الأربعاء ٢٨ أيار (مايو) ٢٠٠٨
وَمْالِي وَسَيْفُ لَحْظُكِ يَرْتَدُ مِنْ طَرْفِ عَيْنيْ
بقلم: أنس إبراهيم
مْالي وَسَيْفُ لحظِكِ يرتد من طرفِ عيني، إنْ أشرْتُ يمينا إذ بأسوار عينينكِ ترقدُ هناك !، وإن قلت الشِمال وجدتَ قوافلَ منَ جمالِكِ تمشي على استحياءٍ هنالكْ .مالي وألفُ ألفُ دائرة تدور، في مشكاةِ قلبِكِ أسيرْ، صدع رأسي من كثرةِ الكلامفهلـا بكينا الصمتَ لغةُ الحوار ..في كمدِ الغيوم، في ليلِ النهار، في أسفارِ القلوب، في خفايا القمر، حديثُ الورود، مشاكسةُ النجوم، أروقةُ الحقول، أزقةُ المخيم، شوارعُ المدينة، أسواقُ المَوت، أسواقُ الحياة، أجنحةُ الحمام، في خريرِ الماء، بين جفوني ورموشي، في سرايا السماء، في قوارير الأرض، في سراب الحقيقة، في صافرة نيسان، في الحادي والثلاثين من آذار، في كل شيءٍ ومكان، هُناكَ أنتِ وُلِدت ..سأقُولُ لكُم، بحداثيةِ الكلام، دون انتفاخٍ بالبلاغة والأدبأو دورانٍ في ساحات الحب والحرب، وانتقاءِ كلماتٍ تجعلُ النصَ أجمل ..لا لــن يكونَ لكُم مكانٌ هنا فإن أتينا الدهر سيأتي لناوإن كنا سواسيةَ النـزاعما زال الأقحوان يعبئ دمعهُ في التراب، وما زالَ طائرُ السنونو يطير فوق أرضنا، ألم تكونوا أهلاً لأرضِ مثلنا ؟ ألم تعرفوا معنى الحنين إلى الوطن ؟ إلى شذراتِ ترابهإلى كل شيءٍ يحتضنُ الوطن، ألم تعانقوا ألسنةَ المساء كما كنا نفعلُ ؟ قبل أن نكونَ منطويي الصفحات ..مـا زلتُم تقولون أن الأرضَ هنا والشَعبُ قد غادر الزمان والمكانألـم تنالوا نصيباً من اليانصيب الوطنيّ ؟ الممزوجِ بفوزِ محبةٍ أو موتٌ كريم ..يا سيـديدَعْ بنادقُكَ تفعلُ ما تريد، إنها مأمورةٌ من لحظةِ الزمان والمكان الذي وجدت فيهِ حينها ..دع الأطفال يلهونَ قليلاً ومن ثم يعودوا إلى منازلهُم، كي يقطفوا بعضَ الهدايا والأغاني من شجرةِ الزيتون ليقدموها إلى أمهم هديةً، ليرتشفوا بعض سنابلَ القمح ..وبعدَ ذلِك دع البنادقَ تفعلُ ما تشاء، إذا استطعتَ أن توقفَ الزمان ..أسوار المدينة أمست أسوارَ روماوأهلُها لا يتكلمون إلا بالعبرية الفصيحة المطلقة، يلبسونَ قبعة سوداء، يرتدونَ زياً أسودُ اللون، حاملينَ كتاباً كاذباً، يضربونَ رأسهُم .. يهللونَهتلر قتلناهتلر قتلنادعونا نعيشُ في هذه الأرض ..يا سيـديفي القديم ..كان هنــاك شيخٌ يحمــلٌ مفتاحَ بيتهِ وهو في سفرٍ ..عندما عـــادْ وجــدَ البيتَ قد سكنَ من جديد ..واجهَ أهل البيت الجديد قالوا له أثبتْ، فقال : المفتاح معي، ضحكواصمت برهة من الزمن ثم قال في صمتنسيتُ أن آخذَ مقبضَ الباب كي يكونَ للمفتاح فائدة !!
بقلم: أنس إبراهيم