الأحد ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
قصة مزعجة
بقلم مهند عدنان صلاحات

مدفع الإفطار

ضُرِب مدفعُ الإِفطارِ..

النَّاس يتراكضونَ، يَهرعونَ إلى بيوتهم

ثمَّة قِطَّة تَتسكَّعُ وَحِيدَةً في الشَّارعِ الخالي، أرهبها فجأَةً سعالُ عاملِ النَّظافَةِ المُتأخِّرِ عن موعد الإفطار..

مرَّ وَسلَّمَ على شلَّةِ شُبَّانٍ وَغابَ لِينطلقوا هُم في مُهمتهم اليومِيَّةِ الَّتي اعتادوا على القيامِ بِهَا مع موعد الإفطارِ تمامًا.. يخربِشونَ فوقَ الجدرانِ بعضَ شعارات..

وصديق لي يقف عند شباك الجيران مستغلا فرصة انشغال أم احمد بالإعداد للإفطار، فأم أحمَد مشغولَةٌ في مطبخها بوضع اللمسات الأخيرَةِ على الطَّعام، وصاحبي يَستَغِلُّ هذا الانشغال ليَعِش وابنَتَهَا لحظَاتٍ مِنَ الحُبِّ، وكلاهما صار أخبَرُ مع كثرةِ التَّجارُبِ من الآخَرِ باستغلالِ انشغالاتِ الآخرين!!!

شُبَّاكِي يطلعُنِي على مشهدين..
هذا
وآخر حيث ضرَبَ مدفَعٌ آخر مُخَيَّمًا لا يبعد عن حارتي سوى هنيهاتٍ من الاستذكارِ المواتي، وتعالت صرخات الفزع والنجدة لنقل الجرحى من كل مكان..
لا أحد يتراكض أو يهرع لفعلِ أَيِّ شَيءٍ
لم أرَ أياً من الرجال يتراكضون كما لحظة انطلاق مدفع الإفطار
فقط هِيَ القِطَّةُ ذاتها، وقفت هناكَ وماءَت.

ضجيج مجنون هزّ بيت الجيران ... ركام ينهار من الأسقف المجاورة جداً .

والصمت إفطار الجيران في الجهة الأخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى