الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم رشا نادر أبو حنيش

" الـعـم يـأس"

في ذاك اليوم، استعدت جيدا وضعت ذاك العطر الزئبقي وذهبت لذاك الموعد المزعوم الذي قد نسجته في خيالها.. اختارت الوقت والمكان..

ولم تكن تتصور أن يختار لها القدر ذاك الشخص الذي ستقابل وأنه سيحل ضيفا دائما عزيزا عليها..

لطالما انتظرت ذاك اليوم أن يأتي.. أن يحنو عليها أحد.. أن يقبل وجنتيها.. أن يضمها.. أن يعانقها كما لو يعانق نجمة في السماء صعب الوصول إليها..

كان طموحها هو البقاء من أجل ذاك اليوم..

نصف النصف مضى.. ونصف العمر مضى.. وما زالت تنتظر..

هي الآن كما كانت قبل الآن.. هادئة حزينة تحدث نفسها بأشياء تعرفها ولا تعرفها.. هي تغني.. صوتها الشعبي الهائج يقتل الأنثى الهادئة.. يجعلها ترقص حنينا وتبكي حنينا آخر..

نصف الحلم قتل.. هي متوحدة مع ذاتها.. وما زالت تنتظر..

تسأل نفسها أي لعنة حلت عليها وجردتها من طفولتها كيف تتحول إلى امرأة تحلق موعدا وتختار له مكانا وتنتظر... !!

وجاء المنتظر.. طبع قبلة البقاء على جبينها..

استراح إلى جانبها.. حاولت أن تبتعد.. أن تتجرد من تلك الشخصية المنتظرة..

كل محاولاتها باءت بالفشل.. حاولت أن تستنجد بأحد.. نظرت حولها لم تجد أحدا.. لم يكن هناك سواه.. كل الوجوه أصبحت هـو..

هي تخاطب ذاتها.. أيها المقيم الدائم.. متى سترحل..؟ هل سأهجر أقلامي وأبقى معك.. هل كتب علي أن أبقى بجوارك..؟! أي موت هو..؟!

حاول أن يكون ضيفا خفيف الظل.. وأن تعتاد عليه.. لكنه فشل.. تراءى الوهم.. وخرجت الشمس..

كان قد حل وجوده في مكان لا يرغب فيه.. وفي ضيافة شخص لم يستقبله كما يجب..

هدأت أنفاسها.. فركت عيناها.. وما زالت تفكر بالحلم..

وقف أمامها.. حملق فيها طويلا.. حاول جذبها حتى هذه اللحظة..

انحنى لكبريائها.. طبع قبل الوداع على جبينها وابتسم..
حل ضيفا دون موعد ورحل..

وحلت هي فتاة اليأس دون منازع...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى