الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم ريـاض الأســدي

الفكر العربي المعاصر وإمكانات الاستيعـاب الجــديدة

توطئــــة :

مـا مدى استيعاب الفكر العربي الحديث للتحديـات الفكــرية الخارجية التي يمثلها الفكر الغـربي وبخاصة في هذه الحقبة التي يزمـع الفكر العالمي الانتقال نحو أطر مغايرة؟ وما القـوى المتوافرة أو التي ينبغي توافرها لكي يمكن مواجهة الصدمة الفكـرية والحضـارية في آن واحـد؟ أن قوى الاستيعـاب للفكـر العربي تتمظهر على نحو خاص في حفاظه علـى هويته، كما إنها في الوقت نفسه ترسـم قاعدة أساسيــة في المعرفة العلمية تعد منطلقا" لاقامة بنى" جديدة، ونظم معرفية حديثة تتناسب وقرن قـادم.

منحتنا تجربة الفكر العربي الإسلامي بعد عصـر التدوين إمكانات واسعـة في استيعاب الأفكار والنظم المعرفية المحيطة به آنذاك، واستطاع في زمـن قياسي أن يقدم لنا نتائج فكرية خلاّقة لما تزل فاعلة في الفكـر العربي المعاصر حتى الوقت الحاضــر، فهل يمكـن للفكر العربي أن يعمـل في بدايات القرن الواحد والعشرين أن يستـوعب مكونات الفكر الغربي، وان يـدرس نظمها المعرفية على نحـو لا يفقده أصالته وهويته الثقافية؟ وهـل بالإمكان المحافظة على تلك الهوية في عصر الاتصالات الهائلة؟.

الفكر العربي المعاصر بعد قرن ونيف من يقظته الحديثة يجد نفسه من جديد على أعتاب تطورات فكرية كبيرة ومختلفة تكتسي طابعـا" خاصا"، وهي تتسارع على نحـو واسـع ومكثف في إطار من عصر الاتصالات المتنوعة. وهذا البحـث محاولـة متواضعة للتعرف على إمكانية استيعاب الفكر العربي المعاصر في عصر تظهر فيه محاولات تغييب الدور الذي يمكن أن يكون عليه ذلك الفكر في ظل منظومات جديدة تستخدم العلــم والتقانة بخاصة، وفي الوقـت نفسـه يحاول تسليــط الضـوء على أهم المعـوقات التي تحول دون الاستيعاب الكامل للتحديات الفكرية المحيطية، لكي نتمكـن من رسم صورة واضحـة لآليات الاستيعاب داخل/خارج الفكر العربي وعلى نحـو متواصل.

إطار نظـــري :

واجه الفكر العربي الحديث منذ عصر النهضة التي بدأت في أواسط القرن التاسع عشر في أقل تقديـــر تحديات على مستويين أساسيين : خارجية تمثلت في طروحات الفكر الغربي عموما"، وحلوله المختلفة لمجمل جوانب الحياة، وما نتج عن ذلك من بنى عدّت نفسهـا نهائية، فضلا" عن خروجها من مساحتها الجغرافية – ألا وربة – وبالتالي تفاعلها مع الفكر العربي آنذاك ؛ وهكــذا ظهر لدينا تيار ( متغرب Waster ni Zation ) له مفكروه ودعاته ومروجوه، فضلا" عن مكونات داخلية تمثلت على نحو واضح في بنى الفكر العربي الذاتية وهويته الثقافية، وعلاقاته بالموروث وبخاصة الموروث الإسلامي. وإذا كان من الصعب أن نتصور – على أية حال – أن ثمة خطوات أساسية ومهمة قد تحققت طوال ( 150 ) عاما" الماضية، فأن من الشطط أن ( نحكم بالفشل في تحقيق نهضتنا بعد أكثر من قرن من وعينا بضرورتها وعملنا من أجلها )(1). لكن التساؤلات حول دور الفكر العربي في حياتنا المعاصرة ما تزال قائمة، وكذلك العمل على معرفة ما يمكن تحقيقه بمنظور علمي يتناسب وتسارعات العصر.
تتركز الموضوعة الأولى في هذا المجال في صعوبة استقراء ألا نجاز العربي المعرفي الموزع والمختلف بين الأقطار العربية، وكذلك التخطيط لقيام منهجية علمية لتدقيق مستوى ألا نجاز وترابطاته ؛ في وقت أصبـح العلم نفسه قوة إنتاجية خلاّقة تعمل على نهوض الأمم في عالم ما بعد الصناعة (2).واصبحت تلك الإنجازات وسيلة مهمة في أعادة النظر بطريقة حل المشكلات التي تواجهها الجماعات والأفراد على حد سواء، وبالتالي فالتحول نحو التفكير العلمي يعد ضرورة قصوى لتأسيس رؤية ثقافية قائمة على المعـــرفة الدقيقة والطاقة الخلاّقة للكشف عن مختلف ميادين الحياة (3). فالغرب أنشأ ومنذ عدة قرون طريقة في التفكير العلمي لحل غوامض حركة الطبيعة، وجاز ذلك إلى ميادين الحياة الإنسانية الأخرى، فظهرت في حقبة زمنيـة واحــدة أعمالا" عمـلاقة في التاريخ والاقتصاد وأصل النوع الإنساني، ونظريات تفسيرية للحيـاة الاجتماعية والقانــون والدولة (4). وكوّن التقدم الفكري الغربي فجوة واسعة أمام الفكر العربي، إلى جانب فجوة الثقافة، حيـث رافق تطور الفكر الغربي تطورا" هائلا" في الاكتشافات الكبرى لقوانين الطبيعة والمجتمع الإنساني وبخاصة بعد ظهور انقلابي الميكانيك والكهرباء.. لقد كان لتلك الإنجازات أثرها في إعادة النظر في طريقة التفكير الإنسانية وتحولها من التأمل الذاتي، إلى أيلاء التأمل الموضوعي حقه من مساحة التكوين، مما سمح في أن يكون الإنسان مركزا" لمعرفة كونية. وهكذا فقد خضع العالم العربي ومنـذ عام 1498 م لتقدمات التقانة التي أنجزت في أوربا، كما خضع بهذا القدر أو ذاك إلى طريقة التفكير الأوربيـة (5) كما أحدثت رؤية الشمول في الفكـر العربي إمكانية على التفاعل مع مختلف أشكال الفكر الإنساني دون أن ينتابه الخشية مـن الضياع او مسخ الهوية الخاصة بـه. وقد تنبـه بعض المستشرقين – وبخاصة الألمان – منـذ وقت مبكر إلى تلك النزعة، فكتـب الفيلسوف هـر در Herder 1744- 1803 م الى أهمية الفكر العربي إنسانيا"، وتناول شخصية الرسول محمــــد (ص) باعتباره من أهم أعلام ذلك الفكر كما نظم الشاعر الألماني كوته Goethe قصيدة عام 1744م مجّد فيها شخص الرسول العربي (ص)(6) الــذي هو بلا شك ثناء على الفكر العربي برمته. وكذلك نجد إن الجدل الإنساني في تفاعلات الفكـــر من أهم مميزات الفكر العربي على الرغم من الحملات التي تشن ضد العرب والإسلام من وقت لآخر، وما رافــق تلك اللقاءات الفكرية مع الفكر الأوربي من نتائج سلبية تمثلت في نقل بنى أفكار بعينها دون أجراء عملية نقد موضوعية لها أو الوقوف منها موقفا" انعزاليا". وقد تركت تلك الحالة آثارها على ضعف إمكانية استيعاب الفكر العربي للفكر الغربي عموما" وانعكس هذا الوضع على طبيعة النظام المعرفي له، كما نتج في الوقت نفسه – بفعل ضعف آليات الاستيعاب عامة – تراجعا" أخرا" في فهم الموروث الماضوي العربي نفسه، وما تطلبه من القيام بعملية نقد شاملة لمختلف الوحدات المكونة له من خلال الرجوع إلى الأصول العربية الإسلامية ومحاولة إعادة ترتيبها بفكر متفتح (7) فالسؤال المهم في هذا المجال هو : كيف نتعامل مع التراث؟ وهل يحتوينا حتى يصبح مركزا" لبنى تفكيرنا المعاصر؟ أم نحن الذين نحتويه ونجعل منه قوة دافعة لكشف تناقضات الحاضر الممتد عبر الماضي؟. لاشك بان وضع مناهج محددة لتقييم موروثنا الحضاري هو حالة تسبق أي جهد نظري آخر، فأن عمليـة التدوين التي أنجزت في العصر العباسي الأول لم تكـن في مخرجاتها الأساسية توثيقا" للفكر العربي الإسـلامي وحسب، بل كانت عملية توليد وأعادة إنتاج في الوقت نفسه، ولزوم التدقيق في الأخبار – وما أظهره العرب من براعة فائقة فيه – يجعلنا نعكف من جديد على قراءة نصوص الموروث وأعـادة تدقيقها (8)؛ لأن تنظيم النتاج الفكري الماضـوي لايقل أهمية عن تنظيم النتاج الفكري المعاصر، والتخطيط لأي جهـد ثقافي مستقبلي يوجب التخطيط لثقافة الماضي (9) وتعود فكرة تخطيط الثقافة إلى اكتشاف المنظومات الفكرية المحركة والفاعلة فيها، وتظهر في عملية الكشف عن المنظومات المعرفية للماضي ومنظومة معرفة الحاضر علامات التوفيق الموازنة بين نظامين معرفيين. ولذلك فـأن قيام نظام جديد من المعرفة لكشف العلاقات المترابطة بينهما وتفاعلاتهما وتفعيل دور معارف الماضي هو ضرورة موازية وللبدء باستيعاب الماضي والحاضر وخلق روح فكرية عالية يتطلب ذلك إلغاء الحواجز ورفع الأغطية، ونشر الحوار العلمي للبدء بحقبة من العقلنة العربية المرتبطة بالعلم.. ويقترح علينا (الجابري) رؤية من المزاوجة بين مناهج مختلفة من التفكير للخروج من المأزق الفكري(10). لكننا لا يمكننا-من وجهة نظرنا- إن نقترح مناهج مسبقة،أو أن نعمل على بنائها من نسيج حضارات أخرى ؛ فمن الطبيعي أن تكون ثمة جدلية بين محتوى الفكر والحضــارة لتطمين القدرة على الاستيعاب. فالفكر –مهما حاول أن يعلن-هو نتاج حضـارة معينة، وحقبة تاريخية، وهـو مؤشر حسّاس على رقي تلك الحضارة او انحطاطها. ومن هنا فأن مناهج التفكير الإنسـانية تتمدد رؤيتها ونسيجها من المناخ الحضاري الذي ولدت فيه ولا يمكن لأية إمكانات استيعاب القفز فوق ذلك.

وبناء" على ما تقدم يعود التفتح الشامل للفكر العربي القديم إلى الطابع الحضاري بالدرجة الأساس، وهو الوضع ذاته الذي ما يزال يطبع الحضارة والفكر حتى الوقت الحاضر بطابعه(11). إن نظرة فاحصة لطبيعة المنـاهج المستخدمة في تنظيم معارف الموروث وتحليل أوضاع الفكر العربي المعاصر تقترح علينا تقبّل كل شيء إقامة مناهجنا المعرفية (الابستمولوجيا العربية)(12) وتحديد مرجعية مختلفة البنى الفكرية المعاصرة والموروثة. ولاشك إن ثلـة من المفكرين أو مدرسة من المدارس الفكرية، أو وجهة ما، أو دولة بعينها غير قادرة على القيام بهذا الجهد متفردة. فلا مناص بأن تتظافر مختلف القوى والطاقات لتنظيم المعـرفة العربية المعاصرة على أسس علمية ومنطقية وهذا يعني قيام عقلانية عربية جديدة.

إمكان منظومات الفكر العربي المعاصر على الاستيعاب

تعتمد حدود الاستيعاب على إمكانية التكيف للصدمه، ومن ثم توليد مفاهيم عنها ؛ لكنها لم تكـن على العموم استجابة بدأت منذ ظهور المشروع النهضوي العربي في القــرن التاسع عشر، بل هي حالة بقيت مستمرة عقودا" عديدة، وما تـزال آثارها فاعله وقائمه. أما الفكر العربي فقد بقي متحصنا" في الموروث، ولا يزال يتخذ موقـف المتلقي غالبا" دون أن يحضّــر إلى التوليد والإنتـاج ويكمن الوضع الأسـاس في ضعف الإمكان على الاستيعاب في استمرار سلطة اللفظ وأشاعها على نحـو يقوض المعاني ويوسـع من دائرة التأويل إلى أقصى حـد 0
فأشـاعت سلطة اللفظ وتنوعها طـرائق مختلفة للوصول إلى المعـنى وتأويله بصـورة تنوع الألفاظ (13) وقـد رافقت تلك الظاهرة الفكر المسيحـي الغربي في بدايات تأسـيس ( محاكم التفتيش ) على نحو خـاص أيضا" 0 إن ذلك الوضع الـذي ورثناه هـو جانب مبسط لضعـف القدرة، رغم انه يـعد مسؤولا" إلى حـد كبـير على شيوع لامعــرفات Indefinissable ترافق عمـلية الاستيعـاب ومن ثم تسهـم تلك اللامعرفات في تشييد بـنى رياضية معينـه (14) فهي أيضا" تعني محتوى الفكر في حالة تحولها إلى نظام معرفي فاعل 0

واستطاع الفكر العربي الإسـلامي – وفي مدة زمنية قياسية – أن ينشئ نظاما" معرفيا" للامعرفات القادمة من الفكر اليوناني بخاصة، فعكـف العلمـاء المسلمون على اختلاف مدارسهم على تقديم شروحات وتحقيقـات لعموم الفلسفة اليونانية، ومن الملاحظ أن تلك العملية كانت تحضى بدعم من الدولة آنذاك. ثم تجلّى ذلك في افضل صوره زمن الخليفة العباسي المأمون.. وهكذا استطاع الفكر العربي الإسلامي أن يحتوي الصدمة في وضـع جديد. إما الفكر العربي المعاصر فما يزال أمامه الطريق صعبـا" وطويلا" ونحـن ندخل القـرن الواحد والعشرين، ففـي وقت تستخدم فيـه ثقافتنـا مفاهيم كالحداثـة والعلمانية والعولمة والظاهراتية والبنيوية..الخ على إنهـا معرفـات منتهية، تبقـى من وجهـة نظرنا لامعرفات مالم يكشف عن أنظمتها المعرفية ومرجعياتها.. ولـذلك فان وضـع قواميس- مرجعية – معاصرة يعد ضرورة قائمة.

وتتمظهر المشكلة على نحو اعقد في التخطيط لثقافة الماضـي، فـرغ الجهود الكـبرى التي بذلها العلماء العرب المسلمين في ميادين الشروح وكتب الفرق وابواب العلوم ؛ إلا إن جهدا" إضافيا" ما يزال يترتب على الثقافة والفكر العربيين المعاصرين، ولا يتعلق الأمر في تنظيم المرجعيات ووضع البنى الفكرية والكشف عـن أنظمة المعرفة فحسب، بل يوجب أيضا" التدقيق في مناهج الاستشراق واحكامه المتعلقة بالفعل العربي ودوره في الحضارة الإنسانية (15). لقـد كان للمنهج التشككي الغـربي الذي اضطلع بـه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت وما تبعه من امتدادات في الفكر الغربي أبان القرن العشرين قد ترك أثرا" كبيرا" اسهم ليس في هز ( اليقين الغربي ) بما يتعلق برؤية الإنسـان لذاتـه وللعالم. وقـد تركت المنهجية الديكارتية ظلالها على المعرفة الإنسانية عموما" ولم يكـن الفكر العــربي الحديث بمعـزل عـن تلك التوجهات التي طالت العلوم الإنسانية إلى علوم الرياضيات التي شككت هي الأخرى باليقين الرياضي أيضا" وما سحبه كورت جودل Kurt Godel العالم الرياضي من تشكيك حتى على مـستوى بنى الدقة أيضا"(16). وإذا ما طال الشك هذا الميدان فان مشكلة إضافية سوف تحول دون الإمكان على الاستيعاب إن لم تعمل على تعطيله مدة من الزمن غير قصيرة، ومما يعرض الفكر العربي على العمـوم إلى معوقات جديدة. إن تداعي الاستيعاب لا يتأتى من اهتزاز اليقين وحده، إذ إن شيوع الفوضى المعرفية في الفكر العربي المعاصــر حتى أواخر القرن العشرين، ونكوصه عـن تحقيق مشروعه الحضاري، وضعـف آلياته عموما" لا يتعلق بمـدى معرفته بأنظمة البنى التي تواجهه في الحاضر وكذلك البنى الموروثة ؛ لكنــه يتعلـق على نحـو أكثر خطورة في التخطيط لثقافة المستقبل التي تعـد واحدا" من أهم المقترحات بنجـاح الاستيعاب. فيلاحـظ إن علاقة جدليـة صحيحة بين محتوى الفكر العربي وقدرته على الاستيعاب وقابليته على إنتاج نماذج للنهـوض الفكري والحضاري في المستقبل. فضلا" عن ذلك فأن جدلية الاستيعاب تفترض إنشاء قاعدة واسعة من(المبرهنات) التي تترشح في الأساس عن عملية تنظيم الفكر، فتكون منطلقا" يقينيا" يوســع من الاستيعاب وحدوده. ولعل بحوث اللغة وعلم التاريخ من اكثر العلوم استشعارا" لتلك العملية وذلك لمرونتها في تأطير الفكر فضـلا" عن منحها هويته الذاتية. وتتمظهر المبرهنات الأولية في خصوصية التاريــخ القومي أثناء البحث في أسس تـاريخ العالم العام (17)، ولذلك فان الدراسـات التاريخية لمــوروثنا الثقافي تعـد ضرورة لفهم الأطر العامـة للاستيعاب، فضلا" عن كشفها لمختلـف العلاقات المعرفية الماضويـة، ناهيك عن قدرتها في تشخيص وسائل التعامل مع البنى المختلفة في الموروث، كما انها تزودنا في الوقت نفسه بقدرة معلوماتية يمكن مـن خلالهـا البدء بعملية إعادة التدوين لمختـلف البنى الفكرية في الموروث، ويقرب لنا منطـق حلول مشكلات الحاضـر. وعلى هـذا الأساس فان إعادة كتابة التاريخ تعمـل على توسيع دائــرة المبرهنـات علـى نحو فـعال مما يـؤدي إلى ترصـيف اليقين العـربي المعاصـر وصولا" الى الخروج من المرحلة الشكيّة.

أثر الفجوة العلمية والتقانية على الاستيعاب

بدأ الإنتاج الحرفي في منطقة الشرق الأوسط، لكن إسراعا" تـرى بدايته في الوطن العربي المنطلق الأول لاختراع الكتابة والعجلة والشراع.. ومن هنا فأن العمق التاريخي الحضاري يلعب دورا" أساسيا" في استمرارية قوة الدفع باتجاه التطلـع إلى محاولـة تضييق الفجوة العلميـة والتقانية التي خلقت عالمين: يعيش فيها العالم الأول إنسان ينتمـي إلى العالم الصناعـي، وآخـر يعيـش على فتات الصناعة مما أوجد نوعا" من العنصرية المضافة إلى سجل الإنسانية (18) وقد عملت تلك الظاهرة على جعـل البلدان غير الصناعية مـركزا" للاستلاب الحديث من خلال (أد لجة) كل ما هـو اقتصادي، واحتكـار الاكتشافات العلمية المتخصصة جدا"، ثم وضـع إنسان المجتمعات غير الصناعية في حالـة تدن علمية فبقانية تعمل لصالح العالم الصناعي بخاصة (19). ويـرى بعض الباحثين إن العقود الثلاث المقبلة سوف تحدد طبيعة الآفاق العلمية والتقنية التي تعتمد على التقدم الخلاّق في العلوم الأساسية، فان جيلنا سيشهد حصاد حوالي نصف ما أنتجته البشرية طوال تاريخهـا من تقدم علمي وتحديث تكنولوجي (20) ولهذا فأن الفجوة العلمية والتقانية تضع الفكر العربي المعاصر أمام تحـد دائـم، فاستيعاب التمويلات الهائلة علميـا" وتقانيا" في الغـرب يعد مهمة أساسية للنهوض بالواقع العلمي العربي.

إن الغـرب يحـاول وبشكل متعمّـد أن يضع الإنسـان العربي على هامش عملية الإنتاج الكبرى، وبالتالي يجعل منه مستهلكا" للسلــع الغربيـة، ليس على مستوى الاقتصاد، بـل على مستوى الفكر أيضا". ويسهم اتساع الفجوة العلمية والتقانية بــدور بارز في تبعيـة هذا الاستهـلاك، ولذلك فأن الخروج من حالـة (التواكل التقـاني) ستجد طريقا" لهـا من خلال العمل العلمي المتصل، والخوض العميق لمعرفة أسرار التقانة الحديثة، والقواني – بعد هذه المدة – سـوف يضع العرب وفكرهم أمام تحديات مصيرية لأن الوقت المتاح لنا في إقامة البنى الماديــة والمعنوية المتعلقة بنـا ســوف يتناقـص على نحو متسارع وواسع اكثر من أي وقت مضى(21). إن سلسلة من العوامل الخارجية تعمل على (قولية)الفكر العربي للحيلولة دون اكتساب لهـويته الذاتية، وللحيلولة دون تلمّس آلياته في استيعاب مختلف التطورات في مجال العلم والتقانة. ويبدو إن معركة الاستقلال التي خاضتها وتخوضها الشعوب المستعمرة، هي معركة استقلال للفكر بالدرجـة الأساس كما إن المعركة الأساسية التي يخوضها الفكـر العربي في استيعـاب تحديات الغـرب هي معركة علمية وتقانية، وهـذه الجولة لـن تكسب بـدون أطر فكرية مستقلة ؛ فما السبيل إلى ذلك؟

تعمل أنظمة المعرفة على تحليـل ونقد نتائج العلـوم الطبيعية والإنسانية. كما إنها في الوقت نفسه تكشف لنا طـريقة عمـل أنظمة المعرفة لمختلـف العلـوم. ويرى لالاند Lalande في معجمه الفلسفي إن الابستمولوجيا هي ( فلسفة للعلوم )(22). ولذلك لا يمكننا وضع أطر نظرية لمجمـل معارفنا المعاصرة والماضويّة ما لم نعمل على وضع منظومات معرفية محددة لها. الصراعات الفكرية المعاصرة هي خلافات حول أنظمة المعارف في جوانب كثيرة منهـا. كما أن وضع أطر فكـرية معاصرة على أسس علميـة ومحاكمـة الموروث واعادة تكوينه وفق مبرهنات محايدة وموضوعية ستفضي إلى الخروج بيقين معين في رسم خطـة شاملة لاستيعاب تطورات الفكر العلمي والإنساني وفق أصول معرفية ثابتة لموروثنا الكبير وتعمل على ترسيخ يقين عربي علمي وواضح الهوية.

أن قيام ابستمولوجيا عربية تعـنى : الكشف عن النظم المعرفية التي تتمكن في الفكر العربي المعاصر، على أسس علمية، وهي تسهم في هذا المجال على تصعيد وتائـــر الاستيعاب وفق مبرهنات عقلية وعلمية واضحة، كما إنها في الوقت نفسه تعمل على إنشـاء مؤسسات متخصصة تعمل فيها عقول متخصصة للخروج من المـأزق العلمي – الحضاري -. وتتمظهر معرقلات الاستيعاب في تباطؤ القـوى المحركة للحاق بركب العلم التي تتمثل فيه الكفاءات العاليــة ورؤوس الأموال المساندة والمؤسسات المستقلّة. فالأقطار العربية التي نالت حظا" متواضعا" من النمو العلمي والتقاني بعد الاستقلال شهدت هجـرة مستمرة للكفاءات العربية إلى خارج العالم العربي، ناهيك عن هجرة سكانيّة قدّرت خلال الثلاثين عاما الماضية بما يتـراوح بين 5-10 %مــن سكان العرب إلى أوربـا والأميركيتين وغيرها من بلدان العالم(23).وهي قــوى بشريـة فاعلة ومفكرة كان بالإمكان أن تتحول إلى طاقة خلاّقة، وبالطبع إن تلك الهجرة شملت العقول العربيـة التي يمكن أن تسهم بقـدر واسع على استيعاب التحولات العلمية والتقانية، كما وظفت رؤوس أموال عربية (نفطيّة) خارج العالم العربي بلغـت في بعض التقديرات اكثر من 500 مليار دولار إذ يتوقع الباحثـون زيادة في ترتيـب رؤوس الأموال العربية واستمرار مضطرد لهجرة الكفاءات العلمية العربية خارج العـالم العربي. إنها عملية هدر متواصل للإمكانات العربية على المستوى العلمي والاقتصادي في خـلال النصف الثاني من القرن العشرين أظهـرت إن الإنجاز الممكن لا يتعدى الحــد الأدنى المقبول في تحقيق الأهداف(24). ومـن هنا فان تحديات جديدة تواجـه العقل العـربي في المحافظة على طاقاته الناميـة وبالتالي فان القدرات البشرية والمادية التي تسهم في العمــل على إقامـة مؤسسات علميـة ومنشآت تقانيـة ستجد نفسها تتضاءل وسط أمام التطورات العلمية والتقانية للغرب، ممـا يبقي على الفجوة التقانية حقيقة نهائية قائمة، وبخاصة حينما ترد إحصاءات تؤكد زيادة نسبة البحث والتطوير في عموم العالم المتقدم، فقد أعلن الرئيس كلنتون عن زيادة في هذا المجال بلغـت 6 بالمائة في عام 1999 وهي ستكون اكثر بخمسة عشرة مرة عمّا أنفقه الوطن العربي بأسـره على البحث والتطوير (25). ومن ذلك تكتشف إن القوى الاجتماعية التي تضطلع بالعمـل على استيعاب تحديات الغرب العلمية والتقانية تقع على عاتقها مهام جسام على عتبة القرن الواحد والعشرين.

القــوى المحركة للاستيعاب

إن تفحصا"سريعا"لمختلف الجماعات الفكرية (حركات و أحزاب وشخصيات ) منذ بداية عصر النهضة إلى نهاية القرن العشـرين يضعنا أمام خارطة واسعة وكبيرة لا تحتمل بؤرا" فكرية مركزة على نحـو خاص 00 ومن الغريب إن العديد من تلك الحركات التي عدت الفكر منطلقا"أساسيا"لها انغمسـت بعـد برهة من الزمن في تقديم برامج عمليه لتحقيق أهداف سياسية بعينها، إن حركات – كالناصرية مثلا" – بدأ الفكر معها لاحقا" بعد تسلم السلطة مبـاشرة 0 وهكذا وجدت ثمـة هـوة كبـيره بين المنطلقات والأهداف 00 كما بقـي مشـــروع (( إنقاذ الأمة إنما يكون بالثورة الفكرية )) (26) طروحة أوليــة دون أن تسعى تلك القوى على اختلافهـا إلى وضع برنامج فكـرى يحــدد عمل الثـورة الفكرية وماهيتها؟ ولعل ذلك من أهم معرقلات الاستيعاب.

إن حرية الفكر والتعبير عنه هي قيمة كبرى بمنزلة العقل والعلم، وتمتد جذور تلك المسألة في الموروث، ويمكن اكتشـاف ذلك على نحـو خـاص في أهمية الحريات المدنية في الإسلام (27) لكن القوى المناط بها تنظيم عمليـــة الاستيعاب وجــدت في خيمة الحرية خطرا" مضاعفا" عليها مما جعلها تقتصر على الدور السياسي، وأحـدث جفوة بين الجماعات الفاعلة والمهيأة للاستيعاب والقوى السياسية التي تحاول ( أد لجة ) الفكر العربي على وفق منظوماتها السياسية، حيث وقع هذا الوضع الفكـر في حالة من التعارض مع السلطة في اغلب الأحيان ؛ كما منعت الحواجز المفتعلة والمعـارك السياسية الجانبيـة قيام حوار جاد بين مختلف الأطراف الفكرية(28) وتجد القوى المحركة للاستيعاب نفسها أمام مأزق جديـد وبخاصة بعد انهيار النموذج السوفيتي في حقبة التسعينــات رسميا"، حيث تسهم كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في (خلق) هيكـل إقليمـــي ولثقافة في منطقة الشرق الأوسط ( يتحرك على قاعدة فوق قومية )(29) ومن هنا تكمـن ضرورة قيام القوى الفكرية العربية بعمليـة مراجعـة دائمة وشاملـة لمجمل آلياتهــا وطروحاتها ومناقشتها علــى نحو علمي دائم، فالمشروع الغربي الجديــد يطرح نفسها بديـلا مباشرا"للمشروع النهضوي العربي، واحلال لفكر ( الامركة ) بديلا" عـن الفكر العربي من خلال الهجوم على الظاهر التي تتصف بالخصوصية الفكرية إلى حد ما، ومحاكمتهــا على إنها الممثل الوحيد لعمـوم الفكر العربي (30). ومــن ثم، فأن كتابا" بدءوا بالتنظير لحقبة تاريخيـة لما بعد حرب الخليج الثانية (أم المعارك ) من خلال التشـديد على الدور الأميركي في عالم جديد (31)، دون أن يقدموا بديلا" مقنعـا" على المواجهة الجادة للعـرب بازاء سلسلة التحديات الجديــدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة (1945- 1993 ). ولــذلك فأن الإبعاد النسبي للقوى المحـركة للاستيعاب أو(تسييس) دورها سيعمل على إبقاء حالة الضعف في القدرة على المواجهـة، وسوف يحــول دون قيام نماذج محددة تعمـــل وتتفرغ للفكر والثقافة العربيين، وبالتالي لن يحرز أي تقدم باتجاه الأهداف العلمية والتقانية والثقافيــة.

أن مقترح إنشاء ( مؤسسات مستقلة ) تعنى بشؤون الفكـر والمعرفة العلمية والثقافة حري بان يجعل اللقاء العربي ممكنا"، فقد أثبتت التجربة في العالم العربي عمومـا" فداحة أن يكون الفكر العربي انعكاسا" للسياسات العربية – الدول – بقدر ما أن تكون السياسة نفسها انعكاسا" لنشاطات الفكر وتفاعلاته.

خاتمـــــة

ناقشنا تداعي إمكانات الاستيعاب للفكــر العربي الحديث في القدرات الداخلية المتمثلة في ضرورة إقامة منظومة معرفية لقوى الاستيعاب ســواء في النظر لتحديات الفكر الغربي، أو في محاكمـة موروثنــا الثقافي. وكذلك أهمية اعتماد الرؤية العلمية في التحليل ودراسة النتائج. فإعادة التخطيط للمشروع النهضوي العربي لــن يكون بــدون أطر فكرية واضحة ومتكاملـة. إن القوى الخارجيـــة – الغربية بخاصة – بــدأت تطرح مشروعها البديل مما وضع الفكر العـربي أمام مـأزق جديـد في أهميــة الاستيعـاب العلمي والتقاني والثقافي، وقد لا نبالغ إذا ما حددنا إن المواجهـة بين الفكـر العربي والفكـر الغربي ستكـون مصيرية في العقود الأولى من القرن القادم، لأن الفجوة العلمية والتقانية ستكون ظاهرة تتسـرب إلى مختلف شؤون الحياة لدى الإنسـان العربي البسيـط، ومـا لم ينهـض الفكر العربي بالدور المنــاط به، فأن تســاؤلات حول جدوى طروحاته خلال المائة والخمسين عاما" السابقة ستكون موضع شك ؛ وعندئذ سيكون الغزو الثقافي قد وصل شوطه النهائي. فهل من سبيل للحيلولة دون ذلك؟ لقد لخصنــا ذلك سريعا" في مقطع عرضي تناولنا فيه أثر الفجوة العلمية والتقانية على الاستيعاب ودور القوى المحركة له، وبذلك نكون قد عالجنا إمكانات الاستيعاب في مجاله الخارجي.


المصادر العربية والمعربـــة

1- الجابري، محمد عابد (الدكتور)، إشكاليات الفكر العربي المعاصر ( بيروت : منشورات مركز دراسات الـوحدة العربية / تشرين الثاني / نوفمبر 1994 ).
2- الجابري، محمد عابد ( الدكتور )، التراث والحداثة – دراسة ومناقشات ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط1 – تموز(يوليو)1991.
2- الجابري، محمد عابد (الدكتور)، المسألة الثقافية ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط1-تشرين الثاني/ نوفمبر /1994.
3- الجابري، محمد عابد (الدكتور)، مدخل إلى فلسفة العلوم – العقلانية المعاصـرة وتطــور الفكر العلمي ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط3- كانون الثاني/يناير / 1994. )
4- الكتبي، سليم حسن (الدكتور)، منهج البحث العلمي في الرياضيات ( منهج التفكير ) (جامعة تكريت،1997 ).
5- العظمة، عزيز (الدكتور)، الكتابة التاريخية والمعرفة التاريخية – مقــدمة في أصول صناعة التاريــخ العربي ( بيروت : دار الطليعة –ط1- 1983.
6- أمين، سمير ( الدكتور)، التراكم على الصعيد العالمي – نقد نظرية التخلف، ترجمة : حسن قبيسي ( بيروت : دار ابن خلدون، د ت ).
7- بيريز، شمعون، الشرق الأوسط الجديد، ترجمة محمد حلمي عبد الحافظ ( عمان : المكتبة الاهلية للنشر –ط1- 1414 هجرية/1994 م ).
8- حسيب، خير الدين (الدكتور ) وآخرون، مستقبل الأمة العربية – التحديات..الخيارات /التقرير النهائي لمشروع استشراف مستقبل الوطن العربي ( بيروت: مركز دراســــات الوحـــدة العربية –ط1-تشرين أول/أكتوبر 1988.
9- زحلان، أنطوان (الدكتور) العرب وتحديات العلم والتقانة – تقدم من دون تغيير ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط1 – آذار/مارس 1999.
10- سعيد، إدوارد ( الدكتور )، الاستشراف – نقلة إلى العربية، كمال أبو ديب ( بيروت : مؤسسة الأبحاث العربية –ط1- 1981.
11- شاخت ويوزورث – تصنيف – تراث الإسلام، ترجمة : محمد زهير السمهوري ( الكويت : عالم المعرفة – رمضان 1398 / أغسطس/آب 1979 ).
12- عثمان، عبد الكريم ( الدكتور ) معالم الثقافة الإسلامية ( بيروت : مؤسسة الرسالة –ط6-1981 ).
13- عمارة، محمد ( الدكتور ) العرب والتحدي (الكويت : مطابع اليقظة – د ت ).
14- فرجاني، نادر ( الدكتور ) هدر الإمكانية – بحث في مدى تقدم الشعب العربي نحو غاياته ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط3-أيلول/ سبتمبر 1983 ).
15- مرسي، فؤاد ( الدكتور ) الرأسمالية تجدد نفسها ( الكويت:المجلس الوطني للثقافة - 1410 هجرية-مارس/آذار 1990 م ).
16- نعمان، ناجي، العالم العربي على عتبة القرن الواحد والعشرين ( لبنان: دار لقمان، 1993 ).

المصــادر الأجنبية

Abdulla , Abdul Khaleq , Gulf War : The Socio – Political
back ground – Arab studies quarterly – vo116- Nam.3.
Nagel , Ernest and James Newman , Godel proof ( New York university press , 1964 )

بحـــوث المجــلات

  النفيسي، عبد الله، الفكر الحركي للتيارات الإسلامية ( محاولة تقويمية ) مجلة المستقبل العربي –السنة 17 – ع 186 – آب / 1994.
  حمادي، سعدون ( الدكتور ) مواضيع مقترحة للحوار القومي الإسلامي – مجلة المستقبل العربي – السنة 17 – ع 183 أيار/ مايو / 1994.


الهوامـــش

(1)محمد عابد الجابري، إشكاليات الفكر العربي المعاصر ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط3- تشرين الثاني / نوفمبر 1994 – ص 131 ).
(2) د. فؤاد مرسي، الرأسمالية تجدد نفسها ( الكويت : المجلس الوطني للثقافة – 1440 هجرية – مارس/آذار 1990 ) ص .
(3) ناجي نعمان، العالم العربي على عتبة القرن الواحد والعشرين ( لبنان : دار لقمان للثقافة، 1993 ) ص19.
(4) انعكست تلك الحركة على الناحية التفاعلية للفكر العربي فظهر – على نحو محدود- أعمالا" تناقش الفكر الديني في العالم العربي، لكنها لم تلبث إن اختفت في وقت مبكر – من أمثال ذلك ينظر : د. صادق جلال العظم، نقد الفكر الديني، ( بيروت :؟ ).
(5) انطوان زحلان، العرب وتحديات العلم والتقانة – تقدم من دون تغيير ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط1- آذار/ مارس 1999 ) ص17.
(6) شاخت وبوزورث – تصنيف – تراث الإسلام، ترجمة : محمد زهير السمهوري (الكويت : عالم المعرفة، رمضان 1398 / أغسطس 1979 م)ص73.
(7) د. محمد عابد الجابري، التراث والحداثة – دراسة ومناقشات ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط1- تموز/ يوليو/1991 ) ص10.
(8) المصدر نفسه، ص19.
(9) د. محمد عابد الجابري، المسألة الثقافية ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط1- تشرين الثاني / نوفمبر / 1994 ) ص27.
(10) حدد محمد عابد الجابري ( المنهج البنيوي + المنهج التاريخي + الطرح الأيديولوجي الواعي – كذا - : أساس منهج الرؤية ) للتفصيل ينظر : د. محمد عابد الجابري، التراث والحداثة، مصدر سبق ذكره، ص43.
(11) د. محمد عمارة، العرب والتحدي ( الكويت : مطابع اليقظة، د ت ) ص 19-20.
(12) (الابستمولوجيا العربية ) مقترح أولي وقد أشار له بعض الكتاب والمفكرين العرب هنا وهناك، لكن الشيء الأساسي الذي يهمنا هو كيفية تنظيم المعارف للفكر العربي المعاصر وما القوانين التي تتحكم فيها، ينطبق الشيء نفسه على الموروث العربي أيضا".
(13) د. محمد عابد الجابري، بنية العقل العربي – دراسة تحليلية نقدية لتنظيم المعرفة في الثقافة العربية ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط5- أيار/ مايو 1996 ) ص 564.
(14) حول اللامعرفات رياضيا" ودوره في التفكير ينظر : د. سليم الكتبي، منهج البحث العلمي في الرياضيات ( منهج التفكير ) ( جامعة تكريت، 1977 ) ص 17-20.
(15) لمزيد من التفصيل ينظر : إدوارد سعيد، الاستشراف، نقلة إلى العربية : كمال أبو ديب ( بيروت : مؤسسة الأبحاث العربية – ط1- 1981 ) ص 287.
(16) للتوسع : Ernest Nagel and James Newman , Godel’s Proof ( NewYork University press , 1964 )
(17) حول دور التاريخ في المعرفة ينظر : د. عزيز العظمة، الكتابة التاريخية والمعرفة التاريخية – مقدمة في أصول صناعة التاريخ العربي ( بيروت : دار الطليعة –ط1- 1983 ) ص 102 – 104.
(18) ناجي نعمان، مصدر سبق ذكره، ص 15
(19) د. سمير أمين، التراكم على الصعيد العالمي – نقد نظرية التخلف، ترجمة : حسن قبيسي ( بيروت : دار ابن خلدون، د ت ) ص 406
(20) د. خير الدين حسيب – المشرف ورئيس الفريق، مستقبل الأمة – التحديات.. والخيارات / التقرير النهائي لمشروع استشراف مستقبل الوطن العربي ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية - )
(21) انطوان زحلان، العرب وتحديات العلم والتقانة – تقدم من دون تغيير ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية – ط1-0 آذار /مارس 1999 ) ص 19
(22) للتوسع : د. محمد عابد الجابري، مدخل إلى فلسفة العلوم – العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط3- كانون الثاني / يناير 1994 ) ص 17-18
(23) انطوان زحلان، مصدر سبق ذكره، ص 25
(24) د. نادر فرجاني، هدر الإمكانية – بحث في مدى تقدم الشعب العربي نحو غاياته ( بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية –ط3- أيلول/ سبتمبر /1983 ) ص 105
(25) انطوان زحلان، مصدر سبق ذكره، ص 380
(26) عبد الله النفيسي، الفكر الحركي للتيارات الإسلامية ( محاولة تقويمية ) مجلة المستقبل العربي – السنة السابعة عشرة – ع 186 – آب/ أغسطس / 1994، ص 110
(27) للتوسع ينظر : د. عبد الكريم عثمان، معالم الثقافة الإسلامية ( بيروت : مؤسسة الرسالة – ط6-1981 م ) ص 58 – 60
(28) حول ضرورات القيام بحوارات مثمرة فكريا" على سبيل المثال ينظر : مواضيع مقترحة للحوار القومي – الإسلامي – مجلة المستقبل العربي السنة 17 – العدد 183 أيار /مايو 1994 م – ص 66
(29) لمزيد من التفصيل حول الخطة الصهيونية في ميدان الثقافة : شمعون بيريز، الشرق الأوسط الجديد، ترجمة : محمد حلمي عبد الحافظ ( عمان : الاهلية للنشر –ط1- 1414 هـ/1994م)ص61-63
(30) المصدر نفسه، ص 37
(31) Abdul Khaleq Abdulla , A Gulf war : The socio- political back ground – Arab studies quarterly – vol.16 Num.3.Summer 1994, p1-5


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى