الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩
بقلم إبراهيم مشارة

خمس قصص قصيرة جدا

جريمة سياسية: 1/

كانت تتأبط ذراعه وهما يدخلان إلى حديقة الحيوان في يوم مشمس حين اقتطع تذكرة الدخول أحس ببعض الراحة، مشيا طويلا غير آبهين بشيء كان الممر آهلا بالزوار وفي الزاوية لمح سيارة الشرطة اضطرب قلبه تساءل هل يمكن أن يخرج خالي الوفاض؟ أصر على موقفه، حين اختفيا في وسط الأشجار بادرها فجأة لمح بوليس الآداب قبالته:

مكانك، إخلال بالآداب، جنحة
لمح له أن يدفع مقابل إخلاء سبيلهما
لكنه صاح:

كل الناس تفعل هذا لماذا لا تذهبون إلى الفنادق الفخمة والشقق الجاهزة والفيلات الكبيرة؟
لكن الشرطي ردد في صوت زاجر: قذف، جريمة سياسية
ساومه على الدفع ضعف المبلغ الأول لإخلاء سبيلهما
لما تعذر الدفع ساقهما الشرطي إلى السيارة لكن الشاب ترجاه:
خذونا بالجريمة الأولى فقط.

طابع البريد:

استقر خارج البلد كاتبا منشقا تعددت رواياته وترجمت إلى لغات شتى نبه ذكره نال جائزة كبرى وصار كاتبا عالميا ذات يوم استيقظ على صوت الجرس كان ساعي البريد كالعادة يحمل إليه بريده استلم الرسالة الأولى وكانت من معحب بأدبه صعق فقد كان على الظرف طابع بريد يحمل صورته ممسكا بالقلم استمر يكتب وسط إعجاب عالمي

الغريب أن كتبه ممنوعة كما أنه ظل ممنوعا من دخول بلده إلى أن مات فسمح له بالعودة في أجواء رسمية مهيبة.

موت من الدرجة الأولى:

يقوم الولد من فراشه كل صباح ويتوجه إلى مدرسته يمر بمدرسة خاصة أولا على اليمين ثم بمستشفى خاص ثانيا على اليسار ثم بجامع فخم في ناصية الشارع مدرسته العمومية وراء المقبرة حيث المستشفى العمومي الذي لفظ فيه والده أنفاسه العام الماضي حين دهسته سيارة سوداء فخمة لحسن حظه لم يمت على سرير والده بل في مستشفى خاص ظلت أمه لسنوات تتحدث عن جنازة ولدها المهيبة تلك التي حضرها كل المسؤولين وكان ذلك عزاؤها الوحيد في رحيل فلذة كبدها.

عالم جديد:

تمدد إلى جانب زوجته على السرير أدار لها ظهره بقي على ذلك مدة طويلة، تظاهر بالشخير ،تظاهرت بالنوم ، خرج من الغرفة متلصصا انزوى في غرفة أخرى أخرج هاتفه وشرع في حديثه مع عشيقته الافتراضية. حين تأكدت من خروجه أخرجت الهاتف من صدرها فتحت حسابها واستسلمت لصديقها الافتراضي.

أنشأت الحكومات مستشفيات أمومة افتراضية، وسلمت بطاقات هوية افتراضية، وتضاعف عدد سكان العالم إلى أكثر من عشر مليارات نسمة بين حقيقية وافتراضية !

حميمية افتراضية، حلم افتراضي ، كذبة افتراضية ، هوية افتراضية صديق افتراضي، جائزة افتراضية...........

ميلاد إنسان

نظرت في المرآة أرعبتها التجاعيد ، شعيرات بيضاء بدت في البروز أحست بالأسى منذ شهرين انقطعت عادتها أدركها سن اليأس سقطت دمعة حارة على خدها قالت في نفسها ربما الآن صرت إنسانا كامل الإنسانية خرجت عن غير قصد تهيم على وجهها لا تدري أتحزن أم تفرح


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى