الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم حسين أبو سعود

ورود الموسوي تتألق شعرا في لندن

لا شيء يشبه ليل لندن.. حيث لا شيء سوى الصمت وأوراق الخريف.. وأنت تسمع خطاك ماشياً وحدك باتجاه الكلام.. حيث ترتقب ما يكسر صمتك وصمت الليل فانبرت لنا الشاعرة العراقية ورود الموسوي، فكسرت ذلك الصمت بالشعر. حيث أقامت أمسيتها في منظمة للسلام العالمي في منطقة لا نكستر كَيت وسط العاصمة البريطانية لندن.. وبحضور لفيف من أرباب الأدب والفن والثقافة. عراقيون ,عرب، نساء ورجالا.

علَّ أهم ما ميز الحفل هو تقديم الشاعرة من قبل شخصية علمية بارزة وهو الدكتور عبد الله الموسوي المستشار الثقافي العراقي في بريطانيا، وهو خير من يعرف للكلمة قدرها، وبأسلوبه المؤثر وإلقاءه الرزين قال الدكتور فيما قال:

(يانعةٌ هي نتاج عقدين ونصف من عمرها وانت حين تتصفح الديوان الباكورة تجد عراقية ليس بين مفرداتها اليأس والقنوط وان الانجاز الناضج لا يحدد بعمر النضج الذي يشير إليه علماء النفس والتربية. طافت بها الأيام في عرض البلاد وطولها فهي بدأت بالعرض قبل أن تبدأ بالطول.. وهي بين حنايا والدين كانا يدركان ان الطفلة شبت عن الطوق قبل الاوان وان هذا الصمت المطبق خلفه جلجلة كلام.. بعضه لا يدركه مَن حوله. إن التماع عينيها – وهذا امر ثاقب- واستدارتهما السريعة توحيان ان شيطان الشعر متربع على حافة اللسان. تشعرك ان كلامها اليومي هو الاخر شعر أو نثر او كليهما)

لتعتلي ورود الموسوي منصة الكلام.. قائلة.. (احترتُ كثيراً في اختيار قصيدة البدء لكني رأيتُ المرآة.. فكنتُ أمامها.. انظرني.. أنا ومرآتي واليكم مرآة..) وكان مطلعها:

تعبٌ يحتضنُ الجبل العاري

ثم بعد المرآة جاء نص حصار وفيه تقول:

منذ ثلاث صرخاتٍ فقط

دخلتِ المدينة سباتها الأبدي

قرأت نصوصاً من ديوانها الأول (وشم عقارب) الذي صدرفي بيروت عن دار الفارابي، ثم ألقت قصائد أخرى أسمتها– نصوص ما بعد الديوان- حيث لاقت نصوصها استحسان الجميع، وبقي أن أقول أن الأستاذة ورود الموسوي ليست شاعرة فحسب وإنما هي أديبة حيث تكتب كل أنواع الأدب شعراً ونثراً.. قصة , رواية ومسرحاً.. بل هي فنانة أيضا فهي مصورة فوتغرافية ولها لوحات رسم تصفها بالمتواضعة.. غير ذلك فهي حافظة للقران الكريم وأستاذة في هذا الشأن بل درست العلوم الإسلامية ودرّستها.. كما وعملت في الحقل الصحفي والإعلامي وقدمت البرامج الثقافية.. ودارت العديد من المحاور في المؤتمرات الثقافية والإنسانية والاجتماعية. وهي ما زالت تطمح للمزيد حيث تقول (ما زلتُ في أول الطريق).

لقد كان مساء من احلى المساءات / حدث / أمسية / شاعرة / مثقفين، ورود الموسوي لها القدرة على محاورة الآخر ومحاكاته بسهولة فهي تتعامل مع الكلام والآخر بذات المهارة.. تنضد حروفها كما تستثير فيك السؤال.. عن كينونتها كإنسانة ومثقفة.

وقبل ان تنهي الشاعرة المتألقة امسيتها بالتوقيع على الديوان ختمت بقصيدة رحيلٌ آخر:

أرحلُ فالأرضُ نوادٍ غَبرا
والشِعرُ مرايا عُمْرٍ لا يَكتبُ غير الوجع القارص أُذن الموتِ
وخطّاطون على شاهدِ قبري يحتطبونَ الحزنَ بدمعِ اللحظةِ
مسكينٌ شِعرُ البنتِ يحطُّ على جنبِ القبرِ ويرقدُ مثل الإنسانْ....!

وبهذا قدم الموسويان لــ مثقفي لندن نشاطاً جاداً وأمسية تكللت بالدفء والشعر.. قد تكون فاتحة الأماسي القادمة كما صرحت الشاعرة ورود الموسوي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى