الثلاثاء ٢٧ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

ممنوع الرقص

ونحن لا نزال وتحت وطأة الحصار وقائمة طويلة من فتاوى المحرمات والممنوعات والممارسات والتأكيدات..!!
وبعيدا عن السياسات العلنية والسرية حاولت كلمات "خالد عليان " مدير مهرجان رام الله للرقص المعاصر أن تلقي حجرا صغيرا في بركة راكدة آسنة تفوح تحجرا وتخلفا..!!

فبعد مئات السنوات من رقص الأجداد والآباء على ضوء القمر في دبكات الأجران..وزغاريد الجدات والأمهات في سهرات الطهور وليلة الحنة..!!

يأتي علينا ليل أغبر يجرم فيه التعبير الحركي عن الروح الفلسطينية ومشاعرها الحية من باب المزايدة في المواقف السياسية لكسب تأييد الشارع بعد أن أفلس من أفلس وانكشف من الأمر ما انكشف ..!!

لقد تعرض مهرجان رام الله للرقص المعاصر إلى هجمة ظلامية ظالمة.. شرسة ومرتبة في اطار الصراع السياسي المحتدم بين القيسيين واليمينيين..!!

إن المزايدة بدم الشهداء والأبرياء على مواويل العتابا ودندنات الميجنا لهو أمر في غاية اللؤم والقبح وينم عن حقد دفين على تاريخ وحضارة وفلوكلور شعب مقاوم كالشعب الفلسطيني، فالمقاومة ليست بالسلاح فقط وإنما لها أشكالها المعروفة في كل زمان ومكان، وهي لم تكن يوما نقيضا للأهازيج العفوية ولم تكن يوما ضد دبكة شعبية أو حلقة رقص وطنية تمجد زعيما راحلا أو شهيدا خالدا أو مناسبة عظيمة.

لقد غنينا ورقصنا في أروع ساعات الفرح واشد لحظات الحزن وامتزجت لحظات نضالنا بأغنيات ورقصات ومواويل حفرت على جدران الزنازين قبل شنق أصحابها الى أن داهمتنا تلك الأشواك القاسية التي نبتت فجأة وفي غفلة من التاريخ تحت أقدامنا وبين عيوننا وحاولت وتحاول ان تجردنا كما تفعل الاحتلالات من أهم سمات شخصيتنا ووجودنا..!!

وسيرى أي باحث في تراثنا الفلكلوري المقاوم أن آباءنا وأمهاتنا قد هزجوا ورقصوا للحاج امين الحسيني والقسام وعبد الناصر والشقيري و...و... من رموزنا النضالية الشامخة..!!

ولعل الحاقدين من بيننا ينسون أو يتناسون أن أعظم الشعوب في العالم اليوم قوة وتقدما تعتز بتراثها وبفنونها الإبداعية الشعبية ولا تخجل منها ..

فلم نسمع عن الشعب الهندي انه تبرأ من رقصه الفريد والشهير المليء بالمعاني والأحاسيس الإنسانية العميقة ولم نقرأ عن الشعب البرازيلي انه تخلى عن"السامبا" لمصلحة الدروشة أو الزار..حتى الاغارقة السود في رخلة العبودية لم يتخلوا عن رقصاتهم المفعمة بالحرية وأورثوها لأحفادهم ليقدموها للعالم فنا أسموه "البلوز"..ّّ!!

ان الانتصار لمهرجان رام الله للرقص المعاصر ليس انتصارا لهز الوسط على طريقة فيفي عبده أو للعري الراقص كما في مدرسة اللهلوبة "دينا " أو للمسخرة المنتشرة في الكازينوهات الكثيرة المنتشرة في معظم الدول الم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى