الأحد ٢ أيار (مايو) ٢٠٢١
بقلم عمرو صابح

ثورة يوليو والفنان إسماعيل ياسين


 الفنان الكبير إسماعيل ياسين كانت له شعبية كبيرة قبل ثورة 23 يوليو 1952، وبعد الثورة وخلال تفكير قادة الثورة فى زيادة شعبية الجيش تم اختيار إسماعيل ياسين للقيام بسلسلة أفلام عن أسلحة الجيش حملت اسم الفنان الكبير، وبعد النجاح الجماهيري الكبير لتلك الأفلام، قدم إسماعيل ياسين مجموعة أفلام عن البوليس أيضاً حققت نفس النجاح.

 إسماعيل ياسين كان ضيفاً دائماً فى حفلات أعياد الثورة.

 فى عام 1954 لعب إسماعيل ياسين بطولة فيلم "الأنسة حنفي" عن قصة شاب يتحول لفتاة وقد نجح الفيلم جماهيرياً، وفى عام 1960 عندما بدأ التفكير فى إنتاج فيلم "سكر هانم" كان إسماعيل ياسين هو المرشح لبطولة الفيلم فى الدور الذي لعبه الفنان عبد المنعم إبراهيم، ووافق على الدور فعلاً ولكن عندما وصل النبأ للرئيس جمال عبد الناصر طلب من المسئولين عن مكتبه الاتصال بالفنان إسماعيل ياسين، ونقل رسالة الرئيس له أنه لا يحبذ قيامه بدور نسائي مرة أخرى خاصة بعد بطولته لسلسلة الأفلام عن الجيش، تقبل إسماعيل ياسين وجهة نظر الرئيس عبد الناصر، ورفض الدور وكان هو الذي رشح الفنان عبد المنعم إبراهيم للقيام بدور سكر هانم.

 بأفول عقد الخمسينيات من القرن الماضي وبزوع عقد الستينيات بدأ عصر المضحكين الجدد فى مصر ( فؤاد المهندس - عبد المنعم مدبولي - محمد عوض - عبد المنعم إبراهيم -أمين الهنيدي - ثلاثي أضواء المسرح )، وترافق ذلك مع أفول نجم إسماعيل ياسين فبعدما كان يشارك فى بطولة عشرات الأفلام سنوياً فى الأربعينيات والخمسينيات لم يعد عليه طلب فى السينما، وإن كانت فرقته المسرحية مازالت تعمل وتقدم عروضها فى مسرح التليفزيون.

 لم يكن الفنان إسماعيل ياسين مواظباً على دفع الضرائب، ولما كان شديد الإسراف فى حياته، فلم تتوفر معه الأموال اللازمة لسداد الضرائب المستحقة والمتراكمة عليه لسنوات عندما طالبته بها مصلحة الضرائب.

 فى عام 1970 حجزت مصلحة الضرائب على الفيللا التي يسكنها الفنان إسماعيل ياسين في حيّ الزمالك، ومطعم «الفول والطعمية» الذي يمتلكه بوسط مدينة القاهرة وسيارته الخاصة حتى يسدد الضرائب المتراكمة عليه، قام ابنه ياسين بإبلاغ صديقه خالد جمال عبد الناصر بما حدث لكي يخبر الرئيس عبد الناصر، عندما علم الرئيس سمح لإسماعيل ياسين وأسرته بالسفر للعمل فى لبنان من أجل أن يتمكن إسماعيل ياسين من تسديد الضرائب المستحقة عليه، وبينما إسماعيل ياسين يستعد للسفر توفى الرئيس جمال عبد الناصر وشارك إسماعيل ياسين فى جنازته كما قام برثاءه، ثم سافر إسماعيل ياسين إلى لبنان، وهناك شارك فى العديد من الإعلانات والأفلام السينمائية كما قدم المونولوجات فى المسرح والنوادي الليلية، وجنى الأموال مجدداً.

 فى عهد الرئيس أنور السادات قام الكاتب الصحفي موسى صبري والذي كان مقرباً من السادات، كما كان صديقاً للفنان إسماعيل ياسين بإخبار الرئيس بمشكلة إسماعيل ياسين مع مصلحة الضرائب، أمر السادات برفع الحجز عن ممتلكات إسماعيل ياسين، كما أمر موسى صبري أن يرسل لإسماعيل ياسين فى لبنان يخبره بأمر الرئيس له بالعودة لمصر.

 فى شهر فبراير عام 1972 عاد إسماعيل ياسين لمصر، وأخبره موسى صبري أن الرئيس السادات قرر تكريمه فى عيد العلم القادم عن مجمل أعماله.

 فى 24 مايو 1972 داهمت الفنان إسماعيل ياسين أزمة قلبية أنهت حياته قبل أن يتم تكريمه.

 لم يمت الفنان إسماعيل ياسين معوزاً أو فقيراً باعتراف أسرته، ولكنه مات حزيناً لأفول نجمه الفني، وبسبب وفاة صديقه ورفيق كفاحه الفنى المخرج فطين عبد الوهاب فى 12 مايو 1972 قبل وفاة إسماعيل ياسين بـ 12 يوم.

 لم يكن الرئيس جمال عبد الناصر معادياً لإسماعيل ياسين بالعكس كان داعماً له، كما كان ياسين إسماعيل ياسين صديقاً مقرباً لخالد جمال عبد الناصر ويزوره فى منزله.

 الصورة من مجلة المصور فى 7 أكتوبر 1970، الفنان إسماعيل ياسين يرثي الرئيس جمال عبد الناصر ،ويصف وقع نبأ وفاته عليه وعلى أسرته ،ويشيد بزوجة الرئيس التى وصفها بلقب "أم العرب".


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى