الأحد ٨ أيار (مايو) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

والدة كريم يونس ... الرحم الذي انجب الرجل الإستثنائي

في (وادي عارة)، الواقع جنوب الشمال الفلسطيني داخل الأرض المحتلة عام 1948، وتحديداً في قرية (عرعرة) المجاورة لقرية (عارة)، كانت ولادة الرجل الإستثنائي كريم يونس، من رحم أمٍ فلسطينية أسمها (صبحية وهبي)، كانت هي الإستثناء بحد ذاته.

كريم يونس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي انتخب غيابياً في المؤتمر الأخير لحركة فتح في رام الله، مازال يقبع في سجون ومعتقلات الإحتلال منذ نحو اربعين عاماً، متجاوزاً زمن اعتقال المناضل الجنوب افريقي (نلسون مانديلا) وغيره من مناضلي حركات التحرر الوطني، ورواد النضال من اجل دولة مدنية يتساوى فيا الجميع في العالم. ومازال كريم يونس يمسك بناصية الصمود، والقدرة الفائقة على تحمل الإعتقال، وظروفه الصعبة، وقد مَرَّت أمامه وفي الإعتقال الإجيال المتتالية من ابناء فلسطين، الذي اوقفوا ادراياً أو اعتقلوا لسنواتٍ طويلة في مواجهة الإحتلال، وفي اصرارهم على متابعة طريق الكفاح الوطني بالرغم من قهر السجان.

إنه كريم يونس، الرجل المتماسك، الذي رحلت والدته عن دنيا الوجود الفانية يوم 5/5/2022، وهو بين قضبان الإحتلال، لكن ميّزة (الصبر) والتماسك كانت ومازالت من شيم، ومواصفات هذا الرجل الفلسطيني كغيرة من مناضلي شعبنا، كما كانت بذلك والدة كريم يونس، الأم المضحية، والتي لم تنال منها نوائب الدهر وظروف وطول مدة اعتقال من تشكّل في رحمها، وكان رجلاً لفلسطين وشعبها.

إنه، ووالدته، التي عاشت صابرة وصبورة، جبل من جبال فلسطين، من جبال كنعان، والجرمق، وصولاً لبوادي الشام الفلسطينية في النقب، وعرب (السبعاوية) الذين يخوضون معركة كبرى في مواجهة الإحتلال الهادفة لتهويد الأرض في مدينة القدس ومحيطها، والنقب والجليل ...

رحلت الأم الإستثناء، ومازال من تَشِكَّلَ في رحمها رجل الإستثناء، كريم يونس، يُقارع في سجون الإحتلال، ولسان حاله يقول لا السجن ولا السجان يفتك في ارادتي، ففلسطين هي المبتغى، هي المبدأ والخبر. وصولاً لإنتصارها الآتي طال الزمن أم قصر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى