الأربعاء ٢ آذار (مارس) ٢٠١٦
تنشر التاريخ الصحيح
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

3 بطولات لإيلات

بعد نكسة 5 يونيو عام 1967 بدأت معارك الاستنزاف بين مصر وإسرائيل بعد أقل من شهر للنكسة وذلك بمعركة رأس العش التي بدأت أول يوليو عام 1967م.

أيضا من بطولات معارك الاستنزاف قيام أبطال مصر بالهجوم على ميناء إيلات الإسرائيلي 3 مرات ففي أوائل عام 1968م أمدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بناء على طلبها ناقلتين بحريتين إحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية واسمها بيت شيفع وأخرى ناقلة جنود واسمها بات يم وشنت إسرائيل 4 عمليات قوية بواسطة الناقلتين على السواحل الشرقية لمصر منها ضرب منطقة الزعفرانة حيث ظل جنود الكوماندوز الإسرائيليين في المنطقة 15 ساعة كاملة لأن الغطاء الجوي الإسرائيلي كان يوفر للناقلتين حرية الحركة فتقوم المدرعات البرمائية بالنزول على الشواطئ المصرية ويقوم الكوماندوز بالدخول لأي منطقة عسكرية وأسر رهائن ونهب المعدات.

قررت القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت القيام بعملية للتخلص من الناقلتين الإسرائيليتين ووافق الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر على اقتراح قائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي وبعد إجراء عمليات الاستطلاع تم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائماً من ميناء إيلات إلى شرم الشيخ فخليج نعمة ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية

16 نوفمبر 1969 العملية الأولى

تم تشكيل 3 مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من بطلين (ضابط وصف ضابط) وتم السفر إلى ميناء العقبة الأردني نظرا لقربه من إيلات كما تم تحضير مجموعتين في الغردقة وكانت الخطة الأولى تقضي بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين إذا غادرتا مبكراً وقامتا بالمبيت في خليج نعمة عن طريق الخروج بلنش طوربيد ثم بعوامة والاقتراب من الناقلتين والقيام بتفجيرهما أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت في إيلات فيكون التنفيذ من جانب المجموعات الثلاث الموجودة في العقبة وما حدث أنهما قامتا بالمبيت في إيلات بالفعل فألغيت مهمة الغردقة وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج في عوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء لكن لم تتمكن من دخول الميناء الحربي فقامت بتلغيم السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري واستشهد في هذه العملية البطل الرقيب محمد فوزي البرقوقي نتيجة أصابته بالتسمم بالأكسجين ولكن زميله وصديقه البطل الملازم أول بحري نبيل عبد الوهاب لم يتركه بل سحب جثمانه سباحة من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى السابعة صباحا ولمسافة 14 كيلو مترا ووصل بصديقه البطل الشهيد الرقيب فوزي البرقوقي إلى الشاطىء.

هذه العملية رفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب المصري والعربي وأزعجت إسرائيل والدول التي تدعمها وفي أدركت إسرائيل أن المصريين تمكنوا من الوصول إلى إيلات وأنهم يريدون بيت شيفع وبات يم فأصدرت التعليمات للناقلتين بعدم المبيت في ميناء إيلات بحيث تقوم بالتجول في البحر بداية من آخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهاراً.

لم تتوقف الناقلتين الإسرائيليتين عن مهاجمة السواحل المصرية على فقد قامتا تحت الغطاء الجوي الإسرائيلي بالهجوم على جزيرة شدوان بالبحر الأحمر واستولت إسرائيل على كميات كبيرة من الذخائر ونقلتها بواسطة بيت شيفع وأثناء تفريغ الذخيرة انفجر بعضها مما أدى لمقتل نحو 60 إسرائيلياً وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل بطريقة هيدروليكية.
نقطة المراقبة الموجودة في العقبة قدمت المعلومات إلى القيادة المصرية وتوقعت إسرائيل هجوم أبطال مصر على الناقلتين ولذلك قامت بعمل تجهيزات كثيرة جداً لإعاقة أي هجوم محتمل فتم إغلاق الميناء بالشباك وتم تحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية وخرجت الطائرات الهليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جداً حول الناقلتين بحيث يتم اكتشاف أي حركة تحت عمق 100 متر فضلاً عن زيادة الحراسة على الناقلتين.

نذكر أن الإذاعة المصرية في تلك الفترة قامت بدور عظيم وكانت كلمة السر حيث تقرر أن تقوم إذاعة صوت العرب بإذاعة أغنية بين شطين ومية لمحمد قنديل في حالة وجود الهدف في الميناء وأغنية غاب القمر يابن عمي لشادية في حالة عدم وجوده وكان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع الموقف بنفسه مع الإذاعة.

5 و 6 فبراير 1970 العملية الثانية

تمت دراسة كل هذه التغيرات وحصلت القوات البحرية على الضوء الأخضر للقيام بعملية قبل إصلاح العطب في الناقلة وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادة الضابط البحري عمرو البتانوني وكان برتبة ملازم أول ومعه الرقيب علي أبو ريشة والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعه الرقيب محمد فتحي وتحركوا من الإسكندرية بمعداتهم إلى العراق حيث هبطوا في مطار H3 واستقبلهم أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية ومنها سافروا برا إلى عمان في الأردن حيث قاموا بالمبيت لليلة واحدة قاموا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلوا إلى ميناء العقبة حيث استقبلهم ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معهم بغير علم سلطات بلاده لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريا فكان من الضروري ان يحصلوا على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية.

دخلوا المنطقة العسكرية الأردنية وقاموا بالتجهيز النهائي ونزلوا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة واعتمدوا على السباحة والغطس وفي منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحي أن خزان الأكسجين الخاص به أوشك على النفاذ (بفعل النقل في وسط الجبال) فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة وأكملوا المهمة بدونه إلى أن وصلوا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري.

وفي الساعة 21 وعشرين دقيقة مروا من تحت الشباك وهجم الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على بات يم بينما هجم الضابط عمر والبتانوني والرقيب علي أبو ريشة على الناقلة بيت شيفع وقاموا بتلغيمهما وضبطوا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلا من 4 ساعات كما كانت الأوامر تنص وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير عام 1970 بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم ولكن الأبطال وصلوا بنجاح إلى الشاطئ الأردني وفي ميناء العقبة قبضت عليهم المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها وكانت القصة التي ينبغي أن يذكروها في هذه الحالة هى أنهم ضفادع بشرية مصرية ألقتهم هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن تعود لالتقاطهم لكنها لم تفعل وأن لديهم توصية بتسليم أنفسهم لأشقائهم في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها وبعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء إيلات وتم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.

14 و 15 مايو 1970 العملية الثالثة

نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود بيت شيفع قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إليه في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل بيت شيفع عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى أحدهما على 150 كيلو جرام من مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود بيت شيفع عند دخولها إلى الميناء صباح يومياً فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة أي أن انفجار الألغام يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهراً ففي هذا الوقت لابد وأن تكون بيت شيفع راسية بجوار الرصيف الملغوم وتحدد يوم السبت العطلة الإسرائيلية الأسبوعية 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في الأماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكراً عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو وفى الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة بيت شيفع حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق أي أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 مايو وقد أدى الانفجار إلى تدمير الرصيف الحربي لميناء إيلات وقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون تحت المياه على تقطيع جسم السفينة بات يام التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة الثانية على ميناء إيلات فحدث الانفجار الثاني وتمزقت جثث الضفادع البشرية الإسرائيليين تحت المياه كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة وهذا ما أدى إلى اهتزاز ثقة القيادة البحرية الإسرائيلية والقيادة العامة بشكل عام.

في عام 1993 قدم فيلماً مصرياً يجسد الغارات على الميناء الإسرائيلي إيلات تحت عنوان الطريق إلى إيلات من إخراج إنعام محمد علي.

من الأبطال الذين شاركوا في تنفيذ إيلات البطل القبطان عمرو إبراهيم البتانوني الذي شارك في العملية الثانية هو من لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية.. الضفادع البشرية من مواليد 25 فبراير عام 1943 بالقاهرة وعاش فيها لمدة عامين قبل أن ينتقل مع العائلة إلى الإسكندرية.
في الصغر أهتم بالرياضة ومارس كرة السلة أثناء الدراسة ومثل نادي سبورتنج حتى دوري الدرجة الأولى ثم انتقل إلى كرة اليد ومثل النادي أيضا ثم منتخب الإسكندرية والتحق بكلية سان مارك وتخرجت فيها عام 1962 ثم التحق بالكلية البحرية وتخرج فيها عام 1966 ومثل القوات البحرية في كرة اليد حتى نكسة 1967.

بعد تخرجه في الكلية البحرية بدأ جولات بحرية على السفن حول العالم وبعد نكسة 1967 تم الإعلان عن فتح باب التطوع للقوات الخاصة وفي القوات البحرية كان هناك لواء للقوات الخاصة فاشترك به وحصل على فرق صاعقة ومظلات وضفادع بشرية.

كان اللواء محمود فهمي عبد الرحمن رحمه الله قائد القوات البحرية في ذلك الوقت وكان مقاتل بطل مصمم على النصر أو الشهادة وكان أول من اقتنع بضرورة تحريك لواء القوات الخاصة وبقوة ضد القوات الإسرائيلية بعد نكسة 1967.
عندما تقرر دخول أبطال مصر ميناء إيلات كانت الولايات المتحدة الأمريكية أمدت إسرائيل بناء على طلبها في أوائل عام 1968 بناقلتين بحريتين إحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية واسمها بيت شيفع وأخرى ناقلة جنود واسمها بات يم واستغلت إسرائيل تفوقها الجوي وشنت 4 عمليات قوية بواسطة الناقلتين على السواحل الشرقية لمصر منها ضرب منطقة الزعفرانة حيث ظل جنود الكوماندوز الإسرائيليين في المنطقة 15 ساعة كاملة وكان الغطاء الجوي الإسرائيلي يوفر للناقلتين حرية الحركة وتقوم البرمائيات بالنزول على الشواطئ المصرية ويقوم الكوماندوز بالدخول لأي منطقة عسكرية وأسر رهائن ونهب المعدات فقررت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية القيام بعملية بهدف التخلص من الناقلتين واستقر الأمر على القوات الجوية والقوات البحرية لكن عند دراسة قيام القوات الجوية بشن هجوم على الناقلتين في العمق الإسرائيلي كانت احتمالات الخسائر كبيرة لذا وافق الرئيس جمال عبد الناصر على اقتراح قائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي.

عن طريق الاستطلاع تم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائما من ميناء إيلات إلى شرم الشيخ فخليج نعمة ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية فتم تشكيل ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من فردين (ضابط وصف ضابط) وسافروا إلى ميناء العقبة الأردني القريب من إيلات كما تم تحضير مجموعتين وكان الملازم أول عمرو البتانوني أحد أفرادها في الغردقة وكانت الخطة الأولى تقضي بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين إذا غادرتا مبكرا وقامتا بالمبيت في خليج نعمة عن طريق الخروج بلنش طوربيد ثم بعوامة ويقترب الأبطال من الناقلتين ثم يقوموا بتفجيرهما أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت في إيلات ويكون التنفيذ من جانب المجموعات الثلاث الموجودة في العقبة وما حدث أنهما قامتا بالمبيت في إيلات فألغيت مهمة الغردقة وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج بعوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء لكنهم لم يتمكنوا من دخول الميناء الحربي فقاموا بتلغيم سفينتين إسرائيليتين هما هيدروما ودهاليا وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري.

هذه العملية كان لها الصدى الكبير داخل وخارج إسرائيل ورفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية وأدركت إسرائيل أن مصر تمكنت من الوصول إلى إيلات وأن أبطال مصر يريدون بيت شيفع وبات يم فأصدرن تعليماتها للناقلتين بعدم المبيت في ميناء إيلات بحيث تقومان بالتجول في البحر بداية من آخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهارا.

قامتا تحت الغطاء الجوي الإسرائيلي بالهجوم على جزيرة شدوان وهي جزيرة صخرية مصرية تقع في البحر الأحمر وأسروا عددا من الرهائن واستولوا على كميات كبيرة من الذخائر ونقلوها بواسطة بيت شيفع وأثناء تفريغ الذخيرة انفجر بعضها مما أدى لمقتل نحو 60 إسرائيليا وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل بطريقة هايدروليكية وتم نقل هذه المعلومات للقيادة المصرية عن طريق نقطة المراقبة الموجودة في العقبة وقدرت إسرائيل أن مصر سوف تستغل فترة وجود الناقلتين وتقوم بالهجوم عليهما فقامت إسرائيل بعمل تجهيزات كثيرة لإعاقة أي هجوم محتمل فتم إغلاق الميناء وتحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية وخرجت طائرات الهليكوبتر لإطلاق القنابل المضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جدا حول الناقلتين بحيث يتم اكتشاف أي حركة تحت العمق وعلى مسافة 100 متر فضلا عن زيادة الحراسة على الناقلتين.

درست مصر كل هذه التغيرات وحصلت القوات البحرية على الضوء الأخضر للقيام بعملية قبل إصلاح العطب في الناقلة وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادة البطل الملازم أول عمرو البتانوني ومعه الرقيب علي أبو ريشة والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعه الرقيب محمد فتحي وتحرك الأبطال من الإسكندرية بالمعدات إلى العراق حيث هبطوا في المطار ثم سافروا برا إلى عمان في الأردن وباتوا ليلة واحدة جهزوا خلالها المعدات والألغام (لغم مع كل فرد) ثم انتقلوا إلى ميناء العقبة.

نزل الأبطال في المياه بدون عوامة وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والثلث مساء يوم 5 فبراير عام 1970 وفي منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحي أن خزان الأكسجين الخاص به أوشك على النفاذ (بفعل النقل في وسط الجبال) فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة وأكمل الأبطال المهمة بدونه حتى وصلوا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري وفي الساعة 12.20 مر الأبطال من تحت الشباك وهجم البطل الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على بات يم وهجم البطل الملازم أول عمرو البتانوني والبطل الرقيب على أبو ريشة على بيت شيفع وقاموا بتلغيمهما وضبطوا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلا من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير عام 1970 بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم ولكن أبطال مصر وصلوا إلى الشاطئ الأردني وفي ميناء العقبة قامت المخابرات الأردنية بالقبض على الأبطال ووصل ذلك للسفارة المصرية في عمان بالأردن فقام اللواء إبراهيم الدخاخني من المخابرات المصرية بمخاطبة المخابرات الأردنية للإفراج عن الأبطال وفي ذلك الوقت كان يعقد في القاهرة مؤتمر الملوك والرؤساء العرب فقام الفريق محمد فوزي بإبلاغ الرئيس جمال عبد الناصر باحتجاز الأبطال في الأردن فقام الرئيس جمال عبد الناصر بوقف المؤتمر للراحة واصطحب الملك حسين ملك الأردن في غرفة جانبية وأبلغه أن المخابرات الأردنية تحتجز رجال الضفادع البشرية المصرية الذين نفذوا العملية في إيلات وقال للملك حسين : ستظل ضيفا على مصر إلى أن يتم الإفراج عن أبطال وعودتهم إلى مصر فعلى الفور أصدر الملك حسين تعليماته وتم الإفراج عن الأبطال وأخذ اللواء مصطفى طاهر قائد العملية رحمه الله الأبطال ونقلهم من عمان إلى لبنان ومنها إلى القاهرة وبعد عودتهم لمصر تم تكريمهم ومنحهم وسام النجمة العسكرية وكان وقتها أعلى وسام عسكري يُمنح للأحياء وفي سجلات التاريخ العالمي صُنفت هذه العملية كواحدة من أنجح عمليات الضفادع البشرية في ميناء للعدو من حيث النتائج ومن حيث عودة الأفراد سالمين.

بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر تسلم الرئيس السادات الحكم وأول عمل قام به هو زيارة القوات البحرية وطلب رؤية رجال المهمات الخاصة وأمر بترقيتهم ترقية استثنائية مرتين من الملازم أول إلى رتبة الرائد وقال : المرة الجاية عايزكم في حيفا.

قبيل معارك أكتوبر 1973 قام لواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية بسد فتحات النابلم في قناة السويس كما تم الهجوم على المواقع البترولية والحفارات البحرية في منطقة أبو رديس وبلاعيم وكانت هذه المنطقة تضم حفارات بترول مصرية إيطالية ضخمة تقوم بالعمل في أكبر بئرين للبترول وبعد نكسة يونيو عام 1967 استغلت إسرائيل هذه الحفارات وبدأت في استخراج البترول ونقله إلى إسرائيل فطلب الرئيس السادات نسف هذه الحفارات والمنطقة كلها وبعد عودة تم منح البطل القبطان عمرو إبراهيم البتانوني ورفاقه الأبطال وسام النجمة العسكرية الثاني.

بعد انتهاء معارك أكتوبر 1973 قام اللواء محمود فهمي عبد الرحمن القائد السابق للقوات البحرية وكان وقتها وزير النقل البحري بترشيح البطل القبطان عمرو إبراهيم البتانوني لبعثة في نيجيريا ومكثت فيها عشر سنوات في إدارة ميناء بورت هاركورت وفي هذه الفترة تم اغتيال الرئيس السادات فقر البطل القبطان عمرو إبراهيم البتانوني العودة لمصر والبطل متزوج وله من الأبناء ولد وبنت ويمتلك مزارع بالنوبارية وشركة تجارية وهو نائب رئيس نادي سبورتنج بالإسكندرية.
نذكر أيضا البطل الربان نبيل محمود عبد الوهاب يحيى وهو من مواليد 21 فبراير عام 1947 بالإسكندرية وفي عام 1966 تخرج في الكلية البحرية 1966 ونشأ البطل في الإسكندرية لأسرة ترجع أصولها لقرية اسطنها بالمنوفية ووالده مهندس زراعي وأمه ربة منزل وكان الأصغر بين أربعة أخوة ذكور الأكبر أستاذ في الجامعة ومن إخوته الكبار سبقه اثنان للالتحاق بالحياة العسكرية وهما الملازم بحري طلعت عبد الوهاب واللواء رفعت عبد الوهاب وفد استشهد طلعت عبد الوهاب إبان العدوان الثلاثي على مصر حين أغرق الطراد الإنجليزي نيوفاوندلاند الفرقاطة دمياط عام 1956 وكان طلعت عبد الوهاب من طاقم الفرقاطة المصرية وقد أبدى هو وقائده الصاغ بحري شاكر حسين وباقي زملائهما بسالة نادرة.

أثر استشهاد الأخ الأكبر في نبيل عبد الوهاب وعقد العزم على دخول الكلية البحرية للالتحاق بالبحرية والانتقام لأخيه وحاول عدة مرات حتى نجح بعد أن أجرى عدة عمليات جراحية لاجتياز الكشف الطبي.

شارك البطل نبيل عبد الوهاب في تدمير السفينتين الإسرائيليتين داليا وهيدروما بميناء إيلات الإسرائيلي وجسدت بطولته هو وزملاؤه في فيلم الطريق إلى إيلات من إخراج إنعام محمد علي و قد جسد الفيلم بطولته النادرة حين سحب جثمان زميله الرقيب بحري فوزي البرقوقي لمسافة 16 كيلو متر حتى ساحل الأردن متحديا قوانين الطبيعة وتجاوز القدرات البشرية في سابقة هى الأولى من نوعها في تاريخ البحرية في العالم.

أيضا شارك البطل نبيل عبد الوهاب في تدمير الرصيف الحربي بميناء إيلات الإسرائيلي في شهر مايو عام 1970 و 18 عملية عبور مع الجيش الثالث أثناء معارك الاستنزاف وتدمير مجمع البترول الرئيسي لحقل بترول بلاعيم في شهر أكتوبر عام 1973

حصل البطل نبيل عبد الوهاب على ترقية استثنائية من رتبة ملازم أول إلى رتبة رائد ونوط الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام النجمة العسكرية من الرئيس عدلي منصور.. والبطل نبيل عبد الوهاب متزوج لديه بنتان وعدد من الأحفاد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى