الخميس ٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم نوزاد جعدان جعدان

فرقة كوميداس والموسيقى الكلاسيكية

عندما تداعب الموسيقى نوافذ القلب تكون قد عملتْ فعلها، وحين تشعر وكأنك في العصر الفيكتوري تسمعُ ألحاناً كلاسيكية تكون عندها قد أبحرت بعقلك مسافرا في رحلة إلى الماضي تعبرمن خلالها بوابات الموسيقى ومرايا الزمان إلى شيءٍ قد

أضعناه هو الهدوء والإسترخاء، في زمنٍ صار الإسترخاء عملةً نادرةً ..وهذا ما فعلته فرقة كوميداس الوترية لموسيقى الحجرة بي، والتي أحيّت أمسيتين موسيقيتين، الأولى في قاعة نظاريان التابعة لجمعية الشبيبة الأرمنية في منطقة العزيزية في مساء الأحد الثامن من آذار، أما الثانية فكانت في جوف قلعة حلب في 23-3-2009 وذلك بمناسبة أعمال الترميم للخزان الأيوبي في قلعة حلب.

هاتفني صديقي وأخبرني أنه قد تلقى دعوة لحضور أمسية موسيقية فاستغليت الفرصة لاستجمامٍ عقليٍ تحت حمام موسيقي لألوذ بالفرار من منغصات الحياة، فأنا من عشاق الموسيقى الكلاسيكية، وكنتُ من المحظوظين الذين حضروا الأمسية التي جرتْ في 8-3-2009 والتي انقسمت إلى فقرتين،
تألفت الفقرة الأولى من:

مقطوعتين للموسيقي الإنكليزي و الألماني الأصل هاندل(1685-1759)بعنوان سارباندي وبور، تبعتها لوحتان قدمها مجموعة أطفال لمقطوعتين للموسيقي الروسي وزعيم مؤلفي الباليه بيتر إيلينش تشايكوفسكي(1840-1893) بعنوان صلاة الصباح المباركة، أعقبتها عزف زوجي لألحان كونشرتو للموسيقي الإيطالي وعازف الكمان انطونيو فيفالدي (1678-1741) في عزف زوجي قدماها كل من مهير داوديان ودافيد ملكونيان وقد أجادا في العزف حتى دوى التصفيق أنحاء القاعة .

أما الفقرة الثانية فبدأت:

بمقطوعة الرقصة الكلاسيكية للموسيقي الألماني جوهان سيباستيان باخ (1750-1685) والذي لم تحظَ اعماله بالنجاح أثناء حياته ولكن في هذه الأمسية انتشرت تعابير الفرح على الوجوه والحماس غطى الأيادي ، تلتها مقطوعة موسيقية بعنوان الجوقة للموسيقي الألماني هاندل ، وجاءت المفاجأة الكبرى في الحفلة مع السيدة لودميلا هاخينيان حين أدت اوبرا من طبقة السوبرانو وكان أدائها رائعاً لأوبرا الموسيقي الإيطالي جوليو كاسكيني (1551-1618) بفقرة "السلام المريمي" التي أذهلتْ الحضور ودقتْ أجراس أشجان عصر النهضة, واعقبتها أوبرا للموسيقي ديكارنيان بفقرة من أوبرا أنوش، تلتها مقطوعة للموسيقي التشيكي زدنج فابيخ (1850-1900) بعنوان قصيدة، وجاء الختام مع لحنيّن للموسيقي الأرمني الكبير كوميداس بعنوانيّ(كيلي كيلي وشكر جان) أجادت في تنفيذها الفرقة الموسيقية وبشكل خاص كل من (ونيس مبيض، مهير داوديان، ميغريج حياتيان، أسادور أسادوريان، سرهاد سمو ) .

ويرجع اسم فرقة كوميداس إلى المغني والموسيقي الأرمني كوميداس الذي عاش في الفترة بين عامي 1869-1935، والفرقة هي من فرق الحجرة أي التي تصغر عن الأوركسترا بعدد العازفين وبدون مايسترو والتي كانت تعزف في بلاطات الملوك وقد تأسست الفرقة من حوالي عامين .

وتتألف الفرقة من حوالي أربعة وعشرين عضواً واسمائهم على حسب اختصاص عزفهم على الآلات:

كمان أول : ونيس مبيض قائد الفرقة ، مهير داوديان الذي تتلمذ على يد الخبيرة الروسية أنيسموفا، إلسي ملكونيان ، شانت تانليان، لوسي جامساريان، أنترانج ميلكستيان ، إلياس عبد النور.

كمان ثاني : دافيد ملكونيان، سركيس اسكنيان، إريك يازجيان، ميغريج حياتيان، أسادور أسادوريان ، ميشلا كاسيس، شوكير بويادجيان.

فيولا: جورج مبيض، فيكين سركسيان، جورج مانوجيان، سركيس أفاكيان، كيفورك أراكيليان.

بيانو: السيدة "لوسانك سامويليان – يازجيان"حاصلة على الماجستير في مجال الموسيقى من معهد "يريفان" في دولة "أرمينيا".

تشيلو: أوليج خيجاي، هاروت قازانجيان، سرهاد سمو.

غناء أوبرالي: السيدة "لودميلا هاخينيان- أرابتليان" مغنية الأوبرا القادمة من أرمينيا من حوالي عامين والمستقرة في سورية.
تميزت الأمسية بالهدوء التام من قبل الجمهور السميع للموسيقى وأتقن ّ أعضاء الفرقة العزف حتى آخر لحظة من الأمسية وتميزت مقطوعاتهم بالطابع الديني وانتقائهم لمقطوعات لموسيقيّين ألمانيّين ولدا في نفس العام هما باخ وهاندل وغياب اسماء كبيرة كموزارت وبيتهوفن وهانس ليوهاسلر...

نأمل ان تستمر هذه الأمسيات الموسيقية والأوبرالية وأن نكثف من تشكيل هذه الفرق الموسيقية لننشئ جيلا ذواقا للموسيقى مدججاً بالمشاعر الفياضة ..ولتعلوّ تباشير النضوج في العقول وتزهر ازاهير القلوب العطشى للرقي الموسيقي و ليتخلص المجتمع من التلوث الموسيقي الذي يعكر الأحاسيس ويسير بها نحو أمراض اجتماعية ما عانى مثلها شرقنا في يومٍ من الأيام..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى