الثلاثاء ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٣
بقلم أشرف شهاب

محجبات ومجرمات

أثار موضوع محجبات وبائعات للهوى الذى نشرناه فى عدد (أنظر أرشيف المجلة) الكثير من ردود الفعل من القراء،معظمهم غاضبون من أسلوب تناولنا للموضوع، مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود يواصل فى هذا التحقيق عرض جانب من الجرائم التى قامت بها سيدات محجبات:

الجريمة ليست حكرا على فئة معينة من الناس، فالسرقة على سبيل المثال ليست قاصرة على الفقراء دون الأغنياء. ولا على الرجال دون السيدات. وعندما نناقش على صفحات مجلتنا انتشار ظاهرة معينة بين فئة معينة من الناس فليس معنى ذلك أننا ندين هذه الفئة أو ندين حريتها فى الفكر والاعتقاد، بل إننا سندافع عن حق هذه الفئة فى التعبير عن نفسها.

إذن: السطور التالية ليست إدانة للحجاب بقدر ما هى إدانة للجريمة، وللأشخاص الذين يرتكبونها، ولمن يتخفون وراء الحجاب بغرض استخدامه كستار للتغطية على جرائمهم. كما أنها ليست دعوة لخلع الحجاب، ولا تمجيدا للسفور، فالمظهر الخارجى للشخص لا يهمنى قدر ما يهمنى أدبه، وعلمه. باختصار المهم هو الجوهر لا المظهر.

وفى مصر، كما فى العديد من الدول العربية تزامن انتشار ظاهرة النقاب، والحجاب مع ظهور حقبة النفط فى دول الخليج. وشاع اعتقاد بين أنصاف المتعلمين والحرفيين أن الله وهب لدول الخليج البترول لأنهم يلتزمون تعاليم الدين، وأن مصر مبتلاة بالفقر بسبب بعد أهلها عن الدين. وبحثا عن الثراء راح هؤلاء يقلدون فى سلوكياتهم أهل الخليج. ومن بين ما نقلوه من مظاهر ظاهرة النقاب والحجاب. من هذا المنظور لم يكن الحجاب عن قناعة أيمانية، وإنما بحثا عن رضا الله، وبالتالى عن المال، والمكسب. ظنوا –حاشا لله- أن الله عز وجل سيكون أكثر كرما مع من يفرض على زوجته الحجاب، وأنه سبحانه وتعالى سيهب رزقا أكثر لمن يطيل لحيته، ويزيد من تقصير جلبابه، اعتقادا أن الله –حاشا لله- سينخدع بمظهره.

وللأسف، لم يعرف هؤلاء عن الدين سوى القشور، ولم يأخذوا عنه سوى المظاهر، ولهذا نجد من يهاجموننا اعتقادا بأننا نهاجم الحجاب، ولا يتورعون عن استخدام ألفاظ تدل على أن كاتبها لا يعرف عن أدب الحوار فى الإسلام سوى التشدد، ولا يعرف من أسماء الله الحسنى سوى المنتقم الجبار، ولا يعرف عن الدين إلا عذاب القبر، والثعبان الأقرع.

ما لفت نظرى للاستمرار فى الكتابة فى هذا الموضوع أننى شاهدت قبل أسابيع رجلا، يلبس ثوبا قصيرا يكاد يشبه التنورات التى تلبسها السيدات لحد الركبة، وهو يتقدم زوجته المنقبة تحمل على يديها طفلة رضيعة، وتجر خلفها وبنتين تتراوح أعمارهما بين أربع سنوات وست سنوات، وكلتا الفتاتين الصغيرتين منقبتان.. نعم.. منقبتان لا يظهر منهما شىء سو فتحة صغيرة يطلان منها على العالم، كأنها نافذة صغيرة لسجن يطلان منها على الحرية.. احتقرت هذا الأب، وهذا السلوك مع أطفال لا يفقهون شيئا، وتساءلت.. من يحمى أطفالنا من هذه الجريمة التى يرتكبها أبوهما فى حقهما، دون أن يستطيع أحد التدخل لمنعه.

ولكن، إذا كانت الفتاة الصغيرة مجبرة على النقاب، فهل الكبيرة مجبرة أيضا؟ البعض نعم والبعض لا.. ولكن هذا سيكون موضوع تحقيق آخر منفصل سأكتبه قريبا إن شاء الله.

مباحث قسم شرطة قصر النيل بالقاهرة ألقت القبض على سيدة منقبة، كانت تستغل النقاب فى سرقة أشياء، وإخفائها تحت ملابسها، على اعتبار أنها لن تتعرض للتفتيش.. ولكن صاحب المحل لاحظ ارتباكها، وهى تخفى شيئا، فأمر الفتيات العاملات فى المحل بتفتيشها على الفور؟ واكتشف سرقتها لثلاث قمصان نوم حريمى.. علم منها أنها كانت تنوى بيعها.. فهى تتخذ من السرقة مهنة لها، وتقوم بالاتجار فى الملابس المسروقة. وفى قسم الشرطة اعترفت السيدة، وتم تحويلها إلى النيابة لتتخذ قرارا بشأنها.

وفى واقعة أخرى.. كانت السيدة المنقبة تتخذ من نقابها ستارا لممارسة أعمالها المخلة بالآداب، على أساس أن أحدا لن يشم فى سلوكها طالما هى تبدو أمام المجتمع ملتزمة بالزى الشرعى. ولما ألقت شرطة قسم المنتزه بالإسكندرية القبض عليها، علمت أنها متزوجة، وأنها كانت تقول لزوجها أنها تخرج لزيارة صديقة لها.. وكانت تلك الصديقة هى التى ترتب لها المواعيد مع طالبى المتعة، وتعطيها العنوان والموعد المتفق عليه. وبالطبع، كانت النهاية هى السقوط.

محجبة أخرى، كانت تعمل كبائعة فى محل لبيع الأدوات المكتبية. وكانت تستغل عملها فى الإيقاع بالشباب، وتتفق معهم على ممارسة الرذيلة مقابل مبالغ مالية معينة. ولكن صاحب المحل لاحظ سلوكياتها المريبة، وعلى الفور قام بطردها.. بعد أن نصحها بالابتعاد عن هذا السلوك..ولم يقم بإبلاغ البوليس حرصا عليها، حيث وعدته بأنها لن تعود لمثل هذا العمل مرة أخرى.

طبعا القصص كثيرة، وأعرف شخصا كان يتباهى بأنه يمارس الجنس مع سيدة محجبة، متزوجة، ولديها أطفال فى منزلها لأن زوجها مسافر إلى الكويت، وهما على خلاف، وهى لا تستطيع أن تعيش طوال فترة غياب زوجها دون ممارسة الجنس.. أسباب الانحراف والوقوع فى الجريمة متفاوتة، فهناك من سرقت بدافع البحث عن لقمة العيش، ومن مارست الرذيلة لجمع المال، ومن مارستها بسبب غياب زوجها، وعدم تقديره لاحتياجاتها الجسدية.

ما يجمع هذه النماذج هو أنها جميعها تخفت وراء الحجاب، مما يعنى سقوط نظرية أن الحجاب يحمى الفتاة من الرذيلة، أو أن المحجبة أفضل من غيرها.. فالكل سواسية، ولا مجال هنا للدفاع عن الحجاب بحجة أنه يزيد من نسبة الفضيلة مثلا عند المرآة.. تماما، كفكرة حزام العفة.. هل سمع أحدكم عن حزام العفة؟؟ أرجو ممن سمع عنه أن يتداخل مع هذا الموضوع، ويرسل رسالة تشرح للعديد من القراء الذين لا يعرفونه ما هى وظيفة هذا الحزام؟

يقول المحامى سمير الباجورى إن الحرية الشخصية مكفولة لجميع المواطنين، ومنها حرية الزى شرط ألا يتعارض مع القيم المتعارف عليها فى مجتمعنا. فلست مع الإفراط فى ارتداء الملابس العارية، التى تظهر أكثر مما تخفى. ولست أيضا مع الغلو فى الزى المتعارف عليه إسلاميا، وهو ما يظهر معه وجه المرأة وكفيها. أما التزيد، وارتداء النقاب فيدخل من باب الحرية الشخصية للسيدات والفتيات. ومن حق أى مواطنة أن ترتدى هذا الزى، طالما أنها ترتديه عن قناعة شخصية، وليس إجبارا أو خضوعا لضغوط من أى شخص أو جهة. ولكن على السيدة التى تختار ارتداء هذا الزى أن تتحمل تبعاته. فمثلا من حق جهات العمل أن تتأكد من شخصية الموظفات أو السيدات المترددات على المكان، فنحن فى مجتمع مفتوح. ولا يمكن السماح لأحد أن يستغل مثل هذا الزى فى ارتكاب جريمة وهو متخف. وقد حدثت عدة وقائع ارتكبت فيها السيدات بعض الجرائم ولم يمكن الاستدلال عليهن بسبب التساهل مع فكرة ارتدائهن النقاب. كما أن جرائم كثيرة حدثت من بعض الرجال الذين كانوا يتخفون فى زى سيدات منقبات..منها جرائم قتل، وجرائم اغتصاب، وسرقة.. وحتى فى الأوقات التى حاول الإرهابيون فيها تهديد المجتمع المصرى عبر تفجير القنابل واغتيال السائحين.. كانت تتم تحت النقاب. وكانت الجماعات الإسلامية المتطرفة تلجأ للنقاب كواحد من الأساليب التكتيكية المعروفة فى التخفى عن أعين رجال الأمن..وتضليلهم.

أما الشيخ إبراهيم محمد فيقول إن الزى الإسلامى هو الذى يستر جميع جسد المرأة، ولا يشبه ملابس الرجال. ولا يجب أن يكون ثوب المرأة ملفتا للنظر، ويجب أن يستر كل جسدها ما عدا الوجه والكفين فليسا من العورة، ويجوز إظهارهما من غير وضع المساحيق. أما النقاب فنحن لا نأمر به، ولا ننهى عنه. وحول عدم السماح للمنقبات بدخول بعض الأماكن، يقول الشيخ إبراهيم إن الأماكن التى تمنع المنقبات أو المحجبات من الدخول فهى تتعاون على المنكر، فلا يوجد مبرر لمنع الفتاة المنقبة أو المحجبة من دخول أى مكان طالما تم التأكد من هويتها. ولا يوجد ارتباط بين تزايد نسبة الجريمة والحجاب، فهناك العديد من الجرائم التى ترتكب يوميا دون الحاجة للحجاب. وإذا تم استخدام الحجاب مرة أو مرتين فى ارتكاب جريمة ما فليس معنى ذلك أن نتهم الحجاب، فهذا عمل فردى.


مشاركة منتدى

  • بسم الله
    اقول لهذا العلماني الحقير ان الله سبحانه وتعالى قال(يا ايها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلايؤذين)هذا قول الله ثن تأتي أنت وتعارض قول الله وقول رسول الله ... والله انها الحقارة والسفهاة بعينها

    • الحقارة ان يكتب اي شخص راية ويخاف ان يذكر اسمه وعنوانه ، ويحلل الاراء كما يحلو له فان كنت حضرتك مؤمنا كما تدعي فلماذا تستخدم الالفاظ التي تؤكد انك ابن شوارع

    • عيب عليك يا كاتب هذا السم يامجرم

    • بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فانني اقول للكاتب ان كنت مسلما تحاكمنا الي كتاب الله والي سنة رسول الله وان كنت غير ذلك رجعنا الى الواقع والمنطق فالرجاء اخبارى بذلك اولا ثم سياتيك الخبر اليقين والمقنع ان شاء الله

      عرض مباشر : محجبات ومجرمات

    • بسم الله الرحمن الرحيم انه لمن المحزن حقاان يتكلم عن الاحكام الفقهية اناس اعتقد والله اعلم انهم من الشيعة فإذا كا نو كذلك فا الأولى لهم اولا هن يدخلوا الا دين الأسلام قبل ان يتكلمو عن الأحكام الفقهية

      عرض مباشر : احد المسلمين

  • على فكرة يا كاتب المقال ان الن مزبلة التاريخ مليئه من امثالك ماتو مات شرهم وحسابهم عند الله عسير .. خلي الصهيونية والعلمانية والماسونية والقديانية والهائية تنفعك .. يوم لاينفع لا مال ولا بنون

  • الحمد لله رب العالمين وبعد: اقول لهذا السخيف الذي يتكلم باسم الدين ان الحجاب فرضه الله على المراه المسلمه من فوق سبع سماوات وليس في ارتكاب المحرمات حريه شخصيه فيجب علينا ايها المثقف السخيف التزام اوامر الله لقوله تعالى واطيعوا الله والرسول ولامر الله النساء بالتستر والاحتشام فوائد جمه ايها الكاتب الذي تدعي الثقافة ومن بعد انت اصلا لست اهلا لان تكتب في مواضيع تمس الد
    ين فليس لمثلك من القرود ان يكتبوا عن تعاليم الدين الحنيف وللاسف كيف لهذه المجلات ان تنشر مثل هذه المواضيع فأوامر الله ليس فيها مجال لان تناقش افهم دينك يا احمق ، وقال تعالى (( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء علييكم مدرار ويددكم باموال وبيني ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار )) هل تفهم معنى الايه ايها الارعن هل ترضى لامك اتلسفور يا مثقف

  • من العجيب أن نشاهد من يهاجمون هذا الموضوع ويهاجمون كاتبه مع أن الواضح من نقدهم أنهم لم يقرأوا..وإن قرأوا فهم لم يفهموا..وإن فهموا فهم لم يعوا .. وأنا أقول لكل من يرد على هذا المقال باسلوب غير متحضر فى النقاش غننى لن أرد على هذا الأسلوب بمثله ..
    والأفضل أن يتحلى منتقدى الموضوع بالشجاعةوالأدب...
    وأنا أرحب دزما بالنقد فهو مرآة للكاتب .. ولكن ليس كل ما يمتبه بعض القراء المتعصبين يغتبر من باب حرية الرأى.. ولذا أسوق اليهم المقال التالى الذى نشره موقع مجلة ايلاف الالكترونية يوم 21 أبريل ونصه كالتالى:
    لا "الحجاب" ليس فريضة إسلامية
    الأحد 20 أبريل 2003 16:30
    أشرف عبد الفتاح عبد القادر

    مسألة الحجاب وأيضاً " النقاب " من المسائل التي شغلت وتشغل حيزاً كبيراً من الفكر الإسلامي خاصة بعد أفتت به بعض الجماعات المتأسلمة وقالت أنه فريضة إسلامية واجبة علي كل المسلمات بل إن الشيخ عبد العزيز بن باز كبير علماء الوهابية أفتى بأن المرأة التي تخرج من بيتها حتى ولو كانت متحجبة ترجم كزانية وأعرض هنا وأعلق علي كتاب المستشار محمد سعيد العشماوي "حقيقة الحجاب وحجية الحديث".
    الحجاب لغة هو الساتر، وحجب الشيء أي ستره، وامرأة محجوبة أي امرأة قد سترت بستر (لسان العرب، المعجم الوسيط : مادة حجب).

    أولاً : آية الحجاب
    والآية القرآنية التي وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن وتعني وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن (أي نساء النبي) متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً " [الأحزاب 33 : 53]. وقيل في أسباب نزول الحكم في الآية (الخاص بوضع حجاب بين زوجات النبي والمؤمنين ) إن عمر بن الخطاب قال للنبي (ص) يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يتحجبن. فنزلت الآية. وقيل أنه إثر ما حدث عند زواج النبي (ص) بزينب بنت جحش نزلت الآية تبين للمؤمنين التصرف الصحيح عندما يدعون إلي طعام النبي (ص) وتضع الحجاب بين زوجات النبي والمؤمنين.
    هذا الحجاب (بمعني الساتر) خاص بزوجات النبي (ص) وحدهن، فلا يمتد إلي ما ملكت يمينه من الجواري ولا إلي بناته، ولا إلي باقي المؤمنات. والدليل علي ذلك رواية عن أنس بن مالك أن النبي (ص) أقام بين خيبر والمدينة ثلاثاً (من الأيام) يبني عليه (أي يتزوج) بصفية بنت حيي فقال المؤمنون إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين (أي من زوجاته) وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه (أي من جواريه). فلما ارتحل وطأ
    (أي مهد) لها خلفه ومد الحجاب (أي وضع ستراً) بينها وبين الناس. (بذلك فهم المؤمنون أنها زوج له وأنها من أمهات المؤمنين وليست مجرد جارية) [أخرجه البخاري ومسلم].

    ثانياً : آية الخمار
    أما آية الخمار فهي "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن علي جيوبهن" ( النور 24 : 31 ). وسبب نزول هذه الآية أن النساء كن في زمان النبي (ص) يغطين رؤوسهن بالاخمرة (وهي المقانع) ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقي النحر (أعلي الصدر) والعنق لا ستر لهما. فأمرت الآية بلي (أي إسدال) المؤمنات للخمار علي الجيوب، فتضرب الواحدة منهن بخمارها علي جيبها (أعلي الجلباب) لستر صدرها.
    فقصدت الآية تغطية الصدر بدلاً من كشفه، دون أن تقصد إلي وضع زي معين. وقد تكون علة الحكم في هذه الآية (علي الأرجح) لإحداث تمييز بين المؤمنات من النساء وغير المؤمنات (اللاتي كن يكشفن عن صدورهن). معني ذلك أنه حكم وقتي يتعلق بالعصر الذي أريد فيه وضع التمييز بين هذين الصنفين من النساء وليس حكماً مؤبداً.

    ثالثاً : آية الجلابيب
    أما آية الجلابيب فنصها كالآتي: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين" ( البقرة 23 : 59 ). وسبب نزول هذه الآية أن عادة العربيات (وقت النزيل) كانت التبذل فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء (الجواري). وإذ كن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف (دورات المياه) في البيوت، فقد كان بعض الفجار من الرجال يتعرضن للمؤمنات علي فطنة أنهن من الجواري أو من غير العفيفات، وقد شكون ذلك للنبي ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقاً وتمييزاً بين "الحرائر" من المؤمنات و بين الإماء "الجواري" وغير العفيفات هو إدناء المؤمنات لجلابيبهن، حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر يتتبع النساء. والدليل علي ذلك أن عمر بن الخطاب كان إذا رأي أمة (جارية) قد تقنعت أو أدنت جلبابها عليها، ضربها بالدرة محافظة علي زي الحرائر [ابن تيمية - حجاب المرأة ولباسها في الصلاة - تحقيق محمد ناصر الدين الألباني _ المكتب الإسلامي - ص 37].ومما يدعم قول العشماوي ما كتبه المؤرخ العراقي الكبير علي الشوك بأن المرأة الحرة كانت في بابل الوثنية ملزمة بالحجاب أما غير الملزمات بالحجاب فهن الجواري والبغايا.
    فإذا كانت علة الحكم المذكور في الآية - التمييز بين الحرائر والإماء - فقد سقط هذا الحكم اعدم وجود إماء
    "جواري" في العصر الحالي وانتفاء ضرورة قيام تمييز بينهما، ولعدم خروج المؤمنات إلي الخلاء للتبرز وإيذاء الرجال لهن. وواضح مما سلف أن الآيات المشار إليها لا تفيد وجود حكم قطعي بارتداء المؤمنات زياً معيناً علي الإطلاق وفي كل العصور.وأضف هنا لكلام حضرة المستشار أن غيرة الرجال المرضية وخوفهم المرضي اللاشعوري من وقوع نسائهم بين أيدي رجال آخرين هو الذي جعلهم يرون في الحجاب فرضاً.

    رابعاً : حديث النبي
    يواصل العشماوي فقد روي حديثان عن النبي (ص) يستند إليهما في فرض غطاء الرأس (الذي يسمي خطأ بالحجاب) فقد روي عن عائشة عن النبي (ص) أنه قال : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إذا عركت ( بلغت) أن تظهر إلا وجهها ويديها إلي ها هنا " وقبض علي نصف الذراع. وروي عن أبي داود عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت علي رسول الله (ص) فقال لها: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يري فيها إلا هذا، وأشار إلي وجهه وكفيه".
    ونلاحظ أن هذين الحديثين أنهما من أحاديث الآحاد، لا الأحاديث المجمع عليها أي المتواترة أو المشهورة، ومن جانب آخر فإنه رغم رواية الحديثين عن واحدة _ هي السيدة عائشة زوج النبي (ص) - فإنه قد وقع تناقض بينهما، ففي الحديث الأول قيل أن النبي قبض علي نصف ذراعه عندما قال الحديث، بينما قصر الثاني الإجازة علي الوجه والكفين، ومن جانب ثالث، فقد ورد الحديث الأول بصيغة الحلال والحرام، بينما جاء الثاني بصيغة الصلاح، والفارق بينهما كبير، فمسألة وقتية الأحكام لمراعاة ظروف العصر هامة جداً، فقد يأمر النبي (ص) بالشيء أو ينهي عنه في حالة خاصة لسبب خاص، فيجب ألا يفهم الناس أنه حكم مؤبد بينما هو في الحقيقة حكم وقتي. وأضيف هنا لكلام العشماوي أن جمال البنا شقيق مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا كتب كتاباً مهماً أوضح فيه أن الأحاديث لا تصلح مصدراً للتشريع لأنها غير يقينية. ومعه حق فالأحاديث جمعت من أفواه الرجال بعد أكثر من قرنين فالبخاري مات ستة 296 هجريه والبحث الحديث يثبت أن الذاكرة البشرية عاجزة عن الاحتفاظ بنص من دون تحريف لا شعوري بعد بضعة أسابيع، فكيف الحال إذا كان النص مر عليه أربعة ذاكرات؟
    نخلص من كل ما سبق أن آيات الحجاب التي نزلت، نزلت لنساء النبي (ص) وفي ظروف معينة وإذا كان القرآن قد أخبرنا بأن الرسول أسوة للمؤمنين "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" ( الأحزاب 33:21) فلم ترد آية واحدة تشير إلي أن نساء النبي أسوة المؤمنات. بل لقد وضع القرآن ما يفيد التفاصل بين زوجات النبي وسائر المؤمنات كما جاء في الآية "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء" (الأحزاب 33:31) بمعني أن الأحكام التي تتقرر لزوجات النبي تكون لهن خاصة وليست لباقي المؤمنات. وأضيف لكلام العشماوي أن الأحكام الخاصة بالنبي (ص) لا تنطبق علي سائر المسلمين في جميع الأزمنة وجميع الأمكنة.

    الحجاب دعوة سياسية
    الحجاب - بالمفهوم الدارج الآن - شعار سياسي وليس فرضاً دينياً ورد علي سبيل الجزم والقطع واليقين والدوام، لا في القرآن ولا في السنة، بل فرضته جماعات الإسلام السياسي لتمييز بعض السيدات والفتيات المنضويات تحت لوائهم عن غيرهن من المسلمات وغير المسلمات، ثم تمسكت به هذه الجماعات وجعلته شعار لها، وأفرغت عليه صبغة دينية، كما تفعل بالنسبة للبس الرجال للجلباب أو الزي الهندي و "الباكستاني" زعماً منها بأنه الزي الإسلامي. فمثل هذه الجماعات - في واقع الأمر - تتمسك بقشور الدين ولا تنفذ إلي لبه الحقيقي الذي احترم شخصية الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية، فقد سعت هذه الجماعات إلي فرض ما يسمي بالحجاب - بالإكراه والإعنات - علي نساء وفتيات المجتمع كشارة يظهرون بها انتشار نفوذهم وامتداد نشاطهم وازدياد أتباعهم.
    إن عدائهم الصارخ للمرأة وكراهيتهم الفجة لها هو الذي جعلهم يتصورون أن كل ما فيها عورة، شعرها، صوتها، وجهها، جسدها، ولو كان ذلك يقبل في الماضي، فإن القول به الآن يمثل ردة جاهلية وانحصاراً وسجناً للمسلمين في الماضوية وعدم إدراك لروح ومتطلبات العصر، حصر حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، عصر يري الحجاب الحقيقي في نفس المرأة العفيفة وضمير الفتاة الصالحة التي تحجب نفسها عن الدعارة، وقلب وضمير المرأة الطاهر، لا في مجرد وضع زي أو رداء لا معني حقيقي له، ثم ماذا ونحن نري المتأسلمون يأمرون حتى " بالنقاب " الذي ما أنزل الله به من سلطان.
    يجب أن يفهم الناس حقيقة أن المتأسلمين يوظفون الدين لتغطية مخططاطهم السياسية، والدليل علي ذلك أن وضع غطاء الرأس - المسمي خطأ بالحجاب - عمل سياسي أكثر منه ديني، إنه يفرض علي الفتيات الصغيرات (دون البلوغ) مع أنه وطبقاً للنص الديني يقتصر علي النساء البالغات قط. لكن القصد هو استغلال الدين لأغراض سياسية واستعمال الشريعة في أهداف حزبية، بنشر ما يسمي بالحجاب، حتى بين الفتيات دون سن البلوغ، لكي يكون شارة سياسية وعلامة حزبية علي انتشار جماعات الإسلام السياسي وذيوع فكرها الظلامي بين الجميع حتى وإن كان مخالفاً للدين، وشيوع رموزها مهما كانت مجانبة للشرع. فدافعهم هو التعصب الأعمى ورائدهم السلطة وامتيازاتها وملذاتها والمكان الملائم لتحقيق رغباتهم السادية المنحرفة بإراقة دماء المسلمين وغير المسلمين بحجج واهية وكاذبة خدمة للشيطان لا لله..
    وعنوان الموقع لمن يرغب هو:
    http://www.elaph.com:9090/elaph/arabic/index.html
    وأنا أدعو كافة القراء للتداخل والتعليق ..فلم يعد من المجدى أن تبقى الأغلبية صامتة ...

    • فقط أود أن اعلق على هذه الكلمات

      (بل إن الشيخ عبد العزيز بن باز كبير علماء الوهابية أفتى بأن المرأة التي تخرج من بيتها حتى ولو كانت متحجبة ترجم كزانية)

      لا اعلم كيف أتيت بتعليق الخروج من البيت لتحقق الزنى فهذا الكلام ليس من كلم الشيخ.. ثم من قال لك أن الرجم في الإسلام أو إذا أردت عند الوهابية(إذا سلمنا بوجود حركة أو مذهب يسمى وهابية)أمر بسط وسهل!! لنعلم أولا كيف يتحقق إطلاق الزنى (المترتب عليه رجم) في الإسلام ثم احكم. من يقراء هذا الكلام يعتقد أننا نرجم المرأة يوميا في السعودية!! أو أنها تحرم من الخروج من بيتها وهذا كلام غير صحيح.. المشكلة أنكم تدعون الحرية و لكنكم تحرفون وتحجبون حقيقة أفكار أو اعتقادات من تسمونهم وهابية .

      عموما..

      هذا الكلام بهتان عظيم...

      لذلك أرجو أن تتكرم علينا بالمصدر؟؟؟؟؟؟

      وأسف لعدم التكلم في الموضوع الأساسي إذ لم أكن أود المشاركة أصلا. لكن كرهي الشديد لتحريف الحقائق الموجود لدينا نحن العرب هو ما أدى بي لتسطير هذه السطور.. فأبسط شي لدينا هو الكذب على من نعتبرهم خصوم لنا أو من يقفون حائلا خلف نزواتنا....

      في الختام أتمنى منكم تقبل هذا التعليق.

      ولكم جزيل الشكر.

    • الله يشفيك ويهديك رأيك كتيييييييييييييييييييييييييييير متخلف

    • اتقى الله فى نفسك وفى ما تبقى من دينك

    • لا اقول سوى اتقوا الله قبل ان تحللوا شرائعه سبحانه و تعالى على هواكم....الدين و الامه الاسلاميه محتاجه مننا ان نتمسك بافتخار بديننا الكريم و ليست الان مختاجه لمن يحاول ان يقول ان الدين غير مناسب للزمن هذا...ديننا و لله الحمد صالح لكل زمان و مكان.....الله يصلحكم و يهديكم و ينور بصيرتكم

    • نصر الله من نصر دين الله مستنا برسول الله آمين

    • راينا من الواقع من تدعي الصلاح والشرف وخلف الكواليس تزني وهذه ظاهرة منتشرة بدول الخليج وخاصة من قبل الاسيويات المجنسات اللواتي تزوجن كبار السن من هن لازلن على ذمم العواجيز او ترملن نجدها تخون زوجها وفي عقر داره كم من قضايا حتى اصبحت سمعتهن كالهشيم وحتى سكان المنطقة الاصليين ينبذونهم في داخلهم ويكتفون بان تكون علاقتهم بهن سطحية وتجدها لاتترك رجل اجنبي عنها الا واستدرجته لتقيم علاقة معه وتدفع له الاموال والهدايا وكم منهن انجبت سفاحا ونسب الى العجوز الذي هو اصلا عاجز عن اعطائها حقوقها وتجد منهن يعددن الازواج زوج خليجي وزوج هندي شاب

  • يا هذا بلاش كذب وافتراء اتقي ربك

  • لا يهمنى ان اقرا الموضوع بذاته، ولكن لابد من فهم ان الاساس الذى يجب ان يكون في مظهر المرأة المسلمة هو ارتداء الحجاب وهو فرض من الله وليس متروكا لخيارات الناس لابد من فهم ذلك كما جاء في سورة النور.
    ومن الحماقة ان نلصق كلمة حجاب بشعارات صحفية كاذبة لا نجنى من وراءها الا هزال وضعف اكثر للمسلمين من خلال ان يقرأ مثل هذه المقالات اناس ليس لهم علاقة بالاسلام وكل ما يهمهم هو تدميره. ولماذا محجبات مجرمات ؟ اما كان من عنوان اخر ؟اهو صيد في الماء العكر؟، يجب ان نراعى الله ونعرف ان الكلمه امانه من الممكن ان ترفع ا ومن الممكن ان تنزل بنا الى الحضيض.ارجو ان تبعد عن هذه المنطقة الشائكة حتى يرضى عنك الله.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى