الاثنين ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم إيناس أحمد الحبشي

هل من مزيد؟

ها أنا ذا... أقف اليوم أمام نفسي وكلي تساؤل وتعجب من طريقة استغلال الكثير من الناس في هذه الحياة، يبذل –الكثير منا- أقصى ما عنده فقط ليرضي الجميع، متجاهلاً إرضاءه حتى لنفسه، يكدّ.. ويسعى.. ويجتهد فقط كي ينال استحسانهم ويرسم البهجة على وجوههم، ويجهل عواقب تضحياته لهم...! يجهلها تماماً.. بل يقسو على نفسه من أجلهم أحياناً، دون أن يدرك أن إرضاءهم غاية لن يدركها مهما سعى للوصول إليها... (لأننا جميعا بشر).. لن ترضينا قناعاتنا.. ولن تقنعنا رغباتنا واكتفائنا بكل ما نصل إليه...

أتعجب لقوة ذلك الحب في أعماقنا لتحقيق المستحيل في مرمى حياتهم وفي ملعب أفراحهم، نغذيهم... نقويهم... ونساندهم... ونهديهم أكثر من مجرد مشاعر صادقة محملة بالرهافة والإخلاص، ومازالوا يرونها بسيطة... وقليلة... ويطالبوننا بتنفيذ مبدأ هؤلاء الذي لاتعرف له نهاية (نريد المزيد)...! فنزيد... ونزيد... لإرضاء كل غال ٍ وحبيب، دون أن نستقر على الاكتفاء بما استنزفناه وبذلناه لهم في الماضي البعيد، فهم يستحقون – في نظرنا - أكثر من كل هذا البذل الكثير، بلا عين تحديد لمحطة الوصول إلى نقطة التبرير، لإقناع الذات بضرورة الوقف أو (المن والتهديد)...!، كل ذلك تغاضاه كل مُحب لمن حوله بإسم الصدق والإخلاص، فبذل وأعطى من حياته وسعادته مالا يُحسب بالقليل، فوصفه البعض (بالطيب).. وآخرون (بالغشيم)...!، أبعد كل تلك التضحيات التي قدمها لهم بنيته الطيبة النقية الصادقة...؟ أبعد كل تلك الأيام والأشهر والسنوات التي سعى لخدمتهم ورسم الابتسامه في محياهم يصفون تضحياته وبذله (بالقليل)...؟ لو تكرم عليهم إنسان بخدمة بسيطة عابرة لوصفوها بالجليلة وبجلوه تبجيلا، أما الصنف (الغشيم) والذي كنت بصدد الحديث عنه.. فللأسف لو خدمهم وأفنى أيام عمره... بصادق وده وإخلاصه لاستكثروا عليه حتى كلمة شكر أو تقدير...

في أي زمن بتنا نعيش وقد أصبح المرء غريب الدار... وغريب الأهل... وأسير هذه الرغبات وأنانية البعض...؟

تمعنوا جيداً في معادن من حولكم وتضحياتهم... وأعطوا كل ذي حق حقه قبل أن (تستغلوه) وتظلموه، فمكتوب في الحكمة: أشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكر لك.

همسة... لمن (يريد المزيد):

لــئــن شكرتــم لأزيدنكم ... مقالــة الله التـــي قــالها

فالكفر بالنعمة يدعو إلى ... زوالها والشكر أبقى لها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى