الخميس ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٠
الشاعر محمود حامد لـ ديوان العرب:
بقلم مريم علي جبة

سوريا هي الأم الكبرى لفلسطين

«المقاومة في فلسطين تشعرنا أننا سنبقى أحراراً وبأن فلسطين ستبقى لنا»
«سورية هي الأم الكبرى لفلسطين»

 في البداية من هو الشاعر محمود حامد الَّذي جاء من فلسطين ممتطياً جواد الشعر..؟

غادرتُ فلسطين وعمري خمس سنوات، وبقي هذا معلقاً في الذاكرة، حيث أن الطفل في هذه المرحلة يستوعب الأشياء بطريقة رائعة جداً.. كيف هاجرنا من فلسطين إلى سورية، وكيف مشينا على الأقدام مشياً، كان يشعرنا هذا المشي بأننا ننتقل من عالم معلوم إلى عالم مجهول، ولكننا كنا ندرك تماماً بأن سورية هي الحضن الأساسي للجوء الفلسطيني لأن سورية هي الأم الكبرى لفلسطين.. حيث فلسطين هي الجزء الجنوبي لسورية، ولذلك، كان مايمر بنا من أمل يشعرنا بأننا ننتقل إلى بلد ستحمينا وسترد لنا حقنا..لأن الكفاح الفلسطيني كان يرفده الكفاح السوري، قبل أي منظومة عربية أخرى، وسورية تبنت القضية الفلسطينية ومازالت، لذلك إذا كانت سورية الآن تعيش مرحلة حرب عالمية ضدها، فلأنها تعتبر القضية الفلسطينية قضية داخلية، عندما وصلنا إلى سورية، استقبلتنا كأهلها وكأبنائها، وفتحت لنا بيوتها وصدورها وبقيت على ذلك، تجمعنا، على خندق التحرير وخندق المقاومة، وخندق التعليم، ففتحت المدارس السورية والبيوت السورية والأرض السورية لأهل فلسطين وكأننا جزء من هذه الأرض وهذه المنظومة السورية، ومازلنا نعيش خلال سبعين عاماً على فكرة أن سورية هي المقاوم الوحيد للقضية الفلسطينية والحاضن الأكبر لها. لذلك حوربت وستحارب إلى ما لا نهاية حتى تتخلى عن قضية فلسطين وهذا لن يحدث مطلقاً، ,مازلنا نعيش على الدم السوري الَّذي يبني خندقه الأول باتجاه تحرير سورية، من العناصر الخارجية الَّتي تبغي خرابها ودمارها وإنهاء القضية الفلسطينية على أرضها، وكذلك موضوع المقاومة الفلسطينية، وإنهاء قصة سورية مع فلسطين تحريراً ومقاومةً..

 هل الشعر هو الَّذي اختارك أم أنت الَّذي اخترت الشعر...؟

فلسطين هي الَّتي اختارت الشعر، الشعراء الفلسطينيون من فلسطين هي الَّتي غذتهم بدمها وكيانها وأخرجوا من رحمها ليكونوا شعراء، إن فلسطين أنتجت نوعاً من الشعراء هم الذين أسسوا للقصيدة المقاومة الحديثة. بل أسسوا أيضاً للقضية الإنسانية بدليل أن أصوات عالمية في إسبانيا والتشيلي وأوراغواي هم اتخذوا من الشعر الفلسطيني قدوة وترجموه إلى لغاتهم، وصار الشعر الفلسطيني شعراً عالمياً بسبب ما زرعته القضية الفلسطينية في الضمير العالمي على مستوى الشعوب وعلى مستوى الأفكار وعلى مستوى الشعراء العالميين. ففلسطين، تركت بصمتها في منظومة الشعر الحديث بشكلٍ يثبت أن صوت الشاعر الفلسطيني استطاع أن يكون شعراً ليس وطنياً ولا مقاوماً بل إنسانياً، كما عاش تلك المقاومة الشعرية بابلو نيرودا في تشيلي، ولوركا في إسبانيا.. نعم هذان الشاعران تأثروا بالشعر العربي الفلسطيني والقومي العربي واستطاعوا أن يؤرخوا أيضاً لقصيدة فلسطينة على مستوى العالم.

 لقد عبر الشاعر عن اشتعال عواطف الشعر في داخله بقوله: (إنني أكتب القصيدة من روحي.. بعد نزف داخلي ومعاناة فتأتي ملامسة لأرواح الآخرين).. كيف تصف تجربتك الشعرية انطلاقاً من هذه الحالة الَّتي قد يمر بها أي شاعر ويدخل غمارها...

أعود إلى فلسطين، حيث أسست القضية الفلسطينية البنية الشعرية ليس فقط على مستوى فلسطيني بل على المستوى العربي والإنساني، كان لابدَّ من تغذية التجربة أن أقرأ كثيراً وخاصة الحركات الثورية في العالم، وللشعر بجميع أصنافه العربي والإنساني، إذاً؛ كان هناك الهواية الدامية، الَّتي أسستني لأكون شاعراً، وكذلك الثقافة الَّتي تغذي خزان الشاعر وهذا المخزون فيما بعد يصير الرافد الأساسي للشاعر حيث يفجر ثورته الشعرية من خلال خزان الذاكرة الَّذي امتلأ بهذه التجربة واستطاع أن يثبت وجوده أمام الأصوات الأخرى على تغذية الساحة الشعرية بهذا الشعر الَّذي قذفته الذاكرة للأجيال وللأيام وللإنسان.

 كتب الشاعر محمود حامد في مجال (الشعر، والعديد من المقالات النقدية) هل قام بجمعها في كتاب؟...

نعم ؛ عملت خلال العشرين سنة الماضية على جمع الشعر الفلسطيني وشتاته، والشعراء الفلسطينيين في ثلاث مجلدات شعرية، اسمها (الشعراء الفلسطينيون، ذاكرة الشعر ذاكرة الوطن) ، وقد طلبت هذا الموضوع مؤسسة الجهاد الإسلامي وقد طبعته إلكترونياً، والآن تقوم إحدى الجهات الفلسطينية، بالتوافق مع الشاعر لإصدار هذه المجلدات الثلاثة، وهي أكثر من ألفي صفحة ، لسبعين شاعر فلسطينين كما قمت بعمل شعري يتحدث عن شعراء عرب في نفس الموضوع، وخاصة في العراق وسورية، وهذه الأعمال خلال العشرين سنة الماضية هي الَّتي أسست لقيام هذا العمل الشعري ليس فقط التعريف بالشعراء الفلسطينين كما فعل الآخرون بل خصصت لكل شاعر دراسة منهجية شاملة، من عشر إلى خمس عشر صفحة وأعطيت لكل شاعر حقه، يعني لم أقم بوضع صفحات للشعراء الكبار فقط، بل أسست لكل شاعر عربي فلسطيني نفس القيمة الَّتي أعطيت للشعراء الكبار، فاعتبرت أي شاعر فلسطيني هو شاعر رائع مقاوم يستحق أن نكتب عنه على أنه شاعر كبير لماذا؟ لأنه استشهد في سبيل هذه القضية شعراً كما يستشهد المقاوم في خندقه، وكثيرٌ منهم توفي نتيجة ثورته الشعرية، وأمراض شعرية أودت به إلى القبر، في حين أن شعره بقي مخلداً أبد الدهر..

 هل تذكر لحظات الخروج من فلسطين، حبذا لو تحكيها لنا بالتفصيل؟

ذاكرة الطفل تبدأ باستيعاب الأشياء كافة من ابتداءً من السنة الخامسة تماماً، ومابعدها، فالخروج الفلسطيني، خروج النكبة، عشته لحظة بلحظة وسأظل أذكره إلى الأبد، لأنه هو الَّذي منحني فيما بعد، هذه الطاقة الشعرية الهائلة، كنت أحس وأمي تحضنني كيف كانت القذائف الصهيونية تتساقط على البيوت، وكيف كان الشهداء يأتون الواحد تلو الآخر، لكي يدفنونهم في مقابر الشهداء، كنت أركض مع الأطفال الأكبر مني سناً، وأنا شبه حافٍ وأرتدي القليل من الثياب، لكي ألحق بجنائز الشهداء، وأرى كيف كانت الدموع تتساقط من عيون الأمهات، وحتى من شاهدات القبور، كيف كانت تضم الشاهدات الفلسطينية أسماء الشهداء حتى من عائلتنا، الَّتي استشهد منها الكثير، أحد الشهداء وقد أخرج من بيتنا عشت معه لحظة بلحظة لن أ نساها في عمره، وكان اسمه إبراهيم حامد، هذا الحدث، بدا لي مرعباً ورهيباً،كنت في الليل ألجأ إلى صدر أمي وأنا خائف، وأتساءل، متى يا أمي سيقتلنا اليهود، قالت أمي: يا محمود .. لن يقتلوننا لأن جيش الإنقاذ سيحمينا وسيرد لنا الديار وسينهي الوجود اليهودي في فلسطين، كان خالي أحد الثوار الفلسطينيين،الذين دربوا في قطنا السورية البطلة، وكان من جملة الضباط السوريين الذين عشت على حضن أحد منهم، وهو إحسان كم ألماظ هذا الضابط السوري الرائع هو الَّذي تبنى تدريب المقاومين الفلسطينيين في قطنا، كتيبة إثر أخرى حتى استكمل العدد، إلى عدة كتائب فلسطينية، معها أيضاً مجموعة من المقاومين السوريين،وهذا لن أنساه في عمري، أن المقاومين الفلسطينيين، كانوا يقولون: سورية وحدها هي الَّتي تقف معنا في هذه المعركة، لذلك كان هذا العمل دائماً المقاوم في فلسطين يشعرنا بأننا سنبقى أحراراً, وستبقى هذه الأرض لنا.. ولكن مجموعات مستعربة أخرى، كانت تحثنا على الهجرة من فلسطين، وهي الَّتي خانت فلسطين أكثر مما خانها الصهاينة، كانوا هؤلاء يتعاملون بإمرة الصهاينة، ويدفعوننا بقوة للخروج من فلسطين، وجمع السلاح الفلسطيني من أيدي المقاومين الفلسطينيين، ويقولون لنا نحن سنحارب عنكم، اخرجوا من دياركم، ونحن كفيلون بإرجاعكم بعد أيام،وعندما بدأنا النزوح من فلسطين مشياً على الأقدام، بقينا ثلاثة أيام في ذلك النفي والتشريد، نمشي على أقدامنا، كان الكبار يحملون بعض الصغار على أكتافهم، في حال لم يعد لهم قدرة على المشي ولا خطوة واحدة، وفي الطريق إلى سورية، كان هناك أخوة سوريون يجمعون لنا الحمير والبغال، من أجل الأطفال، والنساء والعجزة، لنقلهم على هذه الدواب، لن ننسى هذا العمل إطلاقاً، لقد استقبلتنا سورية بكل إمكاناتها، رغم أنها خارجة من الاستقلال حديثاً، ومع ذلك، فقد وضعت كل إمكانياتها في سبيل مساعدة القضية الفلسطينية، بينما بعض الأعراب الخونة، هم الذين أخرجونا بقوة من فلسطين قبل أن يخرجنا الصهاينة منها..

 كيف تقيم الواقع الشعري والثقافي في سورية اليوم؟

إلى فترة محددة، وهي فترة الستينات، كان تعاقب الأجيال الشعرية تعاقباً رائعاً، وكان الوضع الشعري لا يزال بخير، ومايزال يقدم ذلك الدفق الرائع شعراً وطنياً أو إنسانياً، لذلك بقيت الساحة الشعرية في الستينيات تتحكم بالمراحل اللاحقة، بشكل أنها أصبحت القيد الَّذي يقيد الحركة الشعرية المعاصرة بما تركته من ذخيرة في العقول والأفكار للأجيال اللاحقة، وأما ما بعد الستينيات فقد تناثر الصوت الشعري، وضعف ليس بشكل كامل، ولكن الأجيال اللاحقة لم تستطع أن تبني صرحاً شعرياً كما في فترة الستينات، والإعلام، لم يتبنَ بعض الأصوات الشعرية المعاصرة، لكنه انحرف انحرافاً كلياً عن الشعر السياسي والقومي، وعاش مع الأسماء الَّتي ليس لها علاقة بالشعر ولم تقرأ وإنما أصبحت تستنسخ بعضها البعض بكتابات شعرية عابرة، لا يمكن أن تؤسس لحركة شعرية معاصرة، هذه الأصوات ستبقى مجهولة وغائبة عن الساحة لأنها أجيال لا تقرأ التاريخ الشعري القديم والحديث، وإنما تبني أصواتها على بعضها البعض، الشاعر الحديث استنساخ رهيب لكلام عابر، ليس وراءه ثقافة، وبعض الهواية فقط، لذلك بعد فترة الستينيات لا نستطيع أن نؤرخ لحركة شعرية حديثة الآن، وخاصة أن الكثير من الذين يكتبون عبارات فضفاضة وكلاماً عابراً لا يمت للحركة الشعرية لا من قريب ولا من بعيد، عبارة عن نثر لا أوله ولا آخره، ولا قيم مطلقة للكلام العابر، لأن تلك الأصوات متناثرة، ومبحوحة شعرياً، وهذه الأصوات عبارة عن أصوات عابرة إلى زمن يعلم الله به متى ستأتي أصوات أخرى تقذف لفترة الستينيات وتؤرخ لمرحلة راهنة رائعة.. الصوت الحديث ليس صوتاً مثقفاً بشكل جيد، وهواية ضعيفة، ولو قرأنا آلاف المطبوعات الأخرى الَّتي تبنتها إحدى المؤسسات الثقافية، أو دور النشر الخاصة، أنتجت نوعاً من الكلام، قذف بالساحة الشعرية المعاصرة إلى الهاوية، وها نحن ننتظر قيمة شعرية رائعة هي موجودة، ولكن غائبة الآن، وأما الزمن فسيعيد ترتيب الأصوات الرائعة وإعادتها إلى الحياة عندما يكون لدينا إعلاماً رائعاً وهيكلية شعرية رائعة..

 كيف أثرت سنوات الحرب الظالمة على سورية على القصيدة لديك؟

وأما هذه الحرب الظالمة، فإنها تركت أسوأ الانطباعات في نفسي، بشكل أنني بعد هذه السنوات (للحرب) حيث بدأت أقيم وضعي الشعري مع الحرب، أنا طبعاً يبقى هاجس الحرب في ضميري ووجداني، فترة من الزمن، لا أستطيع خلالها الكتابة، لماذا؟!.. لأني أريد أن أؤرخ لقصيدة تناسب الحرب، وتأتي بشيء جديد يبقى للعالم،ولا أريد أن أعطي صوتي مع الحرب مباشرة، لأنه سيكون صوتاً ضعيفاً، كصوت القذيفة العابرة، ولكن تترك أثرها بقوة في المشهد الشعري الحالي، أنا أحفر قصيدتي في وجداني، حتى يأتي زمنها، فتنفجر في داخلي ، والآن أؤسس لقصيدة الحرب كما أريد أنا وكما تريد القصيدة شيئاً يكون إنسانياً ووطنياً ومشتركاً إلى أبد الآبدين..

 هل ترى تشابه (معاناةً وألماً) بين ما حل في سورية، وما حلَّ في فلسطين؟...
هو شيء واحد ومستمر، لكن الآمل في نفوسنا ووجداننا يبقى هو الأقوى، بأن سورية هي المنتصرة في المستقبل، وفيما يخصها، ويخص قضيتها الفلسطينية، أو جرحها الفلسطيني الكبير..

 ما هي أهم المؤلفات الَّتي تلامس روح الشاعر؟

مسافة وردة تكفي..

هو العلاقة بيننا وبين الآخر، نحن لسنا طلاب حرب، بل الوردة هي الَّتي تقودنا للآخر، ولكن إذا حكمت علينا الظروف، وهي حكمت، فسنظل بيد الورد وغصن زيتون وبيد البندقية..

 هل أثرت العولمة والعالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي سلباً أم إيجاباً على الشعر، وهل ما زال الشعر إلى اليوم ديوان العرب؟...

نعم، إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت خراباً ومدمرةً وخاصة للساحة الشعرية المعاصرة، لأن الأسماء العابرة مع الأسماء الجيدة، اختلط الحابل بالنابل، وأصبحت مئات الأصوات العابرة تجد من يصفق لها بالآلاف، بينما الشعراء الحقيقيون، لا يجدون إلاَّ أصواتاً قليلة، لذلك استهلكت الساحة الشعرية واستهلكت الأصوات بطريقة سيئة جداً، فالأصوات الناشزة هي الأصوات الَّتي أثبتت خراب هذه الساحة على وضعية التواصل الاجتماعي، وأنهكت الأصوات الأخرى لأنها هي الَّتي استلمت المسؤولية في قيادة دفة هذه السفينة الخربة، والغارقة أساساً، للوصول بها إلى اللامعقول.

وحتى هذه المرحلة لم يعد الشعر ديوان العرب؟ لماذا؟؟؟ لأن الانتقال من عمود الشعر العربي وشعر التفعيلة، إلى صوت نثري القليل منه جيد، والكثير منه رديء وغث، وهذا الكثير الغث والمخرب، هو الَّذي يسيطر على الساحة الشعرية الآن ويجد له مطبلين ومزمرين.. أيأن الهوامش، هي الَّتي تقود الساحة الشعرية الآن على مستوى الوطن العربي كله.. طبعاً لا شك بأن الأصوات الجيدة موجودة، ولكنها شبه غائبة أمام هذا البحر المتلاطم من القول اللا معقول..

 في ظل هذه الأوضاع المؤلمة الَّتي تمر بها سورية، هل على المؤسسات الثقافية السورية خصوصاً والعربية عموماً إعادة النظر في أدائها لتحقيق المزيد من التلاحم مع الإنسان الَّذي هو غاية الثقافة بالدرجة الأولى؟..

بل هو أمر مفروض جداً، على المؤسسات الثقافية، أن تعيد هيكلتها، بما يتناسب وإعادة مسيرة الساحة الثقافية، إلى وضعها الجيد، والرائع، لأنها هي أيضاً تبنت إصدارات لا تمت إلى الحركة الأدبية والشعرية بصلة، وهو شيء مخيف ومريب، لماذا انقادت سفينة الثقافة والمؤسسات الثقافية وراء تلك الهوامش ليس من وراء ذلك غياب الشاعر الحقيقي، بل المحسوبية فيما ينشر.. وغياب المؤسسات الثقافية عن ساحتها الحقيقية، أدى إلى انحدار الشعر والحركة الشعرية مع هذه المنظومة الهامشية الَّتي قادت سفينة الثقافة للخراب.
 جميع الجوائز والمشاركات والمسابقات والمنتديات الَّتي شارك بها الأستاذ محمود حامد، ماذا أضافت لتجربتك الشعرية؟...

لم تضف لي شيئاً إطلاقاً.. بل هي عبارة عن محسوبيات وواسطات وتمسيح جوخ.. أبرزت بعض الأسماء ليس لها علاقة بالشعر ولا بكينونته الراهنة ولا بثقافة القصيدة إلا القلة النادرة...
 ماهو تأثير الديوان الأول في حياة محمود حامد؟

كان هو الخطوة الأولى (موت على ضفاف المطر) باتجاه فلسطين.. كان الطلقة الأولى أيضاً في سبيل العودة إلى فلسطين، ومازلت أعود لهذا الديوان لأنني أستنبط منه أشياء للراهن وللمستقبل، وبقي هو ذاكرتي،وهو صوتي وهو نبضي..

 كيف تقيم الأنشطة الثقافية الَّتي يقيمها اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق، وهل استطاعت أن تحقق الأهداف المرجوة منها؟...

أعدُّ فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، هو المنبر الثقافي الأول، والرائع، الَّذي يعيش مع الأصوات الجيدة والرائعة، لمسيرة الثقافة في سورية، بل أستطيع أن أقول بأنه الصرح الوحيد مع بعض المراكز الثقافية الأخرى تسعى للسير بالحركة الثقافية إلى الأمام وتقديم الأصوات الموهبة الَّتي تستحق أن تبرز على الساحة الثقافية، وأن تكون هي المُؤسسة للحركة الأدبية المعاصرة، كما يجب أن تكون..

 الشاعر محمود حامد، شاعر مبدع، وملاذ كل كاتب مبتدئ، يلجأ إليه لمساعدته في صقل نصوصه؟.. كيف تقيم تجربتك مع الشعراء الشباب، وهل هناك قامات شابة يجدر الاهتمام بها ورعايتها؟...

عندما كنت أتعاون مع شاعر أو شاعرة، للوصول بهم إلى الهدف الَّذي ينطلقون منهم لبناء شعريتهم كنت أقول للواحد أو الواحدة، أنا واحد منكم، الشاعر الكبير هو الشاعر الَّذي ينتج نزيفه الشعري، مع بعض الملاحظات الَّتي كنت أبديها لهم، ومع قراءتي لبعض الكتب معهم، وإعادة جدولة هيكلية شعرهم، كنت أمشي معهم خطوة بخطوة وقصيدة بقصيدة وجملة بجملة، حتى أحس أنهم استطاعوا أن يمشوا على الطريق الَّتي أريدأن يمشوا بها معي، لذلك اعتبرت دائماً نفسي واحداً منهم وهم يقطعون خطوة خطوة إلى الأمام ليصبحوا شعراء حقيقيين، وهذا يشكل جهداً خارقاً بيني وبين هؤلاء الشعراء والشاعرات للقفز بهم عتبة إلى الأمام خلال كذا وقت وكذا عام وكذا شعر.. لكن استطعنا أن ننتج أصواتاً رائعة وجيدة هي تؤرخ للقصيدة الراهنة على مستوى الوطن العربي والعالم..

 هل استطاعت القصة والرواية الفلسطينية تأريخ الواقع المؤلم الَّذي عاناه الشعب الفلسطيني ومن هم أبرز الكتاب الفلسطينيين في رأيك الذين كانت كتبهم مرآة صادقة لما حلَّ في فلسطين؟...

لاشك بأن الرواية الفلسطينية والقصة الفلسطينية استطاعت أن تكون مع القصيدة الخندق المقاوم كما الطلقة تماماً، بل استطاعت الروايات أن تكون أوسع تأريخاً وتوثيقاً من غير الأدبيات الأخرى، لأنها كانت تحكي بتفاصيل عن كل شيء صغير وكبير مر على فلسطين من خلال نكبتها وما بعد نكبتها.. إلى مرحلة المقاومة والتي ستظل تتحرك باتجاه خندقها المقاوم حتى التحرير.. وأبرزهم: (سمير عزام، جبرا إبراهيم جبرا، غسان كنفاني، عدنان كنفاني، سمر خليفة، هدى حنا، (أيقونة فلسطين) توفيت عن 96 عاماً، وهي تكتب بنبضها ونزفها، لذلك اعتبرنا كعرب فلسطينيين، أيقونة فلسطين..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى