الثلاثاء ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم حسن عبادي

هل الآخرون هم سبب اغترابي؟

يُعتبر اختيار عُنوان الرواية مهمةٌ صعبة، رغم أنه في حينه قيل: "الكتابُ يٌعرفُ من عُنوانِه" فكان الكاتبُ يختارُ عنوانًا يلخّص مضمون الكتاب، يُشير إلى مُحتواه ليُحفّز القارئ على تناولِه، ولكن مع الزمن أصبح العنوان عتَبةً نصّية وعملًا روائيًا موازيًا لمتن الرواية وأصبحت له وظائف ودلالات ومنها: إسم يميّزه عن باقي الكتب، وظيفة وصفيّة تتعلّق بموضوع الكتاب أو نوعه أو كليهما معًا، أو ترتبط بالمضمون ارتباطًا غامضًا، أو وظيفة إغرائية تسعى لإغراء القارئ ... وفي رواية "الشندغة" لم یأت العنوان إلا في الصفحة قبل الأخيرة من الروایة ليجذب القارئ ويَبقى في ذاكرتِه وقد یُنسى اسم المؤلف ولا یُنسى اسم الروایة.

والشندغة،(رواية قاسم توفيق، الصادرة عن دار الرعاة، 167 صفحة، وصدرت له عدة روايات ومنها: "ماري روز تعبر مدينة الشّمس"، "أرض أكثر جمالا"، "ورقة التوت"، "حكاية اسمها الحُبّ"، "فرودمال"، "صخب"، "حانة فوق التراب"، "نزف الطائر الصغير" وغيرها) هي تسمية محلية لحيّ في دبي، يمر عبرها نفق بحريّ يحمل إسمها، وللبحر حضور في الاغتراب الفلسطيني... فهو حيفا ويافا وعكا... هو فلسطين المشتهاة.

طلب ناصر من السائق الذي انتظره في المطار بهمس "خذني إلى البحر".

تلفّت السائق وكأنه سمع شيئا أدهشه.

كرّر بصوته الخافت : البحر.

The sea?

ردّ: The sea. هتف وما زال الفرح يتفجّر في كلماته.

انظر حولك، البحر في كل مكان.

أعاد حاسمًا : البحر.

كان متيقنًا أنه قادر على إعطاء الأمر، فالشركات تُرسل من يحسِنون تلقّي الأوامر.

سأله: ألست متعبًا؟

هز رأسه نافيًا. مد سبّابته أمامه على طولِ يدِه الممتدة وهتفَ: إلى البحر. (ص. 23)

قراءة هذه الكلمات أخذتني إلى محادثة هاتفية مع د. سونيا نمر عندما هاتفتُها، لترتيب أمر مشاركتها بأمسية عائشة عودة في نادي حيفا الثقافي، فقالت: سأشارك بشرط أن تأخذوني لأرى البحر، وكان لها ما أرادت، فحال وصولها إلى حيفا أخذها زميلي فؤاد نقارة للبحر وتمشّت على رمالِه وبللّت قدميها بمائِه كطفلةٍ، وكذلك الأمر حين كنت في طريقي إلى حيفا من غربتي الأخيرة (يوم الأحد 14 كانون ثاني)، تواصلت مع فواد لأسأله حول زيارة أصدقاء نابلسيّين إلى حيفا فكان جوابه: صورة لولاء على شاطئ حيفا ترسم بعشق صبيانيّ: بحبك... واسم خطيبها الممنوع من رؤية بحر حيفا، وكذلك ما كتبه د. وحيد الشرفا في رواية "وارث الشواهد" على لسان بطلها الوحيد: "سأشم رائحة البحر للمرة الأولى. سيجتمع جدّي وحيفا والبحر والحكايات في مكانٍ واحد".

وبطلنا ناصر - البحر ملاذه الأول، صديقه الأخير، لن يتكلّم، ولن يبوح إلا له، ولن يبكي إلا على عتبات صدره... وهو وحده سيفهمه... فرائحة البحر التي يشتمّها كلما فتح كتابًا عن الغربة، كانت صاخبة مشتهاة كما يتمنى، تعبق في الأنف وفي البدن. تلامسه بحنو، تجتازه فتلامس كل خلاياه، وعندما غادر البحر "كان البحر يصهل خلف ظهره وهو يرتد إلى السيارة مخلّفًا وراءه دهشة السائق وآثار الملح التي صارت ترتسم بين أصابِعه خرائط مبهمة الملامح".(ص.27)

إنها قصة اغتراب المهندس الفلسطيني ناصر الحاج من عمان الى الشتات، إلى دبي للعمل في مشروع هندسيّ بعد عشرين عاما من نضال صار ذكرى، حلِمَ بالثراءِ السريع فسافر كغيرِه الى دول النفط علّه ينسى ذكريات الحروب والدمار والموت باحثًا عن الحريّة المفقودة والمنشودة.

تمامًا كما نرى في رواية "مديح نساء العائلة" حيث تناول محمود شقير قضية الشتات والاغتراب عبر تشتّت رجال العائلة في البلدان المختلفة طلبًا للقمة العيش، فيصبح زواج الإبن "بالمراسلة" ونرى شقير يصرخ صرخة تلك النساء اللاتي بقين في الوطن مع الأولاد، نعم مع الأولاد وعبء إعالتهم وتربيتهم...واحتضانهم. وسارة في رواية "الشندغة" تنتظر عودة حبيبها المهندس ناصر.

وكذلك عند يحيى يخلف في روايته: "نجران تحت الصفر" مع المغترب الفلسطيني الذي خطفه بريقُ حقول النفط والذهب الأسود ليُستغَلّ ويُذَلّ..

وجهتي في القراءة هي المدرسة الأفقيّة الشموليّة، فأرى أنه من حقّي ربط وقائع وأحداث الرواية التي أقرأها بأحداث رواية أو قصة أخرى متشابهة أو متوازية، بغضّ النظر إذا قصد الراوي الأمر أم لا وإذا راق له الأمر أم لا! لقد عقّب قاسم توفيق على مداخلة لي حول رواية منفى الياسمين قائلًا: "صديقنا الحسن يقرأ النص وكأنه يكتبه". نعم، إني أعترف بهذه الخطيئة!

في تموز 1996 قُدتُ السيارة للمرة الأولى في أوروبا، برفقة ابنتيّ وزوجتي، قبل عهد الجي.بي.إس والوييز،(كان بوقته خرايط) فانتبهت زوجتي سميرة أن الحروف تحوّلت من الهولندية للفرنسية فارتبكتُ، عرّجت على محطة الوقود الأولى وسألت أحد العاملين فابتسم وأجاب: أنتم في بلجيكا، بإمكانك أن تعمل "يو- تيرن" وتعود على بُعد 4 كيلومترات لتكون في هولندا، وفعلًا عُدنا وكلّنا حيرة بأمر الحدود بين الدولتين فإذا بها "لافتة" ترحيب بالقادمين، بدون حدود وجوازات سفر!

هناك مقهى فرونتيير في بلدة Baarle-Nassau (بارل ناساو) الهولندية، وفي الساعة العاشرة مساءً يتوجّب على الزبائن الانتقال للشق الثاني من المقهى لأن القانون الهولندي يُلزم إغلاق المقاهي في تلك الساعة بينما الشق الآخر من المقهى يقع في بلدة Baarle-Hertog (بارل هِرتوغ) البلجيكية التي لا تُلزم إغلاق المقاهي في تلك الساعة! أما في الدول العربية فالمواطن ممنوع من رحلة عاديّة بين دولتين فيقول قاسم بسخرية سوداء " وختم جواز السفر الذي ما لوّثه أبدًا غير اسمي وميلادي وتاريخ الإصدار وبصمات المحقّقين" (ص 11)، يحتاج ناصر إلى جواز سفر، فيزا، تحقيق مع الشرطي ورجل الأمن ورجل الجمارك لإجباره على الإحساس أنه مغترب... بلا هُوية!

أسلوب الكاتب مشوّق فقد نجح برسم شخصيّاته، على علّاتها، دون رتوش فجاءت طبيعيّة انسيابية تجعل القارئ يتماهى معها:

احمد الزين الفلسطينيّ الفلاح والمتعلّم في أوروبا الشرقية، الحالم، يعيش الماضي، مع طموحاته الوطنية التي ابتعدت في الغربة مقابل العدْوِ وراء المال وميرنا اليوغوسلافية التي استماتت أن تلد ولدًا منه ولكن "قضيّته" وحسّه الوطني آنذاك حال دون ذلك، فلم يرغب أن يكرهه ابنه ويُردّد مقولة التاريخ في اسقاطه غربته عليه، وكنعانيّته.

سلطان سالم – مخبر سابق اغترب إلى دبي هربًا من ماضيه وليتحرر وينتقم منه فسمح لزوجته مها أن تمارس البغاء والدعارة من أجل المال لطمعها في الثراء السريع، لتفقد ثراء الحب وبهجة الحياة.

الباكستاني بابو يمثّل هجرة العمل من البلدان الفقيرة وهو وزملاؤه مُتكَئ ناصر لإراحة ضميره،

وحبيبته سارة التي بقيت هناك...غريبة في الوطن... ضميره وحنينه... المنبّه والرقيب... والمُلَطّف الروحي في الغربة القاتلة. "النساء، لا أحلى من نساء أرضنا؟؟ في الربيع ورد جوري، وفي الصيف ماء نبع عذب، في الخريف حال حالمة، وفي الشتاء دفء أزليّ" (ص. 88)

التيمة thema في الرواية هي الاغتراب الذي يسيطر عليها، فكلٌّ واغترابُه!!

يمشي ناصر في الشوارع فيشعر بغُربة ساحقة – عشرات الوجوه، عشرات الجنسيات، عشرات اللغات ... والعربي غريب! صراعه اليومي بين اغتراب الذات واغترابه الجغرافي وما بينهما، بين فلسطين وعمان وزغرب ودبي.

هجرة العمالة واغترابهم: ينصاعون لأوامر المسؤول، يخافون حضوره وتعليماته الحاسمة
"بحكم الضرورة، مبرر التحكم والهيمنة، الراتب وحالات معاش العمر، عمّال يسعون لتفجير الاستغلال والقهر بسذاجة وعدائية "هناك عمال مختلفون، ينظرون إلى حيواتهم وكأنهم الأسياد" (ص. 30) سعداء بتعبهم، سعداء بالإنهاك الذي يصيب أبدانهم كل يوم، بقلّة الأمن، بالأسياد الذين فوقهم، باللقَم الجافة التي هي كفاف يومهم، بالشمس والرطوبة اللتين تأكلان أعمارهم بشراسة، "سعداء لأنهم استطاعوا أن يخترقوا جدران أوطانهم العالية وحالات الفقر والقهر هناك"

"في المساء انطلقت الصافرة، وصار العمال يتبعثرون في جهات المشروع نحو بيوت الزنك المنتشرة قرب المكان، اغتسلوا وشربوا من ماء الخزانات الحار.. سكبوه على وجوههم، على أعناقهم ومنها إلى صدورهم المشرّعة السوداء القاحلة" (ص. 39)

ينهار نفق على العاملين فيه لعدم بناء حاجز استنادي للوقاية، للتوفير بالمصاريف، فيُقتل ثلاثة عمال تحت الردم ولا أحد يهتم بذلك، والعمل يستمر... فالتأمين يتكفل بكل شيء.. لأنهم غرباء!

والعمال الفلبينيون يتبادلون ورديات النوم حيث يشترك عدد كبير منهم في شقة واحدة يتقاسمونها حسب ساعات عملهم!

هجرة البغاء واغترابهن: ينتقد ازدواجية المعايير والتعامل مع البغاء والدعارة، فمها التي تبيع جسدها وتمارس الدعارة في الغُربة مقابل المال، لن تخسر قيم وأخلاق بلدها، لا أحد يتحدث عنها في غربتها سوى لرغبةٍ داخله وقضاء حاجته، وكلهم يعرفون أنها قادرة على فتح رجليها... وفتح جميع الأبواب المغلقة، "عندما تعود إلى وطنها وقبل أن تُقلع بها الطائرة تكون قد مسحت الألوان التي تلوّث وجهها، وتكون قد غطّت شعرها بمنديل من الحرير لتقرأ دعاء السفر" (ص. 50). كلهم متشابهون، الرجال والنساء، ولا يوجد من هو بلا خطيئة حتى يرجمها!

البدو بجانب معسكرات العمل واغترابهم : يصحون مع الفجر ليراقبوا العمّال، يبقون طوال اليوم ينظرون بلا كلل حتى المغيب، وكأنهم أتَوا من كوكب آخر، يتناوشون قطع خبز يابسة تركت خلفهم، يقضمونها، يرفعون علبَ البيبسي الفارغة إلى أفواههم حتى تكاد تدق أعناقهم، يبحثون عن بقايا السائل السحري الذي كان بها لكن بلا جدوى". (ص. 32) "يراقبون كل شيء بدهشة، الحجارة، الخلاطات، المسامير، يتناوبون المراقبة، يتغيرون. أراهم أحيانا أطفالا ثم شيوخًا ثم نساءً حتى يأتي رجالهم ويصبحون خليطًا من الكائنات، الماعز، الكلاب، أبقار ضامرة... وهم" (ص. 32)

أخذ أحمد قضيّتَه وفلسطينيَّته معه في كل إغتراباته...وكأنها لعنةُ تلاحقه. بداية بخصلة شعرٍ قصّتها بنت الجيران ولفّتها برسالة تقول:"كلما افتقدتني إحرق شعرة تجدَني أمامك" (ص. 93) (سقى الله تلك الأيام، لم يكن آي.سي.كيو، واتس آب ولا مسينجر ولا ميل ولا فيس بوك، ولا حتى إنستغرام!!)، ثم زيارة بيتها الذي ازدانت جدرانه بصور كبيرة قديمة لأجدادها، وخرائط كلّها لفلسطين عبر التاريخ، وغرفتها التي عّلقَت على جدرانها ملصقات لفلسطين وصورة وقصيدة مقصوصة من كتاب لتوفيق زياد وكتاب تشي غيفارا ... وسنابل قمح جافة من هناك (بتذكرّني بأيام الجامعة، آه كان في هيك إشي)... ودفتر يوميات مزركش بتطريزات فلسطينية صُنعت باليد باحتراف وحذر، وليست صناعة صينيّة مثل اليوم، كتبت فيه يوميات مريام فلسطين والاجتياح والنكبة... نعم، كانت الناس تكتب بالحبر على ورق!!! وكتَبت :"الشاب الكنعاني بطبيعته خجول، فكانت المرأة في الغالب أول من يتقدم بالبوح عن عاطفتها" (ص 101) وحين قبّلها القبلة الأولى سمعا صوتًا وكان أحدهم يحاول دخول البيت، خرج وقفز من فوق السور... وهبط إلى خارج كنعان مدمّى ... وصارت فلسطين حلمًا وأملًا، صار جسده خارطة الوطن باغترابه الطويل، وبوصلته تلك الكنعانية واسمها مريام ...هناك ...بل هنا يا أحمد ويا ناصر ويا قاسم، تنتظر!!!

في الغرب يهربون من الأسئلة الكثيرة بالمخدرات والجنس، وفي الشرق الدين هو الملاذ، والفلسطيني قضيته عجيبة لم تمنحه الفرصة للهروب لأن لعنة الاغتراب تلاحقه في كل زمان ومكان.

الفلسطيني يعيش حالة اغتراب دائمة: "لهم كلهم أوطان تراها في القصائد وفي عيون الحبيبات، في فرح أمهاتهم وفي البيوت العزيزة... اهرب كما يليق بك، ستجد ألف أرض تعطيك تصريحًا لدخولها، في الأرض متسع لمن هم مثلك" (ص. 42)

انتقاد العالم الرأسمالي: الأسعار عجيبة كأنها أرانب تتقافز من جراب حاو، كل يوم تعلو. ما الذي تغير في الكون لتتغير الأسعار فالأصل كان كما هو الآن؟ "الفقير لم يكن يملك ثمن الأشياء عندما كانت رخيصة ولن يملكها إذا ارتفعت" (ص. 33) ويتساءل:" كيف يمكن أن تكون إنسانًا دون أن تعيش الفقر ودون التفكير في قوت اليوم التالي ولباس العيد؟؟".

وقوات المارينز في فترة اجتياح العراق للكويت ملأت الفنادق فلم يعد ناصر يلقى اهتمام الهنود الذين يخدمونه في البارات، أو اهتمام النساء، بائعات الهوى... لأنه غريب!

نجح قاسم توفيق، كعادته في رواياته، أن يعرّي المجتمع بمشرطِه، فسمّى الأمور بمسمّياتها، بصراحته المعهودة، دون مواربة.

وأنهي بما جاء من أجواء الرواية على الغلاف الخلفي لأن أصعب ما عاشه صديقه أحمد هو اغترابه في داخل الوطن، وصار في غربة جديدة، فحياته من غربة إلى أخرى، "وعندما بدأ يعي ما يدور، صار يخاف على حلُمِه،ِ كلما قرأ عن المعتقلات التي تزيّن دول العالم الثالث ...... وآفات الفقر وتشرد الناس، وسكنُ الأحياءُ في القبور، وتفشّي الدعارة، والإدمان، والجرائم، والرشوة، وتحكّم طبقة في كل ذلك وتحكّم أميركا في هذا وذاك. أخذت تشوب أحلامَه حال قلق مبهمة. حتى أني تمنيت مرة أن لا تُحرّر فلسطين لتُحكَم بهذا القبح."

نعم صديقي قاسم، وطني حيث أكون حرّا... إن تحرير فلسطين لا يأتي إلا مع تحرير الإنسان. فلنحلم!!!

سمعت صوتًا يقرع خزّان ذاكرتنا هذه الأيام – صوت غسان كنفاني في "رجال تحت الشمس"، قمة ما يمكن ذكره عن مآسي الاغتراب في الخليج من أجل لقمة العيش، يردّد على مسامعِنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة : ما تبقى لكم.. ما الذي تبقى لكم؟ اقرعوا جدران الخزّان. اقرعوا جدرانَ الخزان، لم يعد أمامكم سوى إتمام رسالتكم انتم على وشك الانتهاء من رحلة الألف ميل!

عند انتهائي من القراءة الثانية للرواية جاءني ما قاله أحمد مطر

نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن؟
نحن الوطن!
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عِشنا .. ولا عاش الوطن!

(أصلُ المقال مداخلةٌ لي في النّدوة التي أقامها نادي حيفا الثقافي بتاريخ 08/03/2018 احتفاءً بالكاتب قاسم توفيق).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى