الثلاثاء ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٧
بقلم مهند النابلسي

مفهوم «شراء الوظائف»!

التدريب يحسم المعركة الاقتصادية(5)

يطرح أحد الخبراء فكرة "شراء الوظيفة" بمعنى أنه بغرض اغراء المهندسين المتفوقين للانضمام لشركة ما، فانه يجب التحول منمبدأ "بيع الوظيفة" الى مفهوم "شراء الوظيفة"، اي انه يجب السعي لتسويق شركتك والوظائف المطروحة والفرص والامكانات المتاحة، ويتطلب هذا شرح وضع الشركة وامكاناتها المستقبلية للمرشحين الكفؤين، حتى ينجذبوا للانضمام لكادرها، حيث يتوقع ان تنشأ علاقات "دعم متبادل" بين الشركة والموظفين الكفؤين، فهي ستمنحه الفرص والتدريب المنخصص، وهو بدوره سيمنحها قدراته واخلاصه وكفاءته...ويتضارب هذا المفهوم الجديد الذي يعتمد على بيع الوظائف، الذي يستغل حالات البطالة وقلة الوظائف بسوق العمل، ويسعى لتسخيرواستغلال الكفاءآت من طرف واحد لمصلحة المؤسسات وهيمنة التفكير التقليدي "الاستغلالي"للادارة العليا، وكمثال ابنتي التي تعمل كمهندسة صناعية وقد نجحت أخيرا بامتحان "الحزام الأخضر" للحيود السداسي، ومع ذلك فهي تعمل بمؤسسة "متطورة نسبيا" ولكنها لا تقدر عملها، وتستغل كفاءتها المتخصصة مقابل أجر يقل بحوالي عشر مرات عن الأجر المعتمد لمثل هذا التخصص بأمريكا، مع ان هذا التخصص تحديدا ورد بدراسة احصائية جديدة كواحد من اهم التخصصات المطلوبة بسوق العمل في العالم المتقدم!

تقوم المؤسسات المتقدمة بزرع الشعور بالاطمئنان لدى كوادرها، وتسعى لتدريب الموظفين والمهندسين الجدد حتى يتمكنوا من التأقلم معا لأجواء الجديدة ويبدعوا، وللمقارنة يلاحظ ان كثيرا من المؤسسات تتعامل مع المهندسين والمرشحين للوظائف على مستوى واحد لا يميز بين الشخص المتميز والكفؤ والعادي، بحجة سلم الرواتب تفاديا للحساسيات، ومن الصعب توقع انجازات ابداعية في مثل هذه المؤسسات، وحتى في حالة تمكن موظف كفؤ من الحصول على وظيفة مفصلية هامة، فقد تواجهه صعوبات جمة وتحديات معلنة وخفية، قد تؤدي لفشله اذا لم يتلقى الدعم والتدريب المعادل!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى