الخميس ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
الفنان عبد عابدي ...
بقلم علي بدوان

يستحضر الماضي القريب بالذاكرة البصرية

جديد، يفاجئنا به، ويُبدع في انجازه بورشته المتألقة، الفنان الفلسطيني عبد عابدي الصامد على أرض الوطن في مدينة حيفا، يقدم لنا ساعة مأذنة مسجد (الجرينه) في المدينة، فالتهجير لأهالي وابناء المدينة حصل يوم 22-4-1948 بفعل خطة (المقص) لقوات الهاجناه، تحت سمع وبصر وتواطىء قوات الإنتداب البريطاني. (العمل: ذاكرة بصرية استعيد استحضارها بعد مضي 72 عاماً من النكبة)، استخدم به رقائق نحاس على فرنير.

مأذنة (مسجد الجرينة) باتت حزينة في تلك اللحظات، ومازالت، فالتهجير، والترانسفير، وجموع الأحباب خرجوا من المدينة بغالبيتهم الساحقة، البحر ينتظر الجزء الكبير منهم، على متن القوارب والسفن، باتجاه منافي الشتات، والجزء الأخر براً باتجاه مناطق طولكرم وجنين. وسلطات الإنتداب كانت تعمل على تيسير كل السبل لتحقيق عملية الترانسفير.

في العمل والذاكرة البصرية التي جسدها بلوحاته الفنية، استطاع الفنان عبد عابدي، أن إحياء مأذنة (مسجد الجرينة) الحزينة، الباكية على أهلها، والمسجد الذي ضاق ذرعاً بمن غاب من ابناءه، من اهالي المدينة.

عمل فني مرموق، يتضافر مع العمل البحثي والكتابي في تدوين سيرة النكبة الفلسطينية الكبرى. ويعطي للعمل البحثي رونقاً جديداً، يجعل منه سهل التناول لدى جمهور المتابعين والدارسين لفلسطين ونكبة شعبها في مختلف جامعات العالم، وكليات علوم المجتمع والسياسة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى