الخميس ٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٥
الواقع غير المدرك لواقعنا في العدد
بقلم غالية خوجة

(121) من مجلة دبي الثقافية

تطل مجلة دبي الثقافية بعددها (121)، فاتحةً أفكارها وموادها وتبويباتها على العديد من القضايا الثقافية المعاصرة، وأهمها واقعنا العربي الذي يلامس جراحه وأحلامه المدير العام رئيس التحرير الشاعر سيف المري، قارعاً بأجراسه العنوان والكلمات والعقول:(الواقع غير المدرك لواقعنا)، مستوقفاً من خلال افتتاحيته وبشدة، إلى أنه لا مفر من استبدال لغة العنف بلغة الحوار العقلاني والمسؤول، وإلا فإن الأفق الزمني لأزمات المنطقة سيظل مفتوحاً على المجهول بينما تتآكل كل الفرص المتاحة وتصبح المنطقة العربية في مهب ريح عاتية لا تبقي ولا تذر، وتنشأ دول لا علاقة لها بحركة التاريخ، ويكون الحل النهائي في عودة القوى الاستعمارية وسقوط المنطقة في براثن فوضى عارمة لا تمت بصلة لأي واقع مقبول ومنطقي.

ثم تنطلق بنا المجلة إلى عناوينها: محمد بن راشد وازن بين الهوية والعصرية، وفي (بانوراما) نقرأ: (سكان نيويورك يشعرون بالعالمية)، و(البيرة مدينة كنعانية تجمع بين العراقة والحداثة)، وفي بورتريه (فياض سليمان قيمة إبداعية لا تتكرر)، وفي دراسة نقرأ: (فلسطين هاجس غسان كنفاني وإميل حبيبي/ فيتزجيرالد رثى الحلم الأمريكي في "غاتسبي العظيم"، وفي دراما: (عثمان سيمبين الأب الروحي للسينما الأفريقية/ حضور عربي كبير في مهرجان الدوحة المسرحي، وفي حواره، يعلن مالك صقور: لا قصيدة أو رواية هزت العالم. إضافة إلى عدة موضوعات حيوية أخرى، منها: ابن بية على خُطا التنويريين العقلانيين، الأسطورة تدفع النفس البشرية إلى الخير، مؤتمر اللغة العربية يطلق مبادرات لتعزيز مكانتها، بول جوجان فنان لكل العصور، جان فيرا سفير الأغنية الملتزمة، رياض النعماني: المنفى هو الوجود الأول للإنسان، لوحات ريم يسوف تمزج الروحي والإنساني بالخيالي، وغلاف العدد من إحدى لوحاتها، نبيل عبادي: رغم الحرب اليمنيون مازالوا يقرأون، رولان بارت وإشكالية موت المؤلف، أفريقيا تبكي عاشقها الفيتوري، ماهر الكيالي: الرقابة لا زالت تحاصر الكاتب والكتاب، جمال حمدان عبقري الجغرافيا السياسية، الموناليزا قصة اللوحة الغامضة على جدار اللوفر، إضافة إلى مقالات كتّابها وحضور المعري ومذكراته، والمرأة وعيدها العالمي ما بين الطقوس والنفاق.
وترف بنا رفة جناح مدير التحرير الكاتب نواف يونس إلى (شهرزاد والكتابة المسرحية)، التي يتحدث فيها عن شهرزاد، وشهريار، مؤكداً على أن المرأة العربية حصلت على حقوقها كافة وهي قابعة في انتظار الموت إما على صدر هذا الرجل أو فوق دفاتر أشعاره، فقد نالت حقها في التعليم وحصلت على عملها وحريتها في الحركة والتنقل والاختيار بالوكالة التي منحتها للرجل في الدفاع عنها، لذلك ضاعت المرأة العربية في المتاهة التي أعدها الرجل لها خصوصاً في توجهاتها الحياتية ومسارها الأدبي.

وتهديكم المجلة مع هذا العدد كتاب (أصوات الرواية.. حوارات مع نخبة من الروائيات والروائيين) ترجمة وتقديم لطفية الدليمي، وفيه نتعرف إلى الرواية من خلال مؤلفيها وحياتهم وشخوصهم وآمالهم ومصادر إلهامهم ومعرفتهم وجوانب حياتهم الخفية وعشقهم للكتابة والأحلام وطموحهم في خلق الأساطير المعاصرة، وكيفية التفاعل مع الواقع والمخيلة، ومنهم: توني موريسون، خوزيه ساراماغو، بول أوستر، أنتونيا بيات، أدواردو غاليانو، هاروكي موراكامي، أناييس نن، كولن ويلسون، وهنا، نذكر ما قاله كالفينو: لي طريقتي في كتابة النثر وهي اقرب إلى لما يفعله الشاعر عندما يكتب قصيدة ولستُ من ذلك النوع الذي يكتب روايات طويلة بل أضغط فكرة أو تجربة ما في نص تركيبي قصير يقف في النهاية مع غيره من النصوص القصيرة لتكون في النهاية سلسلة. ومما جاء في المقدمة، نقرأ أيضاً: تبحث بعض الروايات عن إيقاع الكلمات وإيقاع الحياة، فالإيقاع كما يخبرنا كوتزي: هو طريقة في التوجه نحو فهم العالم الذي يذوب عادة في شخصية الكاتب، بينما تؤكد الروائية التركية أليف شفق في حوارها على أهمية الشغف في العملية الإبداعية فما لم يكن الكاتب مسكوناً بشغف جامح وقدرة فائقة على التخييل وإحساس عالٍ بإيقاع اللغة وموسيقاها الداخلية إضافة إلى موسوعيته الثقافية وامتلاكه موقفاً فلسفياً من الحياة والأفكار يمكّنه أن يقدم عملاً أدبياً يُعتدّ به.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى