الثلاثاء ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم عمرو صابح

من صنع قناع الموت للرئيس جمال عبد الناصر؟

لفت نظرى خلال زيارتى لمتحف الرئيس جمال عبد الناصر بمنزله فى منشية البكرى بمصر الجديدة، وجود منحوتة تمثل وجه الرئيس جمال عبد الناصر بعد الموت وهى المعروفة بمسمى قناع الموت، ومنحوتة أخرى تمثل كف يد الرئيس اليمنى، والتعريف المكتوب عنهما ان النحات المصرى الكبير "جمال السجيني" هومن قاما بصنعهما عقب وفاة الزعيم، وان كيفية قيامه بذلك ليست معروفة!!.

تذكرت وأنا أتأمل قناع الموت لوجه الزعيم ، انه سبق لى وقرأت عنه فى كتاب "كيف قتلوا جمال عبد الناصر؟" للكاتب الصحفى الراحل "جمال سليم"، وهو كتاب صدر فى عام 1996، ويقدم فيه الكاتب الراحل تحقيقاً موسعاً عن ملابسات الوفاة الغامضة للرئيس جمال عبد الناصر.

ولكن صفحات الكتاب المتعلقة بموضوعنا هى الصفحات بدءً من صفحة 295 حتى صفحة 302، والتى يسرد فيها الكاتب عبر شهادات "حسن التهامى، صلاح هدايت، مصطفى متولى"، كيفية صنع منحوتة قناع الموت للرئيس عبد الناصر، ومنحوتة كف يده اليمنى.

تم الأمر بصورة رسمية بتكليف من حسن التهامى مدير شئون رئاسة الجمهورية الذى استدعى وزير البحث العلمى صلاح هدايت وطلب منه القيام بأخذ الصفة التشريحية للرئيس جمال عبد الناصر تمهيداً لعمل متحف لتخليد ذكراه.

الوزير صلاح هدايت سأل الدكتور أحمد الحسينى عن أفضل من يقوم بأخذ الصفة التشريحية للرئيس عبد الناصر، وكان اختيار الدكتور أحمد الحسينى هو النحات الكبير الدكتور مصطفى متولى أستاذ ورئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة وقتها.

بدأ العمل فى نحت قناع الموت للرئيس وكف يده اليمنى فى مساء يوم 29 سبتمبر 1970 وانتهى فى مساء يوم 30 سبتمبر 1970، وجرى العمل فى قصر القبة حيث كان جثمان الرئيس عبد الناصر محفوظا فى إحدى الثلاجات الضخمة بالقصر للحفاظ عليه حتى يحين موعد تشييع جنازة الرئيس ودفنه.

الدكتور مصطفى متولى صنع قناعين لوجه الرئيس ومنحوتة لكف يده اليمنى، قام بتسليم الكف وقناع منهما للوزير صلاح هدايت، واحتفظ بقناع لنفسه.

تمت العملية بإشراف من حسن التهامى ومن الرئيس أنور السادات، وتسلم التهامى القطعتين من الدكتور صلاح هدايت.

خلال قيام الدكتور مصطفى متولى بعمل قناع الموت للرئيس جمال عبد الناصر، قام الوزير صلاح هدايت بأمر من حسن التهامى بقص خصلة من شعر الرئيس عبد الناصر ووضعها فى ظرف وسلمها لحسن التهامى وأنور السادات.

لاحظ الدكتور مصطفى متولى خلال قيامه بتصميم منحوتة كف اليد اليمنى للرئيس جمال عبد الناصر أن أظافر الرئيس كلها مقصوصة بطريقة حادة.

قام الدكتور مصطفى متولى بتسليم قناع الرئيس عبد الناصر الخاص به للنحات الكبير جمال السجينى الذى كان يستعد لنحت تمثال للرئيس عبد الناصر، ولكن وفاة النحات جمال السجينى وإصابة زوجته بحالة اكتئاب حادة حزناً على رحيله، تسببا فى اختفاء القناع، ولم يستطع الدكتور مصطفى متولى استعادته مرة أخرى.

المعلومات المذكورة فى متحف الزعيم جمال عبد الناصرعن قناع الموت، ومنحوتة كف يد الرئيس اليمنى غير صحيحة، فلم يكن جمال السجينى هو صانع قناع الموت للرئيس جمال عبد الناصر، ولم يكن هو من قام بنحت كف يده اليمنى بل كان الدكتور مصطفى متولى، ولم يتم الأمر سراً بل تم رسمياً بتكليف من أعلى مستويات الدولة، كما وصل خبر عملية النحت لأسرة الرئيس عبد الناصر، لأن ابنه خالد سأل الوزير صلاح هدايت فى الذكرى السنوية الأولى لوفاة الزعيم عن مكان وجود القناع ومنحوتة كف اليد اليمنى، وأجابه الوزير.. لا أعرف!!.

تأخر مشروع إنشاء متحف الزعيم جمال عبد الناصر لمدة 46 سنة بعد وفاته حتى تم إنجازه وافتتاحه فى ذكرى وفاته السادسة والأربعين، ليظهر ضمن مقتنيات المتحف قناع الموت الخاص بالزعيم جمال. عبد الناصر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى