السبت ١٣ أيار (مايو) ٢٠٠٦
أيمن يوسف فى اصدار جديد
بقلم أمل الجمل

السينما اليابانية ..تخترق الحواجز والحدود

اختراق المهرجانات السينمائية الدولية ليس بالأمر الهيّن , والأصعب منه الحصول على بعض جوائز هذه المهرجانات , لكن السينما اليابانية استطاعت تخطى هذه الحواجز من جديد فى التسعينيات على أيدى مجوعة متجددة الدماء من السينمائيين الشباب الذين تمكنوا من اقتناص بعض الجوائز الرئيسية , والكثير من الجوائز المخصصة للأعمال الأولى , ليس هذا فحسب بل ان بعض أفلام هؤلاء المخرجين الشباب امتد عرضها فى أوروبا وأمريكا لأسابيع طويلة ونجاح غير متوقع كما هو الحال مع فيلم " لنرقص معا " اخراج " ماسايوكى سؤو " ـ وفيلمى :"مابوروشى " ـ و " مابعد الحياة " للمخرج " كورى ايدا هيروكازو".

رصد هذه الظاهرة الفنية الناقد السينمائى " أيمن يوسف " فى كتابه الثانى والجديد , الذى جاء بعنوان " السينما اليابانية فى التسعينيات " , الكتاب صادر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر . تأتى أهمية الكتاب فى أنه يلقى الضوء على سينما برغم قوتها وسحرها الخاص الذى لفت أنظار العالم اليها مجددا , الا أننا لا نعرف عنها الكثير لندرة المعلومات المتاحة عنها , وجاءت كتب المؤلف عن السينما اليابانية لتسد فراغا فى المكتبة السينمائية فى مصر والوطن العربى .

" أيمن يوسف " ناقد سينمائى وأحد المتخصصين القلائل فى السينما اليابانية فى الوطن العربى , تخرج أيمن فى قسم اللغة اليابانية فى كلية الآداب جامعة القاهرة , وحصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون , ويعد حاليا رسالة ماجستير عن السينما اليابانية لعلها الأولى من نوعها . كتابه الأول حمل عنوان " فرسان الكلمة "... حوار مع السينما اليابانية المعاصرة . وفيه حاول المؤلف القاء الضوء على السينما اليابانية , تاريخها , تياراتها , أعلامها , بعض كلاسيكياتها والمتميز من جديدها , فى حين اهتم فى كتابه الثانى بفترة التسعينيات وملامحها المميزة , خاصة على المستوى العالمى .

كتاب " السينما اليابانية فى التسعينيات " يقع فى 121صفحة , مقسم الى أربعة فصول بالاضافة الى المقدمة التى يشير فيها الناقد السينمائى الى الكثير من العوامل التى ميزت السينما اليابانية فى عقد التسعينيات ومنها :

1 ـ أن مؤسسوا الموجة الجديدة فى الستينيات , والجيل المؤسس للسينما المستقلة الجديدة فى نهاية السبعينيات , وبداية الثمانينيات قدموا أفضل أعمالهم فى عقد التسعينيات .
2 ـ كما شهدت التسعينيات سيادة السينما , والانتاج المستقلين من دون منازع من قبل الاستوديوهات, وشركات الانتاج الكبرى , وأصبح للانتاج المستقل ثقل أكبر كما وكيفا , وظل يتطور ويترسخ ليتأكد بمرور الوقت أنه أفضل من تدخل تلك الشركات الصارخ فى العملية الابداعية , والشروط المجحفة التى كانت تفرضها على المخرجين المتعاملين معها , اذ كانت تسعى فى المقام الأول الى تراكم أرباحها المادية .

المناخ الصحى الذى خيم على أجواء السينما اليابانية فى بداية التسعينيات وربما قبلها قليلا ساعد على ظهور أجيال جديدة من المخرجين الموهوبين , الطموحين لصنع سينما تعبر عن واقعهم وهمومهم , بعيدا عن أى شروط تمس ابداعهم الفكرى والفنى , فاعتمدوا على ميزانيات منخفضة , تعاملوا مع ممثلين غير محترفين , طرحوا موضوعات كان من الصعب طرحها فى أوقات سابقة , صاغوها فى أساليب سينمائية تجريبية , ومبتكرة .. كثير من هؤلاء المخرجين الشباب أخذوا من تجاربهم الشخصية مادة ليناقشوا من خلالها مشاكل وهموم جيلهم على نطاق واسع , فاصطبغت أعمالهم بالذاتية , من هنا كان التباين الشديد الذى شهدته سينما التسعينيات فى أفكار وموضوعات مخرجيها الأصغر سنا .

فى الفصل الأول من كتابه يتحدث المؤلف عن الرواد وجيل الموجة الجديدة والمستقلين فى التسعينيات , ويقصد بهم مخرجى جيل فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية , الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والثمانين , وقدموا أفلاما هامة فى التسعينيات , على رأسهم المخرج الكبير الراحل "اكيرا كوروساوا " , الذى أخرج " أحلام " عام 1990م , و " قبض الريح " 1991م , وكان آخر أفلامه " لم يحن الوقت بعد " عام 1993م , وقبل رحيله كتب "كوروساوا " سيناريو فيلم " عندما يتوقف المطر " ولكن القدر لم يمهله الفرصة لتنفيذه , فقام باخراجه عام 1999م مساعده الأول " تاكاشى كويزومى , وانتجه هيساو ابن كوروساوا , وقد شكل انتاج وعرض هذا الفيلم حدثا سينمائيا فى هذا العام .

ومن بين جيل التسعينيات أيضا المخرج الكبير " ايتشيكاوا كون " والذى قدم عام 1994م فيلم "سبعة وأربعون رونين " , والمأخوذ عن القصة الكلاسيكية " السبعة والأربعون رونين المخلصون " , والتى قدمت على خشبة المسرح وشاشة السينما من قبل .. وفى عام 1996م أخرج " قرية الثمانى مقابر " , ثم قدم " دورا هيتا " 1999م .

أما المخرجان " كوماى كى " ـ و" كيها تشى أوكاموتو " فينتميان الى الجيل الذى جاء بعد جيل فترة ما بعد الحرب بسنوات قليلة , ويعد " كوماى " أحد أكثر مخرجى السينما اليابانية جدية وجرأة , وتتميز أعماله بأسلوب تقنى وفنى مرتفع, من أفلامه الهامة فى التسعينيات :
" عاطفة فى جبل أسو"عام 1992م , وفى عام 1995م قدم فيلم " نهر عميق " , ثم قدم فى عام 1997م " ان تحب " والذى يحكى عن شاب يقع فى حب فتاة يتم الكشف عليها وتشخص حالتها بأنها تعانى مرض الجذام , وبعد ايداعها المصحة يتضح أنها غير مريضة , لكنها تفضل البقاء مع زملائها المرضى الذين أصبحوا أصدقاءها , فتبقى لمساعدتهم , وبعد شهور تقتلها احدى القاطرات .. أما المخرج " كيها تشى أوكاموتو فقدم " أطفال قوس قزح" عام 1992م .

شهدت التسعينيات أعمالا متميزة قام باخراجها المؤسسون الآوائل للموجة الجديدة التى بدأت 1959م , وبصفة خاصة الثلاثى الرئيسى لهذه الموجة :
" شوهى ايما مورا" " ناجيزا أوشيما " , " ما ساهيرا شينودا " .. استطاع ايما مورا أن يحصل على سعفة كان الذهبية للمرة الثانية بفيلمه " ثعبان البحر "عام 1997م , وبهذا يعد أحد ثلاثة مخرجين فى العالم حصلوا على هذه الجائزة على مدار تاريخ المهرجان .. فى حين قدم الخرج الأشهر " ناجيزا أوشيما عام 1999م فيلمه المثير للجدل "جوهاتو " , الذى يدور حول مثلية الرجل فى مجتمع الساموراى , جاء هذا الفيلم بعد غياب " أوشيما "لمدة 14عاما , منذ أن أخرج " كريسماس سعيد يا مستر لورانس " عام 1984م .. بينما قدم " ما ساهيرو شينودا " فى التسعسنيات خمسة أفلام هى:

1ـ " الراقصة " 1990م عن قصة حب بين ضابط يابانى وامرأة ألمانية.

2ـ "تاكيشى .. زمن الطفولة " 1992م عن الحرب العالمية الثانية.

3ـ " شاراكو " 1995م عن حياة فنان رسام متمرد من القرن السابع عشر .

4ـ " معزوفة ضوء القمر " 1997م وتدور أحداثه خلال الأيام القليلة التالية لنهاية الحرب العالمية من خلال عيون طفل صغير .
5ـ " قلعة البوم " 1999م , تاريخى تدور أحداثه فى القرن السابع عشر , ويعرض لثلاثة عصور حكم مختلفة .

اسهامات مؤسسوا السينما المستقلة فى التسعينيات كانت هى الآخرى بارزة ومؤثرة , قدم بعضهم أفلاما جديدة وجيدة مثل :
ميتسؤو ياناجيماتشى , الذى بدأ العمل بالسينما فى عام 1976م , قدم فيلم " ظلال الصين " عن شاب صينى يبحث عن هويته , فلا يقوده هذا البحث الى شىء , سوى تحمل اثم كبير ارتكبه والده فى الماضى .
" كيتشيتارو نيجسيشى " أحد أهم مخرجى هذا الجيل رغم قلة انتاجه , من أشهر أفلامه : " الرعد البعيد " 1981م " ـ " رابطة أبدية " 1999م .

" أوجورى كوهى " أحد أهم رموز السينما المستقلة , عمل بالسينما فى نهاية السبعينيات , رشح فيلمه الروائى الأول " الهر الموحل " 1981م لجائزة الأوسكار الأمريكية كأفضل فيلم أجنبى .. قدم عام 1992م " لدغة الموت " الذى تدور أحداثه فيما بعد الحرب من خلال علاقة زوجية على حافة الانهيار , احتوى الفيلم على كثير من الدلالات عن صعوبة الحياة فى تلك الفترة وانعكاسها على العلاقات الاجتماعية , والانسانية بصفة عامة .

فى كتابه الأول " فرسان الكلمة ...حوار مع السينما اليابانية المعاصرة " بالاضافة الى الحوارات التى أجراها المؤلف مع عدد من أهم مخرجى السينما اليابانية , يشير " أيمن يوسف " فى اطلالة سريعة الى أهم الملامح فى السينما اليابانية , يأتى فى مقدمتها :

أنها ظلت على مدار تاريخها حتى الآن أحد الفنون التى عكست بقوة , ودقة الواقع والمجتمع اليابانى بكل تقاليده , وعلالقاته , وتطوراته , كانت ترديدا لمشاعر , وفكر مواطنيه , فالحالة الاقتصادية كان لها تأثيرها ليس فقط على صناعة السينما وكم الانتاج , بل أيضا على ظهور واختفاء تيارات ونوعيات محددة من الأفلام , على المستوى نفسه , وجدت تأثيرات مماثلة لتجربة الحرب , والتقدم الاجتماعى , وعملية التحديث والعقلية اليابانية الحديثة , من خلال السينما اليابانية نرى الصراع بين القديم والحديث , ونلمس الفكر التقدمى , والتحررى للأجيال الحديثة , ندرك رفض هذه الأجيال للمقومات السلبية التى تكتنف الشخصية اليابانية , وانتقادها لظواهر اجتماعية مرفوضة .

كانت السينما اليابانية فى البداية متأثرة فى أعماها الى حد كبير بنصوص ودراما مسرح الكابوكى , وبالسينما الأوروبيبة , والأمريكية , ومدارس فنية غربية مختلفة كنتيجة لاستيراد الأفلام الأجنبية , وعرضها فى اليابان أثناء البدايات المبكرة لصناعة السينما , وان لم تكن هذه الأعمال الأولى لصيقة بالواقع اليابانى ولم تعبر جيدا عن الملامح الخاصة للفن السينمائى اليابانى لكن لم يستمر الحال طويلا , خاصة منذ عقد الثلاثينيات الذى يشكل بداية العصر الذهبى الأول للسينما اليابانية .. فى عام 1952م , بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من اليابان دخلت السينما اليابانية عقدها الذهبى الثانى , فكانت العودة الى موضوعات ما قبل الحرب , وتميز هذا العقد بغزارة الانتاج وضخامته وبحرية التعبير وظهور موضوعات تؤكد على حرية الفرد والاعلاء من قيمة الانسان , ويأتى عقد التسعينيات ليمثل مرحلة متميزة فى تاريخ السينما اليابانية التى مازالت تعبر بوضوح عن المجتمع اليابانى , وهذا ما يؤكده المؤلف فى كتابه الجديد " السينما اليابانية فى التسعينيات " .

فى الفصل الثانى من كتابه يتناول " أيمن " المخرجين الذين بدأوا العمل فى السينما فى عقد الثمانينيات , لكنهم لم يلمعوا , ولم تقدم أفضل أعمالهم , ولم تعرفهم المهرجانات السينمائية الدولية الا فى التسعينيات مثل المخرج " شو ايجاراشى" الذى تخرج فى جامعة " ريكيو " , احدى أكبر وأهم الجامعات اليابانية التى تخرج منها كثير من مخرجى ذلك الجيل , كان " شو " يصور أفلام بخام 8مللى أثناء الدراسة بالجامعة , وشارك أول فيلم قصير صنعه بهذا الخام فى مهرجان PIAاليابانى الدولى , لأفلام الهواة المستقلة , والذى لفت اليه أنظار النقاد واهتمامهم ..

عمل " شو " لعدة سنوات كمخرج مساعد مع " تيتسؤو شينوميا " , ثم التحق للعمل فى شبكة TBS للأفلام التسجيلية , فى عام 1986م أنتج وأخرج أول فيلم فيلم روائى بعنوان " تسوجارو " , عن فنانة عازفة كفيفة ... قدم " شو " فى 1992م فيلم " طريق اللاجئين" الذى جسد فيه حياة اللاجئين الصعبة فى اليابان , ثم قدم " ساودا " وفى 1999م صنع فيلم عن المصور الحربى تايزو ايتشينوسى , والذى فقد فى كمبوديا ولم يعرف أحد على وجه الدقة كيف مات وكان بعنوان " من يدوس اللغم , ينتهى أره ".

تجربة الانتاج السينمائى المشترك خاضتها معظم دول العالم , وكذلك فعلت اليابان على أيدى عدد من مخرجيها مثل المخرج " ماساتوهاراد " الذى عمل فى بداية حياته كمراسل للأفلام والمهرجانات السينمائية لأكبر المجلات السينمائية فى اليابان , فى عام 1973م سافر الى لوس أنجلوس , وراسل منها العديد من المجلات , والجرائد الفنية اليابانية , ... فى عام 1980م قدم أول أفلامه الروائية " وداعا لعشاق السينما " ويدور حول شاب ورجل يعشقان السينما , وقد وضع فيه المخرج كثير من تجاربه الشخصية , خاصة فيما يتعلق بالحركات الطلابية وتنديدها بحرب فيتنام , اذ تدور أحداث الفيلم من أكتوبر 1968م وحتى يناير1969م . علق النقاد اليابانيون على الفيلم فى ذلك الوقت بأنه شىء ما يشبه الفيلم.

خاض " هارادا " تجربة الانتاج المشترك عام 1984م بفيلم " سباقات " وهو من الانتاج اليابانى الألمانى المشترك ... وفى عام 1993م قدم فيلمه " صحراء مرسومة " انتاج أمريكى يابانى مشترك , ويدور حول اضطهاد الأمريكيون للأقليات , ونموذج الأقليات فى الفيلم تمثله امرأتان يابانيتان ـ أمريكيتان تتهمهما أمريكا بخيانتها بعد الحرب العالمية الثانية .

وفى عام 1995 قدم هارادا واحدا من أفضل أفلامه " تاكسى كاميكازى " والذى يعرض لعلاقة شاب يابانى كان يعمل من بعيد مع احدى عصابات الباكوذا , لكنه ينقلب عليهم بعد أن يقتلوا حبيبته , ويقابل الشاب رجلا من بيرو ولد لأبوين يابانيين ويعمل كسائق تاكسى , ولكنه أيضا ذاق نار الياكوذا فى الماضى , هذا الخط المشترك دعم لقاؤهما الذى جاء مصادفة , يموت الشاب لكن لا يستريح ضمير الرجل الا بعد أن يأخذ ثأره من العصابة , وتضمن الفيلم كثير من مشهد العنف والجنس الا أنه كان فيلما جيدا وشارك فى مهرجانات فالنسيا , ولندن , فلبورن , فيننا , وسان فرانسيسكو وحاز جوائز عن الاخراج , والتمثيل .

يخصص المؤلف مساحة للحديث عن " هارادا " الذى أخرج عام 1996م فيلم يابانى كندى مشترك بعنوان " التجديف ضد التيار " ـ ثم فى 1997م يقدم "الرحيل " , أما فى عام 1999م قدم " هارادا " واحدا من أنضج أفلامه .. فيلم جرىء يهاجم فيه الفساد المالى , وفساد العلاقات داخل البنوك اليابانية الكبرى التى تساهم فى اضعاف اقتصاد اليابان , ويحمل الفيلم عنوان " الروابط الملعونة ".

المخرج " كيوشى كوروساوا " لا تربطه أى علاقة بالمخرج الكبير " أكيرا كوروساوا " يعد "كيوشى " أحد المخرجين اليابانيين الذين بدأوا العمل فى السينما فى بداية الثمانينات الا انه لم يلمع , ولم تقدم أفضل أعماله الا فى التسعينيات , وان قدم ستة أفلام منذ عام 1992م وحتى عام 1996م , لكنها كانت أفلاما عادية , وتغير الحال منذ عام 1997م وبدأ اسم " كيوشى " يتردد فى أروقة المهرجانات الدولية , وبدأ الاحتفاء به فى هذه المهرجانات سواء باقامة برامج خاصة لأفلامه , أو باشراك كل فيلم جديد يقدمه فى مسابقاتها , اذ وصل فى هذا الوقت الى مرحلة من النضج الفنى والفكرى , ومن أفلامه " معالجة " ـ " رخصة لكى تعيش " ـ " كاريزما " , كما قدم فيلما به كثير من الدلالات , والتأمل الميتافيزيقى بعنوان " الوهم الكبير " .

ويضيف المؤلف الى المجموعة السابقة المخرج " تسوكاموتو شينيا " , الذى بدأ فى اخراج أفلام قصيرة 8 مللى , ومنذ ذلك الحين يقوم ليس فقط بكتابة أفلامه واخراجها , بل أحيانا بتصويرها , ومونتاجها , وتصميم المناظر لها والتمثيل فيها أيضا , وأصبح " تسوكاموتو " مصنف داخل اليابان وخارجها كمخرج لأفلام الرعب والعنف الدموى , وأصبحت الصحافة الأجنبية تشبهه فى بعض أعماله بالمخرج الكندى " ديفيد كروننبرج " وخاصة فى فيلم " التوأم " عام 1999م .. والذى تفوق فيه شينيا على نفسه فيما يتعلق باستخدام المؤثرات البصرية السمعية الممزوجة بالعنف والترقب على الشاشة , وقد حاز أول أفلامه " الرجل الحديدى "على الجائزة الكبرى من مهرجان روما السينمائى الدولى , وحاز الجزء الثانى على الديك الذهبى من مهرجان بروكسل الدولى .

واختتم أيمن يوسف الفصل الثانى من كتابه بالحديث عن المخرج " ماسايوكى سوؤ" الذى قدم فيلمه الرابع " هل سنرقص " عام 1996م وقبل هذا الفيلم لم يكن " سوؤ " يتمتع بأى شهرة خارج اليابان , لكن بعدما قوبل فيلمه باعجاب وحماسة بالغين فى أمريكا بصفة خاصة , وبعض دول أوروبا وآسيا , أصبحت شهرته مؤكدة خارج اليابان .

أما الفصل الثالث من الكتاب خصصه المؤلف للحديث عن عدد كبير من المخرجين الشباب الواعدين الذين أفرزتهم التسعينيات ومنهم :

" ياجوتشى شينوبو " ـ وهو أحد المخرجين الشباب المتميزين فى السينما اليابانية الآن ,.. " نوبو هيرو ياماشيتا "ـ والمخرج " شونجى ايواى " والذى بدأ اهتمام السينما العالمية به وبأعماله منذ فيلمه الانسانى الرومانسى " خطاب حب " عام1995م وهو أول أعماله الروائية والذى حصل على الجائزة الثانية من مهرجان "تورنتو " وحقق الفيلم نجاحا كبيرا ليس فى اليابان فقط بل أيضا فى تايوان , وفى أمريكا التى رغبت فى صنع نسخة هوليوودية منه .. ويختتم المؤلف الفصل الثالث بالحديث عن المخرجة " ناأومى كاواسى " التى قدمت فيلمها الروائى الثانى عام 2000م وتم عرضه فى المسابقة الرسمية بمهرجان لوكارنو فى دورته الثالثة والخمسين وحصل الفيلم على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولى للنقاد السينمائيين .

وخصص المؤلف أيمن يوسف الفصل الرابع من الكتاب لعرض أهم الأفلام المنتجة فى عقد التسعينيات من خلال عرض مضمونها , وطرح رؤية نقدية مكثفة وعميقة لها .

كتاب السينما اليابانية فى التسعينيات دراسة توثيقية ممتعة وتستحق أن يقتنيها كل محبى وعشاق الفن السابع وخاصة المهتمين بالسينما اليابانية .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى