السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٨
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

21 أكتوبر يوم البحرية المصرية

21 أكتوبر هو يوم خالد فى تاريخ البحرية المصرية بل فى تاريخ مصر بأسرها لأنه اليوم الذي تكمن فيه أبطال مصر من إغراق المدمرة الاسرائيلية إيلات يوم 21 أكتوبر عام 1967 .
فى العشرين من شهر يونيو عام 1956 وصلت أول مدمرتين للبحرية الاسرائيلية من إنجلترا وكانت إحداهما إيلات والثانية يافو نسبة الى الميناءين إيلات ويافا.
إشتركت إيلات فى العدوان الثلاثى الذي قامت به انجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 نتيجة لإعلان الزعيم جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس كما اشتركت إيلات فى الحرب التي شنتها إسرائيل على مصر يوم 5 يونيو عام 1967 وفي الساعة الحادية عشرة صباح يوم 21 أكتوبر عام 1967 قامت المدمرة الإسرائيلية إيلات بإختراق المياه الإقليمية المصرية ووصلت إلى مسافة خمسة أميال فقط من الشاطىء المصرى فبلغت بذلك قمة الإستفزاز ولكن طلعات الإستطلاع الجوى والبحرى التي قامت بها مصر جعلتها تنسحب على الفور خوفا من التدمير ثم عادت المدمرة مرة أخرى فى الساعة الخامسة مساء قادمة من نفس الإتجاه الشمالى الشرقى لبورسعيد لتقترب من المياه الإقليمية المصرية ثم اخترقتها مرة أخرى وفى هذه الأثناء كانت الأوامر التى أصدرها قائد البحرية لقائد قاعدة بورسعيد هى تدمير المدمرة إيلات فور إختراقها وعدم اعطائها فرصة للهروب.
عندما تقابلت مع البطل النقيب أحمد شاكر عبدالواحد الذى أطلق الصواريخ على المدمرة قال : بعد رصد الهدف أصدرت أوامري باتخاذ تشكيل الهجوم ويبدو أن العدو كان قد تنبه لوجودنا وبدأ فى توجيه المدفعية نحونا فأصدرت أوامرى بإطلاق الصاروخ رقم واحد فأصاب المدمرة فى وسطها وبعد دقيقتين أصدرت الأمر بإطلاق الصاروخ الثانى ليصيب الهدف إصابة مباشرة ويحوله إلى كتلة من النيران المشتعلة ثم أبلغنى الرادار بإصابة الهدف وتدميره واختفائه من على شاشة الرادارالرئيسية وبقية الأجهزة.
وكان ذلك هو البلاغ النهائى بغرق المدمرة إيلات لذلك أصدر النقيب أحمد شاكر عبدالواحد قائد السرب الأمر بالغاء هجوم الزورق الثانى قيادة النقيب بحرى لطفى جاد الله ثم تحرك السرب متخذا تشكيل العودة.
ونظرا للموقف المثير والسرعة وجو المعركة فإن النقيب أحمد شاكر اعتقد أن المدمرة إيلات قد غرقت تماما إلا أن الحقيقة تثبت أن المدمرة قد أصيبت بالفعل ولكنها كانت لاتزال واقفة فى مكانها تنتظر مصيرها المحتوم وهو الغرق الذى أخذ وقتا طويلا مما جعل قائد قاعدة بورسعيد يصدر أوامره مرة أخرى الى زورق النقيب لطفى جاد الله باستكمال إغراق إيلات وهو ماتم بعد حوالى ساعتين من الضربة التى وجهها اليها زورق النقيب أحمد شاكر عبدالواحد وقد صدر قرار جمهورى بمنح جميع الضباط والجنود الذين اشتركوا فى تدمير المدمرة الإسرائيلية الأوسمة والأنواط تقديرا لما قاموا به من أعمال مجيدة وتم إتخاذ هذا اليوم ليكون عيدا للقوات البحرية المصرية.
عن ضرب المدمرة الإسرائيلية إيلات قال المشير محمد عبد الغنى الجمسى الذي كان في ذلك الوقت رئيس أركان لجبهة القتال .. قال في مذكراته : ( وجاء يوم 21 اكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد .. كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وواضح لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها .. وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر عام 1967 وعليها طاقمها وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى .
عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذي تم بسرعة وكفاءة وحقق تلك النتيجة الباهرة .. لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم وأصبح هذا اليوم بجدارة هو يوم البحرية المصرية .
طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى