الظلّ الشقي

من مجرّة الوجع..
صمت مدجّج بالأرصدة، بجرعات جارية على همس الحرير.
والقضية نائمة على حقول التِبر..
يحلٌق فنيق بجناح الملح، في سماوات غائمة
يرش على التناسي، علّ الحرقان يورق دهشة موقف.
يـزأر السؤال:
حمامة هي أم يمامة، نسمة أم ريح صرصر؟!
كيف تُغنّي جرحَها.
وفي الحنجرة حرائق استباحتْ جمجمة..
ومقصّ يمارس لعبته على جديلة
ثُمّ يرقص على سقوط أجنحة
وما اكتفى ولا انتشى..
وبالباب يُتمٌ، يلوك مضمضة..
وبقايا وطن..
يُشهدها على صرخة عهد:
(يمينا بوجعي ؛ سأنحتُ له حجارة من طين)
بعمر مسافات الفراق و ولائم الغرق.
بعمر ناي ضلّ الدرب إلى تقاسيمه.. ونبأ ضلّ حزمة ضوئه
يهتز من مخيّم المجزرة؛
أنا فلسطينيُ مقيمٌ في الجرح..
مقيمٌ في اللغة منذ العلقة إلى التكوين.
وُلدتُ لحنا.. وسأولد مقاما في موسيقى الغرب والشرق .
بمسافة وجع تكْبُر الصبا والعجم*
يُسمونه مقام شيرين..
أنا من كنتُ سجعا على طرف ليلي الخريفي
وكنت هديلا على ضفة الحلم.
وبين اللَّحنيْن.. كان ما كان..
كفن و فستان،
شوك وورد،
دم و دمع،
مبتدأ وخبر.
رغيفي كان من أمنيات..
وصبحي من أنباء.. من صور ترسم طوفان الأقحوان
صور تلاحق شبح حياة، أغمسوا في ظهرها سيفا؛
كان يقبع على كرسي الوليمة..
ألاحق الحقيقة، يسحبني الخبر إلى ألف حفرة ينام بها السر
صوت كنعان يملأ أذني (إني أغرق)
والسفينة غادرت من يومين المرفأ..
ظلّي الشقي يستحث خطاي.
وكاميرا التصوير مجدافي.
أمضي إلى فرحتي حيث عنترة
أمسح دمعة مكابرة عن وجهه في عسقلان *
و هناك يتبرعم الكلام، يمتد إلى الأبجر *
وكيف يعود إلينا من أفول الظلام.
وحزمة التماهي.. شلل وطعنة
تُطفئ جمجمة، تحبس في جنين أمنية.
والحرف يتباكى على أنثى ممنوعة من الصرف
لم تؤمن بالكسر..
خانتها هاءات السكت في مجالس الخذلان.
فكان القدر.. وكان نعْشُ المشتهى..
قاوموا ليسقطوه من علوه،فَـعَـلاَ.

* الصبا والعجم: مقامات عربية ؛ الصبا أكثر المقامات حزنا، العجم مقام غالبا ما يستعمل في
موسيقى الكنائس

* عسقلان: سجن الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن وكانت
شيرين أبو عاقلة أول صحفية عربية تدخله وتجري فيه مقابلات مع الأسرى.

* الأبجر : اسم فرس عنترة.