السبت ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم محمد التفراوتي

إطلاق برنامج عمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية

أعلن الأستاذ نجيب صعب أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية عن انطلاق برنامج عمل المنتدى ، خلال مؤتمر صحافي على هامش معرض ومؤتمر البيئة 2007 بأبوظبي و ذلك بعد أن اكتمل إنشاء مؤسساته كمنظمة إقليمية غير حكومية يغطي نشاطها العالم العربي كله. وتضم أبرز خبراء البيئة العرب مع قادة من قطاعات الأعمال والإعلام والتربية وبإطار التنظيمي ينطلق من المجتمع المدني والقطاع الخاص فضلا عن الهيئات الحكومية كأعضاء مراقبين.

"من هنا نعلن انطلاق عمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية، وهو منظمة إقليمية غير حكومية، تجمع الخبراء والأكاديميين مع هيئات المجتمع الأهلي ومجتمع الأعمال ومؤسسات الإعلام والإعلان، لتشجيع سياسات وبرامج بيئية متطورة عبر العالم العربي" يؤكد رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية الأستاذ نجيب صعب رسميا برنامج عمل المنتدى.

وأفاد الأستاذ صعب أن المنتدى سيعمل من أجل جمع كل الأطراف المعنية بقضايا البيئة والتنمية في الدول العربية، لبحث القضايا الإقليمية والوطنية المتعلقة بالبيئة، في ضوء المتغيرات المحلية والعالمية، مع التركيز على الدور المحوري لهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وهو سيكون الإطار الذي تلتقي فيه هيئات البيئة العربية والخبراء والمؤسسات الأكاديمية، مع المؤسسات الإعلامية وقطاع الأعمال، على أرضية حوار مشترك لدعم قضايا البيئة والتنمية المستدامة في العالم العربي.

وأكد أن المساهمة الرئيسية للمنتدى ستكون إعداد تقرير سنوي عن وضع البيئة العربية، تتم مناقشته في الجمعية العمومية، إلى جانب تقارير فرعية عن قضايا ذات أهمية إقليمية أو وطنية. وسيكون الاجتماع السنوي العام للمنتدى مناسبة لقاء وتحاور بين مشاركين مهتمين من القطاعين العام والخاص والخبراء ووسائل الإعلام والمجتمع المدني. وسيركز التقرير السنوى على رصد وضع البيئة والموارد الطبيعية في العالم العربي، مع التشديد على تقييم مسيرة العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومدى المساهمة العربية في المساعي والاتفاقات البيئية الإقليمية والدولية..

كما أن قيام منتدى عربي للبيئة والتنمية، يجمع مهتمين من الدول العربية كلها،يضيف الاستا ذ صعب ، سيشكل مركزاً مهماً للحوار وتبادل الخبرات والمعلومات في إطار مؤسسي. والمشاكل البيئية المشتركة التي تتطلب التعاون الإقليمي العربي ليست بقليلة، ومنها الموارد المائية وتلوث الهواء وتدهور الأراضي وزحف الصحراء وتلوث البحار الإقليمية ونقص إنتاجيتها. وأملنا أيضا ،يضيف الأستاذ صعب،ً أن ينجح هذا المنتدى في تشجيع رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية العربية للتعاون في تحقيق سوق مشتركة للمنتجات الصديقة للبيئة، وتوحيد المقاييس البيئية، بهدف أن تحتل المجموعة العربية مركزاً لائقاً في السوق العالمية الجديدة. وفي هذا الإطار يشجع المنتدى على إقامة صلات تعاون بيئي بين غرف التجارة والصناعة العربية، وبين مؤسسات البحث العلمي والتعليم في العالم العربي لتطوير برامج وبحوث بيئية مشتركة. وسوف يسعى المنتدى الى تشجيع الحكومات على وضع وتطوير التشريعات البيئية التي تتماشى مع طبيعة المشكلات والتطورات في عالمنا العربي المعاصر، مع التأكيد على التنفيذ الفاعل لهذه التشريعات.

يشار إلى مجلس الأمناء التأسيسي للمنتدى يضم كل من السيد محمد البواردي، الامارات، أمين عام المجلس التنفيذي لامارة أبوظبي، والدكتور مصطفى كمال طلبه، مصر، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والدكتور عدنان بدران، الأردن، رئيس وزراء سابق، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم، والدكتور عبدالرحمن العوضي، الكويت، الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية للبيئة البحرية، والسفير عبدالمحسن السديري، السعودية، الرئيس السابق للصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وصالح عثمان، السودان، المدير التنفيذي المساعد السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والدكتور رياض حمزة، البحرين، أستاذ جامعي ونائب الرئيس السابق لجامعة الخليج، وسعد الحريري، لبنان، نائب في البرلمان اللبناني ورجل أعمال، ومارون سمعان، لبنان ـ الامارات، الرئيس التنفيذي لشركة بتروفاك العالمية، ونجيب صعب، لبنان، ناشر ورئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية". وقد حضر اجتماع مجلس الأمناء التأسيسي، بصفة مراقبين، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية ومدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية سليمان الحربش..

ويذكر أن الأستاذ نجيب صعب حدد خطة عمل المنتدى العربي للبيئة والتنمية و ذلك من خلال إصدار تقرير دوري عن وضع البيئة والموارد الطبيعية في العالم العربي ، عقد اجتماعات عامة دورية لمناقشة التقارير حول قضايا البيئة وبحث أثرها على التنمية المستدامة، إلى جانب اجتماعات فرعية لبحث قضايا ذات اهتمام خاص أو تهم مجموعات محددة من الدول العربية ،العمل مع مجتمع الأعمال في الدول العربية لتطوير برنامج المسؤولية البيئية للشركات، والالتزام بتدابير للإدارة البيئية الرشيدة وإدخال تكنولوجيات الإنتاج الأنظف في الصناعة ، تشجيع البحث العلمي حول قضايا البيئة الراهنة والمستجدة في العالم العربي ، التعاون مع وسائل الإعلام وقطاع الإعلان لترويج الوعي البيئي عبر أساليب متنوعة تكفل الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور ، العمل مع المؤسسات التربوية لتطوير برامج في التربية البيئية لجميع المستويات، تهدف إلى دعم سلوك بيئي إيجابي، إلى جانب بناء القدرات العلمية في مجال الحفاظ على البيئة، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث،دعم بناء الشراكات بين هيئات المجتمع الأهلي العاملة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة وتنسيق البرامج المشتركة في ما بينها.

وخلال اجتماع المجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بنيروبي أعلن المنتدى العربي للبيئة والتنمية عن انطلاق برامجه حيث كان تطوير سوق عربية مشتركة للمنتجات والتكنولوجيات الصديقة للبيئة من بين أهداف مبادرة رائدة أطلقها المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ضمن برنامج عمله الذي أعلنه في نيروبي. وكان هذا هو الظهور الأول للمنتدى على المستوى العالمي، بعد حصوله على صفة منظمة دولية غير حكومية، ومنح مقر أمانته العامة في بيروت الحصانات والامتيازات المرافقة.

ومن أبرز البنود الأخرى إصدار تقرير سنوي لقياس التقدم الحاصل في الدول العربية في مجال تطبيق المعاهدات الدولية، وتطور الأوضاع البيئية، ومدى مساهمة المنطقة العربية في المساعي العالمية لحماية البيئة وتحقيق أهداف التنمية للألفية الثالثة.
وقد عرض المنتدى برامجه في مؤتمر صحافي خلال الدورة الرابعة والعشرين لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" والاجتماع البيئي الوزاري العالمي، اللذين يعقدان هذا الأسبوع في العاصمة الكينية نيروبي، المقر الرئيسي ليونيب.

دعا إلى المؤتمر الصحافي الأمين العام المشارك للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة آخيم شتاينر، وحضره مجموعة من وزراء البيئة العرب ومسؤولي جامعة الدول العربية وممثلي هيئات المجتمع الأهلي المشاركين في الدورة. ويضم المنتدى في عضويته جمعيات أهلية وخبراء وشركات خاصة ومراكز أبحاث ومؤسسات اعلامية، بصفة أعضاء، إلى جانب هيئات بيئية حكومية اقليمية ودولية بصفة مراقبين.
خاطب آخيم شتاينر المؤتمر مؤكداً أن "العالم العربي يواجه، كبقية أنحاء العالم، الفرص والتحديات التي تطرحها العولمة. والمنتدى العربي للبيئة والتنمية يأتي في هذا الاطار كمبادرة رائدة تطلق خطوات جدية نحو تحقيق التنمية المستدامة في عصر العولمة، من خلال اطلاق طاقات المجتمع الأهلي والمستهلكين والشركات الخاصة والمؤسسات الأكاديمية والاعلامية".

وأشار شتاينر الى أن "التقرير السنوي لتوقعات البيئة سنة 2007، الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذا الأسبوع، يطرح بعض التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، من الادارة السليمة للمواد الكيميائية والحفاظ على الغابات ومصادر المياه، إلى الأثر البيئي للنزاعات المسلحة. ومن جهة أخرى، يعرض التقرير لانجازات المنطقة في بعض المجالات، مثل نجاحها في خفض انبعاث المواد المسببة لترقق الأوزون. وأتمنى أن ينجح المنتدى في تطوير هذه الإنجازات وغيرها إلى مراحل أكثر تقدّماً".

وقد أثنى الأمير تركي بن ناصر، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، على تنظيم المنتدى الذي يسمح بشراكة القطاعين العام والخاص والمجتمع الأهلي في برامج فعلية لرعاية البيئة. وهو دعا المنتدى إلى المشاركة في نشاطات مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، مؤكداً ثقته بأن هذا التجمع البيئي العربي الجديد "سيقدم مساهمة قوية لدعم المساعي العربية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وتمنت وزيرة البيئة العراقية نرمين عثمان أن "يشكل المنتدى اختراقاً في العمل البيئي العربي، لأنه يجمع للمرة الأولى جميع المؤسسات المعنية في منبر واحد، ويعطي هيئات المجتمع الأهلي دوراً محورياً".

وإلى جانب التقرير السنوي عن وضع البيئة العربية، أعلن المنتدى عن برامج أخرى، منها: المسؤولية البيئية للشركات، بما فيها الإنتاج الأنظف، والتوعية البيئية بالتعاون مع شبكات إعلامية إقليمية رائدة، والتربية والتشريعات البيئية.

وخاطب أمين عام المنتدى نجيب صعب المؤتمر مؤكداً سروره "لاطلاق برامجه على المستوى الدولي من المقر الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتحديد، إيذاناً بتطوير التعاون مع البرنامج، الذي بدأ على المستوى الإقليمي منذ فترة الإعداد لإنشاء المنتدى".
وقال صعب أن "احتلال العرب مركزاً مرموقاً في السوق العالمية الجديدة يتطلب تشجيع رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية والمالية على التعاون في اتجاه إنشاء سوق مشتركة للمنتجات والتكنولوجيات الصديقة للبيئة، وتوحيد التشريعات البيئية. وهذا ما سيسعى المنتدى إلى المساهمة في تطويره".

وأكد صعب أن المنتدى سيعمل على إقامة علاقات بين غرف التجارة والصناعة العربية ومؤسسات الأبحاث في العالم العربي، لتطوير برامج بيئية مشتركة. كما سيعمل على تطوير قدرات الجمعيات الأهلية البيئية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى