الخميس ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦

نناشد ضمائركم ... أنقذوا طفل العراق عمر...

تطلق لجنة المرأة في الرابطة العراقية حملة مناصرة هي الأشد
مأساوية وألما عن باقي الحملات التي سبقتها، بطلها طفل عراقي
حلت به المصائب من حيث لا يدري ، لكنه اليوم
يدري أن وطرا غير يسير من مصائبه نالها لأن اسمه
(عمر!) ..

لذا نناشدكم أيها الإخوة والأخوات ، بأن
تسارعوا في نجدة هذا الطفل الذي يمثل في قصته ما يعانيه
وبحق أطفال العراق عموما وعلى وجه الخصوص أولئك الذين
كرّموا بالاسم (عمر) ، فحمل هذا التكريم وبالا عليهم من ذات
الجهات التي أنزلت وبالها على المكرّمين بحمل القيم السامية في حب الوطن ومقارعة المحتل .. ونناشد بشكل خاص المؤسسات الاغاثية وحماية حقوق الطفل وكل الخيرين في العالم ، بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه هذا المصاب ، كما نناشد أصحاب الأقلام الشريفة بنشر هذه المأساة والحثّ على رفع هذه الكربة عن واحد من أحباب الله الممتهنين في دار الخلافة ..

ونقلا عن جريدة البصائر التي أجرت لقاءا مع أبي عمر روى فيه تفاصيل الحادثة التي تسببت في معاناته ومعانات ابنه ، نضع بين أيديكم ملخص الحكاية ...
حيث بدأت مأساة عمر في يوم 9/1/2006 حين كان برفقة أمه وأبيه وأخيه الصغير (علي) متوجهين لزيارة بيت جده (أهل والدته) في بغداد برفقة احد أصدقاء أبيه الذي يمتلك سيارة الـ GMC التي كانت تقلهم . وعلى الطريق السريع الذي يربط بين بغداد وسامراء صادفهم رتل أمريكي كان يسير بالاتجاه المعاكس للطريق، لم يلبث أن أمطرهم بوابل من الرصاص رغم أن السائق قد اخذ حذره من التريث والتزم جانب الطريق ، وعندها اشتعلت النيران في السيارة لتقضي وببشاعة على السائق الذي قضى ورأسه ملتصقا بالمقود ، كذلك فقد قضت أم عمر وأخيه علي ، الذي كان في حجر والده أثناء الرحلة ، ونجا أبيه بأعجوبة لكنها نجاة للنفس دون الجسد حيث هو الآن طريح الفراش لا يمكنه التحكم بأفعاله الإرادية واللاإرادية ، علما بأنه صاحب مهنة حرة كان يعتاش وعائلته من كد يمينه اليومي ، أما عمر فنترك للصور أمرها في التعبير عن حالته .. لكن مأساة عمر لم تنته عند هذا الحد ، بل استمرت حين طرد هو وأبيه من المنزل الذي كانوا يستأجرونه لأسباب طائفية ! . إلا أن رحمة الله تعالى سخرت لهم عبادا رحماء استضافوهم وما زالوا في بيتهم وتحملوا مسؤولية مداراته وأبيه .. وإمعانا في الكرم بادر هؤلاء الناس بعرض حالة عمر على المستشفيات فكان الرد يأتي دوما بالسلب لان الإمكانات المتوفرة فيها لا تفي بالغرض الذي تتطلبه الحالة ، إلا إنهم نصحوهم بأخذه إلى مستشفى ابن سينا لأنها المستشفى الوحيد الذي يمتلك تلك الإمكانيات في العراق اليوم . وفعلا فقد حمله أهل الخير إلى تلك المستشفى ، لكنهم صدموا حين سمعوا رفض مدير المستشفى لعلاج الحالة بعدما عرف أن اسمه عمر بل انه أمعن في الإثم حين قال وباللهجة العراقية:(هو اسمه عمر خليه يموت أشرف له، ما عندنا علاج للي أسماؤهم عمر) ولم يوافق حتى أن يراه طبيب مصري مقيم في تلك المستشفى !! . بعدها سعى هؤلاء الأخيار لعرضه على المستشفيات الخاصة في بغداد ظنا منهم أن الأمر يتطلب جمع مبلغ ما فيتحملوا كلفته ، لكن الأطباء جميعا اخبروهم إن علاجه يحتاج إلى عمليات ترقيع وتقويم لا تتوفر إمكانياتها لديهم ونصحوهم بعلاجه خارج العراق !! ..

و كذلك كان الحال بالنسبة لوضع أبيه ، فقد اخبره الأطباء بان إحدى الرصاصات السبع التي أصابته قد استقرت بالقرب من النخاع ألشوكي وهي التي تسببت في إصابته بالشلل والعجز الكامل ونصحوه أيضا بان يجري مثل هذه العملية الدقيقة خارج العراق ! ..

هذه باختصار مأساة عمر وابيه ، لكننا لم نشأ ان نختمها دون ان نعرض على حضراتكم الجانب الاخير من اللقاء معه ، فقد قطعت دموعه الحوار مع مراسل البصائر حين كان يخبره بتفاصيل الحادث ، ليستأنف حديثه بعد صمت قائلاً : أتعرف لمن أشتاق؟

قال له الحضور: إلى زوجتك رحمها الله؟

فقال : لا والله فهي شهيدة وأنا مشتاق إليها وإلى ابني طبعًا، لكني مشتاق إلى أن أسجد سجدة واحدة لله تعالى واضع جبيني على الأرض فأنا أصلي بالتفكير الآن فقط وأنا منذ نعومة أظفاري لم أترك صلاة واحدة في المسجد إلا ما ندر والحمد لله، كما أنني أتمنى أن يعيد الله عمر إلى ما كان عليه أو أقل حتى يتمكن من العودة إلى طبيعته فهو الآن كما ترى مشوه ولا طاقة لي بتكاليف علاجه، ولم يبق لي إلا الله وعمر في هذه الدنيا والذي تأتيه نوبة بكاء كلما تذكر ذلك المنظر الرهيب.
ثم أنهى حديثه بهذا البيت من الشعر:

مالي سوى قرعي لبابك حيلة

فإذا رددت فأي باب أطرق.

أما عمر فقد اخبر المراسل باللهجة العراقية: (الأمريكان قتلوا ماما سعاد وهؤلاء طردونا من بيتنا لاننا سنة وما (صلّحوني) من جديد لأن اسمي (عمر!) ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى