باب التبرعات التي من واجب المرضى أن يعطوها له لتمكينه من القيام بواجبه على أحسن وجه. الممرض يريد من المرضى أن يتكلفوا بمسكنه ومستقبل أبنائه احتراما للممارسات الجاري بها العمل.

النادل يريد المناداة عليه بالأستاذ واحترام شخصيته والركوع له قبل أن يأتي بالمشروب ولو بعد ساعة من تقديم الطلب كتابة. الطالب يريد أن يلج الوظيفة العمومية أسبوعا بعد حصوله على الإجازة مع الاعتذار له إذا لم يوظف إلا بعه عشرة أيام. الصحافي يريد أن تسمح له الدولة بولوج عالم المخابرات والمساهمة في القرارات المصيرية للبلاد كما يريد من المسؤولين عن الأجهزة السرية ألا يقوموا بأي عمل إلا بعد استشارته ليمكن له كتابة الافتتاحية بكل تجرد.

الوزير يريد أن يكون الصندوق الأسود تحت تصرف أفراد عائلته كما يريد أن يكون مدير ديوانه شخصا له مئة يد ويد خدمة للصالح العام الخاص جدا.. ومن لم يفهم فكاتب هذا السطور مستعد لإعطائه دروسا في هذا الشأن ليفهم أحسن. زعيم الحزب يريد أن يكون خالدا في منصبه وألا يمسه عزرائيل بسوء كما يريد أن يفهم الجميع أن القدر هو الذي اختاره لهذه المهمة التي لولا حبه للوطن ما قبلها. المثقف يريد أن يعرف الجميع أنه نبي زمانه لا يخطئ أبدا وعلى الدولة بل على الشعب حمله على الأكتاف لإيصاله إلى منصب وزير الثقافة الجديدة الحداثية العلمانية القومية التي لا تشوبها شائبة ولا شيب أفكار عبر عنها ذات تاريخ بعيد.

حركة 20 فبراير تريد أن يعترف الجميع أن تاريخ البلاد لم يبدأ إلا مع بزوغها كحركة ثورية وطنية برنامجها لا يأتيه الباطل لا من يسارييها ولا من يمينييها ولا من إسلامييها. فهي مع موازين البعض وضد موازين البعض الأخر. هي مع موازين القوة وموازين الضعف. مع موازين الماضي وموازين الحاضر. مع موازين الليل وموازين النهار. مع موازين الاتحاد الاشتراكي وموازين العدل والإحسان لوجه الله وموازين النهج الديمقراطي الذي لا ديمقراطية قبله ولا بعده.

وأخيرا أنا بوعزة التايك (كنت أيام المراهقة أقول للفتيات الرباطيات إن اسمي أنس!!) ماذا أريد؟ ماذا يراد لي؟ ماذا تريدون أن أريد؟ ما ذا أريد بعد عشرين عاما من الكتابة؟ ماذا أريد في هذه المرحلة الساخنة من تاريخ بلادنا ووطننا العربي؟ ماذا أريد يا ﺇلهي؟ أأريد الديمقراطية أم الدكتاتورية؟ أأريد العلمانية أم السلفية؟ أأريد الملكية الدستورية أم الملكية البرلمانية؟ أأريد الحكم الذاتي أم الحكم الموضوعي أمالحكم المطلق؟ ألهمني يا رب.. أأريد الربيع العربي أم الربيع الأمريكي أم الربيع الإسرائيلي أم خريف غضب يأتي على أخضر وأحمر أحلامي.؟ أأريد حركة 20 فبراير أم حركة 40 فبراير؟ ماذا أريد؟ وماذا تريدون أنتم أيها المغاربة؟ افصحوا..قولوا ما يخالج صدوركم وأحلامكم..لاتكذبوا على أنفسكم وأنتم أمام مرآة تاريخ لا يرحم .. كونوا صريحين: أتريدون الثورة أم الثروة أم لحم وشحم الثور؟ أتريدون فعلا وطنا أم تريدون مستوطنات؟ أتريدون وطنا لنا جميعا أم وطنا لخفافيش الظلام؟

أتريدون وطنا يحمكه القانون أم وطنا هجينا يغني ويرقص ويتظاهر على إيقاع آلة قانون الغاب؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى