الجمعة ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

موجة بكماء

بسطت العتمة ثوبها وأغلقت الأفق
والريح صافحت عواء الأسلاك
وحدهم الصغار يفترشون الأنقاض
أشباح صامتة تنوح
فوق جثث بلا عيون
الوقت خيل يضاجع البرق
وجند السلطان كالدم الفاسد ينتشرون
يطرقون الأرض بعيونهم
خشية انهيار السماء
 
في قصور الوالي سكر ولهو ومجون
في الحواري النساء بطعم الحسرة
في الميادين سواعد قد أثملها المقراع
وهي ترقص للسواد
واوراق الموت تشهق
في اللٌيل تترنح الرؤوس
والسكينة واحة إنكسار
وحين تستيقظ الغيلان تغمد السيوف
والنهار يموت لامولى له
يا أحمد
هذه الأمٌة اغتالت ضميرها
فباعت الأنبياء
 
تجمٌع حشد المهلٌلون وسجدوا
في حضرة الوالي كنسج العنكبوت
إلٌا الدراويش تاه بهم الزهو
تآبوا وتعالَوا وماسجدوا
يغسلهم الموت مرتين
كأنهم ينهضون من الرماد دون ملامح
يستلٌون أنينهم
ويفرشون الساقية حطباً
يشبهون إطلالة الأضواء الأخيرة
تتكسٌر كل مساء
 
يزهر القهر الكامن على العفن الفطري
ويستبيح الوجع ظمأ العابرون
فيمطر المدى هامات الرجال
وعشٌاق الطريق بسطوا أكفٌ الدروب
لقامة الصدور وتلاشوا
يختمر الغضب بناصية الصمت
ويُدبر الصباح في ابتهالات الغيوم
فلاتجد منهم سوى موجة بكماء
وكثير من الخيبات في الأحشاء
 
في خلايا العَسف نفتش عن حزن يشبهنا
قد تطاول الفجور وانتشر
من يرجئ الموت لحظة ؟
فمازال لي حلم جاف
وطفولة باردة كالرخام
في الظل الممتد على رماد الفجيعة
يركع العوسج للريح
يختال الجند في الممالك
أعود فلا أجد أحداً
بل برق أحمر يعدو بي
فلا أرى الوطن
لكنٌي أراهم يلملمون حوائجهم
لربيع آت او لشتاء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى