الخميس ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 33
بقجة مطرزة زرقاءوضعتها جدتي على كتفيكانت ثقيلة والحياة متعبةقالت: لا تترك يد جدك فتضيعمع أول عنقود عنب وسط الكرومصرختُ: جديلماذا لم تعصر الشمس برتقالها بدل كل ذلك النهارعطشعطشلم تشاركني الفرحتلك العصافير الأنانية على شجرة حبلى بالثماركأي عجوز قديمأقرفص تحت ظل حائط قصيرأرسم وحدة طويلة وأراقبالقمر يسبح في أنهار الآخرينفي الأيام التي لم نعد نشتم رائحتهافي الأيام المحروقةقال لي مرة طفل الخطاياالبيوت تبدو من سحناتهاوبيوت القرية متشابهة الجداروقبل يومين محروقينزارني ممثل لا صورة له في صفحة التسالي والمنوعاتقال: من يقلّب القنوات كثيراً لا يشاهد سوى الإعلاناتخرجت من البيت ونسيت كالعادة أن أغلق إسطوانة الغازوأنتِ من هناك تنتظرين بقجتي الزرقاءلا تخرجي من النهر بفستان أبيض في النهارانتظرينيإذا غابت عنك الغيوم لن تفيدك الأزهار**أنا اليوم حزينكبائع خضار كسدت بضاعتهجلس أمام عتبة الدكانيلعب النرد مع عجوزيحكي له عن مواسم العنب وعصير الرمانحزين كطفل لم يكتفِ بألعاب الحديقةحين جاء المساء جرّوه من يدهونظره معلق على أرجوحة مع الريح تُدارحزين كطالب رفع يده في الصفكي يحلَّ مسائل الحسابلم ينتبه إليه المعلمأغلق دفتره وسمّر عينيه بالبابحزين كجندي أطلق قذيفةقالوا عنه شجاعأخطأ الهدف وأصاب مدرسة أطفالحزين كطفلة قروية نشف الطين من يديهابحثت عن الماء في صنابير الجيرانلم تجد سوى الترابأنا اليوم حزين جداًكسجين محكوم بالمؤبديصنع الدمى وهدايا الخرزويعرف أنه ليس له أحدأنا حزين أيتها الحزينة كصندوق جدتي القديملا تسأليني عن حزنيأعطني دفتراً جديداً لم تكتبي عليهدون أن تهمسي في أذنياِكتب عني