الأربعاء ١١ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

إلى جنة الخلد أستاذتى وأمى الصحفية فاطمة السيد

يوم الثلاثاء الثالث من شهر أغسطس 2010 م تسلمت كارنيه نقابة الصحفيين وبعد استلامه هممت بالاتصال لإسعاد أستاذتى وأمى الغالية الصحفية والشاعرة فاطمة السيد نائبة رئيس تحرير جريدة الأخبار وفجأة تقابلت مع أحد الأصدقاء الصحفيين وتحدثنا لمدة طويلة ومضى الوقت ولذا قررت حديثها فى اليوم التالى وإذا بنشر خبر وفاتها فى الصفحة الأولى لجريدة الأخبار الصادرة يوم الأربعاء الرابع من شهر أغسطس 2010 م. 

بكيت بشدة على رحيل الوفاء معها فمنذ أن عرفتها خلال الثمانينيات أثناء ندوة أدبية بنادى القصيد بالمرج وهى تعد الأم والأستاذة.. كانت تفرح لفرحى وتحزن لحزنى.. كنت أزورها هى وزوجها الصحفى علاء رزق فأجدنى فى واحة الأسرة.. أيضا كانت تستقبلنى فى مكتبها بالجريدة بالترحاب والكرم . 

أذكر فى عام 2001 وخلال تجهيزى لإصدار كتابى الأول (ملامح مصرية) طلبت منها كتابة مقدمته فرحبت وبالفعل كتبت: 

للأستاذ إبراهيم خليل إبراهيم الأديب والكاتب الباحث عن الحقيقة فضل في تسليط الأضواء على شخصيات وطنية مصرية جمع مادتها من لقاءاته بهم وبأسرهم ومعارفهم.. تحدثوا إليه وهم مجموعة من أبطال أكتوبر 1973 ويلفت نظر القارئ أن جميع من التقى بهم وانفعل ببطولاتهم المذهلة مثل البطل محمد المصري صاحب الرقم القياسي العالمي في صيد الدبابات والبطل محمد عبد العاطي صائد الدبابات أيضا والبطل محمد العباسي أول من رفع علم مصر يوم العبور العظيم على أرضسيناء هم جميعا من محافظة عزيزة علينا ألا وهى محافظة الشرقية صاحبة التاريخ العظيم في شتى المجالات فقد أنجبت الزعيم أحمد عرابي وهو من شخصيات هذا الكتاب وأيضا طلعت حرب أبو الاقتصاد المصري والشيخ عبد الله الشرقاوي الذي وقف في وجه المستعمر الفرنسي وقائد حركة التطوير بالأزهر الشريف .. 

ويمضي بنا المؤلف الشاب إبراهيم خليل إبراهيم منقبا في حقيبة التاريخ ومقلبا الأوراق التي سجلت بالفخر أمجاد أبناء مصر المعطاءة ليضعها أمام شباب مصر ليكونوا قدوة ونبراسا لهم خلال رحلتهم مع الأيام .. 

إن المؤلف الشاب الموهوب إبراهيم خليل إبراهيم يستحق منا كل تقدير لأنه لم يكتف باللقاءات الشخصية مع أبطال أكتوبر بل دعم هذا من خلال المراجع والمؤلفات الصادرة عن حرب أكتوبر 1973 بجميع اللغات وذلك من منطلق حبه لوطنه وعشقه للقلم الحر فقد بذل من جهده ووقته الكثير ليخرج الكتاب إلى القراء مدعما بالأسانيد والصور والمراجع التي تشهد على صدق سرده للأحداث وتصويره للبطولات والانجازات لشخصيات مصرية وطنية جمعها حب مصر. 

إن المؤلف الشاب الأديب إبراهيم خليل إبراهيم في تقديمه لمؤلفه الأول (ملامح مصرية) وضع نصب عينيه قول شاعر الشباب أحمد رامي: 

مصر التي في خاطري وفي فمي 
أحبها من كل روحي ودمي 
ياليت كل مؤمن يعزها 
يحبها حبي لها. 

الجدير بالذكر أن الصحفية والشاعرة فاطمة السيد سعد محمد من مواليد السادس من شهر سبتمبر عام 1931 م وبعد حصولها على ليسانس الحقوق انضمت إلى أسرة الصحفيين بمؤسسة الأخبار وتتلمذت على علم وخبرة الصحفى الكبير مصطفى أمين. 

ترأست قسم الشباب بجريدة الأخبار وكتبت القصة القصيرة والشعر ومن إصدارتها نذكر: 

مذكرات صحفية في غرفة الإعدام. 

قراءة في علم المستقبل. 

أحلام السنين.. شعر. 

أصداء العشق والحرية.. شعر. 

أفديك يا وطني.. شعر. 

آذان الفجر .. شعر. 

عزف القلوب للثورة.. شعر. 

الوداع أستاذتى الغالية وأمى الروحية الصحفية والشاعرة فاطمة السيد.. إلى جنة الخلد .. 

اللهم يا حنان يا منان يا وسع الغفران أغفر لها.. أرحمها وعافها وأعف عنها وأكرم نزلها .. 

اللهم أغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. 

اللهم أبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها وزوجا خيرا من زوجها وأدخلها الجنة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى