الخميس ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

اغنية للبحر

أسامه محمد علي محمد الزقزوق

هذا البحر يتسع لي
ولآخرين مثلي
عيونهم ترقب اللؤلؤ في قبضة الطين
وخياشمهم تتنفس المدائح النبوية
تشتعل بزيت المحبه
أقدامهم تركض علي الماء بلا مجداف
وسواعدهم مخضرة كشجرة لبلاب حانية
احلامهم كبيرة لايسعها سوي هذا الصباح الجميل
وبعض أغنيات القمر نافرة النهد
فلا ليلي هناك مريضة
ولا جدار يشتكي الوحدة
الانس خيمتهم الدائمة
والشعر غطاء للرأس في فصل الشتاء
والذاكرة غرفها معبأة بنسيم البراءة والطفولة
والمتنبي حين ضايفهم
واقرضهم شعره
أسمع
من كان في أذنيه صمم
فشهدوا له بالشجاعة والمروءة
والفحولة
وابن زيدون نال من ولادة
ما كان يتمني
بعد أن دق أوتاد الخيمة في خاصرة القصيدة
واستل سيفه من غمده الصديء
ثم أعطاه لعنتره
كي يقوض به الوجع المنتصب
في عيون عبلة الساهرة
هنا عند حافة البحر
يقبع ابن الوليد
يقيد مهرته الشهباء
بخصلة من شعر الماشطة
سبع أعوام مرت أمام عينيه
كلحظة متمردة
لكنها مهيضة
الجناح
حائِرة
والقابلة مازالت تنتظر
عند الشط الآخر
تنتظر مخاض المرأة العقور حتي انبلاج الصباح
كي ترسم ملامحه
علي خارطة الوطن العربي المتيبس الاعضاء
الظل ضياء
والصوت هباء
والجليد هناك
يزداد كثافة وعتمة ونماء
في قبضة الفصول
الليل يطول
وسارية الجبل يسمع الإشارة
ولا يري الجبل
الحزن من قلبه انهمر
وبعض اغطية الشتاء في يديه
مثقوبة الفتحات
يصفر في اكمهامها الريح
كانها غنوة لقلب جريح
القي بها الهدهد في حجر
من لايحسن التصرف
التدبير
الأمر جد خطير
والشوري ناقة شاردة في صحراء ممتده الأطراف
عقالها
وخزامها
في أيدي
ملوك صنعوا لخيلاتهم الباهته
صرحا ممردا من قوارير
والبحر هنا
هاديء
ومستكين
مثله
مثل
هناك
لا يعنيه سوي هدم قصور الاحلام
فوق صفحات الرمل البيضاء
ومطاردة النساء العاريات فوق الشط
لحاجته في نفسه
لم يقضها بعد

أسامه محمد علي محمد الزقزوق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى