الخميس ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم
الشاعر والسماء
الأرض تذرف بولا وسما زعافا....والناس يحملقون في رغوتها الجديدة...ويشمون رائحة البول المفقودة،والسماء تمطر برازا أصفر اللون ورعاا،ترى ، قلوبنا تعكس ما حولنا؟وما يسقط من السماء ترقبه؟وتلقي على مسمع الناس وحي سحرها؟وتحرق ليلهم بالأغاني الملوثة ...كلما اقتربت من الأرض بحديث الرضا تطوقهايضيع في ثناياها هوى المخلوقات النادمةوالنائمة في أحضان الأرض الحنون للموتثم تخبو في غسق الليل،وتتوهج في نار الشفق المغيب لحظةتتراءى لها الحياة السعيدة ملقاة على قمر الدهرفي جوف النجوم الراقصة في فضاء الرقابة.وفضاء الجنة...تجود السماء مرة أخرى على الأرض مشروبا،عفيف النفس وخليقاوهي القادرة على أن ترويها سائل الفردوسومداد الذهب المستورد من خزائن كسرى،فما للأرض أن ترفض نعمة وهي في شوق إليهاأو تتحدى صاحبة الرحمة بإعلان الخروج عليهاوهي الخارجة إلى الكون من تحت ردائهافي زمرة الأحياء اللاتي تسبحن في فلك الفضيحة.لقد راعني في الحقيقة مشهد المواجهةفهبطت من انقشاع الظلام إلى الفجر،وبت ليلتي ساهرا أصوغ القصائد والأغنياتلألقيها على مسمع الفائز في الصبح ....عند فطورنا على مائدة الرق والعبودية،حياتي، نقبت عنها في ليل الطاقاتجلست على أريكة الظلام أرقب مجيئهاوبين حين وحين أمراس كتابة الرسائلوكتابة بقية المفردات ...وألفاظ البيعة الأبدية لشفق الجرحفي سمائي الجديدة، لا أمل البوح لها،وأكن الحب لها، وما لم يزل في جعبتي طعما لها ...كلما حلفت على هواي وحبي لا تصدقنيفكلام الشاعر مزود بنغمة سحريةوبخمرة سحرية ...يظل ساقطا على دفتر الغباوة في التاريخومنقوشا على حجر النقاوة في أعماق البحار،ولا يصعد فؤاد السماء في زمانناأو يتحدى عقول العشاق في عصرنالقد مال غصن الشاعر منذ أن بالت عليه السماءوفر الطائر الوديع الذي عشش تحت إبطهوأصبح البوم اللعين يسكر ويبعث بالنغميتحدى الحمام الأبيض المسالم في عشهوالعذراء البكر ينشر فضائحها في ملكهوالبلبل الطائر إلى غصني المياد بأجنحة متكسرة ،يشيخ مسرعا وشبابه في قلبه ....لكنه لا يبعد عني مهما طال عمره ... !!