الثلاثاء ١٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم مصطفى أدمين

4 الفتوى النهدية

ديننا لا يمنع المرأة من العمل خارج البيت، غير أنّ العمل يفرض الاختلاط. ولو ضربت المرأة على جيوبها بحجاب، فهذا لا يمنع الشيطان الحاضر في كل مكان من الوسوسة للرجل بتجريدها من أحجبتها ولو في الخيال. ومع التقدم التكنولوجي الذي جاءت به ديار الكفر، صار من الممكن استعمال الهاتف المحمول أو بعض الأدوات الأخرى كآلة لتعرية المرأة بواسطة الإشعاعات تحت الحمراء، فتظهر للمتلصص عليها كما ولدتها أمها إن لم نقل؛ تظهر له أكثر إثارة للغرائز الحيوانية سواء كانت واقفة أو جالسة أو منحنية (في السوق) على شراء الخيار.
فما العمل إذن؟ هل نمنعها من العمل والتسوق ونسجنها في البيت لكي يقول الكفرة بأننا نهين المرأة؟ أم نقوم بفصل المرأة عن الرجل فينهار الاقتصاد؟ أم نخترع رقاقة ببرنامج إلكتروني يمنع الرجل من الاستثارة بمفاتن المرأة باستثناء زوجته، ونزرعها في مؤ...مخه؟ أم نفرض على المرأة لباساً من رصاص يقيها من جميع أشكال التلصص؟
والفتوى عندي أن نجعل الرجل محرما للمرأة العاملة معه وذلك بربطهما برابطة الأخوة. الحل يتجلى في ثلاث اختيارات كلها جائزة في نظري:
ـ إمّا أن نجعلهما يرضعان من نفس المرأة، فيصيران أخاً وأختاً في الرضاعة، ومحرّمين على بعضهما من الناحية الجنسية. غير أن هذا الحل صعب التطبيق، إذ يجب أن تكون المرضعة في الخمسين من عمرها فما فوق، وأن يكون نهداها قد قاربا الجفاف، وأن تكون بقدر من القبح لكي لا تحدث الفتنة في جوارح الرجل الرضيع.
ـ أن تستحلب مرضعة نهديها وتعطي الرجل والمرأة الراغبين في عقد رابطة الأخوة، تعطيهما حليبها في زجاجة رضاعة فيرضعان منها بالتناوب؛ غير أن هذه الطريقة غير مضمونة إذا كان العمل المشترك يدوم لأكثر من شهر؛ لأن علاقة الأخوة هذه تكون مثل الزجاجة يسهل على الشيطان كسرها. وعليه؛ يجب أن يُمارسَ الإرضاعُ الاصطناعي مرة في الشهر.
ـ والأسهل والأفضل والأدْوَم هو أن ترضعَ الزميلة ُ زميلها في مقرّ العمل بالطريقة «الشرعية» التي سأصف لكم:
أوّلا: يجب أن تكون المرأة «مـُختمِرة» أي أن تكون في خمار كلّي، ولا تظهر من جسدها سوى نهدَها. ثانياً: ألا ينظر الزميلُ إلا للنهد، كلّ النهد، ولا شيء آخر سوى النهد. ثالثاً: أن يشتمه قليلا كما يفعل الطفل الرضيع، ثم يداعبه قليلا كما يفعل الرّضّع. رابعاً: أن يرضعه لمدة لا تزيد عن نصف ساعة لكي لا يستغل الشيطان طول الوقت فيهمس له بإتيان الفاحشة. قد يسأل سائل: ماذا لو لم تكن الزميلة ُ من المرضعات؟ بسيطة! يكفي أن يقوم الزميلُ بإرضاعها... أيها الناس؛ لا تستسرعوا الفهمَ حتى أتمم فتواي؛ فالرجل يملك ـ هو الآخر ـ نطفة حليب في نهده؛ يعتصره وتقوم هي بمصّه برفق، وبهذه الطريقة تصير أختاً له في الرضاعة وتحرم عليه ويحرم عليها وتتحسن ظروف العمل ويتقدّم الإنتاج. هذه الفتوى النهدية تجري على العاملات الصغيرات الجميلات سواء كُنّ عازبات أو متزوجات أو أرامل أو مطلقات، ولا أخوّة في الرضاعة في العمل بين الرجال والنساء المتبرجات والذميمات والعجائز والحمقاوات والمريضات بالجنس واللصوقات، والرغبات في الترقية أو الانتقال، والحالمات بالزواج بالليل والنهار، والداعرات من خلف ستار... لكي تعلموا يا أيّها الناس بأنّ دينَنا واسع رحبٌ ويسير، وبأننا ـ نحن معشرَـ الفقراء... أقصد الفقهاء، لا نذخر جهداً في سبيل الاجتهاد والتأويل لما فيه صالح المؤمنين والمؤمنات والمحتاجين والدين... واعبدوا ربّكم حتى يأتيكم اليقين...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى