يوم الشعر

هو يوم الشعر، فمن لي بوردة أزين بها أيامي وأيام القصيدة؟ من لي ببحر أباهي به البحار والبحور؟ من لي بقصيدة تحول مسيرة الأنهار صوب حنجرة العندليب الأسمر؟

هو يوم الشعر قالوا فأين القصائد ورقصات الصور والكلمات؟ أين آهات السحب وابتسامات النجوم؟ هو يوم الشعر.. فأين الشعر يا شعراء الدرب المظلم؟ أهو في قلوبكم يحترق أم في قلوب الزهور والعنادل يرقص ويغني؟

ها قد حل يوم الشعر، قال لي الشعراء وهم يتهكمون علي، فأين هي قصائدك؟

قصائدي تعيش بين عيني النجمة الوردية، بين نهدي الفراشة الزرقاء، بين أضلع سيد الملائكة. ترفل وسط عيني جارة الوادي وترقص في نهر الحب الخالد وتغني في أضرحة واحة السماوات.
قصائدي سأقرأها يوما أمامكم لمساعدة قلوبكم على استعادة نبضها وسأكتبها على شفاه البحار والأنهار الطاهرة لتتمكنوا أخيرا من السباحة في ماء نقي وتعرفوا معنى الشعر.
سيتلوها عليكم العندليب ﺫات يوم نيابة عني لأني دوما مشغول باﻹنصات إلى قلب السماء وهو يخفق وﺇلى شكاوى النجوم وهي ترتعش بداخلي خوفا علي وإلى سمفونية أحزاني وهي تتوسل إلي لمغادرة روحي ﻹراحتي والسكن في برزخ الشعر والأبدية.
قصائدي لا أكتبها أنا بل تكتبها وريقات الورود ووجنتا فتاة الوادي الحزين. تكتبها ابتسامة تلميذتي الحلوة ودموع تلميذي المر وألم أم غادرتني وهي تحترق أمام عيني.

ستقرأونها يوما وستبكون لأن لا أحد منكم يفهم في الحزن أكثر مني ولأن لا عندليب تعذب أكثر مما تعذبت وعذبت. فعودوا إلى نهر الأحزان لتصبحوا شعراء والى منبع الدموع لترفل القصائد داخل صدوركم.

عودوا إلى تربة أحلامكم تصادقكم القصيدة والكلمة وموسيقى الألم الجميل. عودوا إلى طفولتكم تصبحوا شعراء. فما الشعر..فما القصيدة الا صدى لعالم الطفولة.
ما القصيدة إلا ثدي أم يزرع الحياة مهما كانت حدة الضربات وقسوة الأنياب.