الأحد ١٢ أيار (مايو) ٢٠١٣
لقاء ٌ مع الفنان
بقلم حاتم جوعية

الكبير والمُخَضْرَم فرَح يوسف

مُقدِّمة ٌ وتعريف (البطاقة الشَّخصيَّة)

الفنانُ المخضرم السَّيِّد «فرح يوسف» من سكَّان قرية «عيلبون» الجليليَّة، عمرهُ 74 سنة، متزوِّجٌ ولهُ خمسة ُ أولاد (ثلاثة أولاد وبنتان)، أنهى دراستهُ للمرحلةِ الإبتذائيَّة في قريتهِ ودرسَ بعد ذلك موضوعَ ميكانيكيا سيَّارات وعملَ في هذهِ المهنة منذ نعومة أضفارهِ.

إفتتحَ سنة 1964 كراجًا لتصليح ِالسيارات في قريتهِ عيلبون وكانَ من أوائل الكراجات في منطقة الجليل، ويُعتبرُ السَّيدُ فرح يوسف من أوائل الميكانيكيَّة في الوسط العربي وما زالَ يعملُ في هذهِ المهنة، في كراجهِ، إلى الآن وقد تخرَّجَ على يديهِ الكثيرون من الصنائعيّة - من مختلف القرى والمدن العربية في الشمال والذين هم الآن أصحاب كراجات مشهورة ومعروفون في الوسط العربي واليهودي.

وبالإضافةِ إلى مهنةِ تصليح السيَّارات (ميكانيكيا) يوجدُ لأبي وسام (فرح يوسف) مواهبُ عديدة فهو يمتلكُ صوتا ً جميلا ً جدًّا ومُميَّزًا ويتقنُ العزفَ بشكل ٍ رائع ٍ على آلةِ العود وقد تعلَّمَ العزفَ (سماعي) منذ الصغر وشاركَ في إحياءِ الكثير من الحفلاتِ والسَّهراتِ في سنوات الستينيَّات والسبعينيَّات عزفا وغناءً … ولكنهُ لم يتفرَّغ كليًّا للفنِّ - للعزف والغناء وذلك لإنشغالهِ اليومي والمتواصل في كراجهِ في تصليح السيَّارات.

وممَّا يثيرُ الأنتباهَ أنَّ صوتهُ رغمَ تقدّمهِ في السنِّ (جيل 74 سنة) ما زالَ جميلا ً وقويًّا ورائعًا ويُشبهُ إلى حدٍّ كبير صوت المطرب الكبير وديع الصافي وكما أنهُ يُشبههُ من ناحيةِ الشَّكلِ أيضًا.
والجديرُ بالذكر أنَّ أبا وسام اشتركَ قبل سنوات في دورةٍ تعليميًَّةٍ موسيقيَّة في معهد " موسيقانا " عند الأستاذ وليد كيَّال في قرية الجديده حيث درسَ صقل وتفتيح الصوت (صولفيج)... وهذا المعهد تخرَّجَ منهُ العديدُ من الفنانين المحليِّين، مثل: جهاد عيلبوني والفنان ريمون خوري (كما ذكرَ لنا أبو وسام ). ولحُسن ِ حظ المُطربين المحلِّيِّين أنَّ فرح يوسف (أبو وسام ) لا يُشاركُ الآن في الحفلات الغنائيَّةَ فصوتهُ من أجمل ِالأصوات، بل أحلاها وأروعها محليًّا وعلى امتداد العالم ِ العربي … وخصوصًا إذا ما غنى لوديع الصافي الذي يشبههُ لدرجةٍ كبيرةٍ في الصوت والشَّكل ِ أيضًا. ونظرًا لمستوى أبي وسام فرح يوسف ومكانتِهِ الفنيَّة أجرينا معهُ هذا اللقاء المطوَّل والشَّائق.

أنتَ عازفُ عودٍ متمرِّس ومتمكن... منذ متى بدأتَ تمارسُ العزفَ ولماذا اخترتَ هذه الآلة َ بالذات!!؟؟

 أنا أحبُّ هذه الآلة َ كثيرًا ولهذا اخترتُ أن أعزفَ عليها أثناءَ الغناء لأنَّ صوتي جميل - وقد بدأتُ أمارسُ العزفَ (سماعي) منذ الصغر في جيل 12 سنة تقريبًا وبشكل ٍ تدريجيٍّ أصبحتُ متمكنا ً ومتمرِّسًا في العزف وكلُّ ذلك بجهدٍ ذاتي وفردي وسماعي ومن دون معلم... وأنا أعزفُ كلَّ المعزوفات والأغاني الثقيلة والخفيفة... وإنني أفكِّرُ الآن بعد تقدُّمي في السِّن أن أعودَ وأشاركَ في بعض الحفلات والأمسياتِ الفنيَّة كما كنتُ قبل أكثر من ثلاثين سنة (في فترة الشباب) حيث كنتُ أشاركُ في الكثير من مناسباتِ الأعراس وغيرها وحفلات الأقارب... يومها لم يكن هنالك فرق موسيقيَّة كثيرة (عَوِّيدة) كما هو الوضع اليوم وكان الحداءُ الشَّعبي والحدَّاؤون هم المهيمنين على السَّاحةِ الفنيَّةِ المحلِّيَّةِ ويُحيونَ معظم الحفلات والأعراس.

أنتَ صاحبُ كراج لتصليح السيَّارات... كيف تلائمُ وتوفقُ بين عملكَ المُضني طيلة النهار في الكراج وبين العزف والغناء!!؟؟

 بالتاكيد وقتي ضيِّق جدًّا وطيلة النهار أنا مشغولٌ في الكراج مع الزبائن والسيارات، ولكن ساعات المساء أنا أستغلها للعزف والغناءِ عندما لا يكونُ هنالك إلتزاماتٌ أخرى إجتماعيَّة أو عائليَّة... إلخ.

رغم تقدُّمِكَ في السِّنِّ ما زالَ صوتكَ جميلا ً وقويًّا ورائعًا وصوتكَ قريبٌ جدًّا إلى صوت المطرب الكبير وديع الصافي وهو شاب لماذا لا تغني الآن في الحفلات والمناسبات أو تشارك على الأقل في العزف على العود مع إحدى الفرق الموسيقيَّة؟؟

 أنا قبل عدَّة سنوات تعلَّمتُ دورة ً في معهد " موسيكانا " بالجديده لتفتيح الصوت ( صقل) لأجل ِ أن أكونَ على استعداد للغناء في كلِّ مناسبة ٍ مهما كانت … وإن شاءَ الله ُ في فترةٍ قريبةٍ سأعودُ وأشاركُ في العزف والغناء في بعض المناسبات والحفلات.

كلُّ مَن يسمعُ صوتكَ يقولُ: أجمل وأحلى صوت غنائي على الصَّعيد المحلِّي رغم تقدُّمكَ في السِّنِّ ( 74 سنة ) … ماذا تقولُ في هذا؟؟

 إنطباعي إنطباعٌ جميل وأنا لا أجبرُ الناسَ أن يشهدوا لي بهذهِ الشَّهادةِ إذا كنتُ لا أستحقها، بل الناس يقولون وينطقونَ بما يرونَ ويسمعونَ... وهذهِ هي الحقيقة، والناسُ والجمهور هم الحكم الأوَّل والأخير في هذه الأمور.

ما زلتَ مُحافظا ً على جمال ِ وعُذوبةِ صوتِكَ وعلى صحَّتِكَ ولياقتِكَ البدنيَّة رُغم تقدّثمكَ في السِّنّ … ما هو السَّبب؟؟

 أوَّلا ً من طبيعةِ عملي فهو عملٌ فيزيائي ورياضي (الميكانيكيا) - ثانيًا أنا في حياتي كلها لم أدخِّنْ سيجارة واحدة حيث أحافظ ُعلى صحَّتي - وهوايتي ومأكلي للطعام الصحِّي وخاصَّة ً الخضراوات والأعشاب وكلّ ما هو طبيعي - وأتجنَّبُ الأغذية َ المُصنعة كالمعلَّبات وغيرها. وكما أنني أكثِرُ من تناول زيت الزيتون النقي … وكما أنَّ الحالة النفسيَّة لها دورها في المحافظة على الصحَّة والشباب الدائم والنضارة.

المُطربون الذين أنتَ تغني لهم دائمًا وتعزفُ أغانيهم؟؟

 أغني لوديع الصافي دائمًا - أوَّلا ً لأني أتقنُ صوتهُ جيِّدًا وعندما أسمعُ وديع وهو يغني فأشعرُ كأنَّ تيَّارًا كهربائيًّا يسري في عروقي فوديعُ بالنسبةِ لي هو مدرسة غنائيَّة فنيَّة مُميَّزة وأعتبرُهُ أستاذي في الغناء وأتمنَّى لهُ الصحَّة والعُمر الطويل والعطاء الفني المتواصل.

ما رأيُكَ في مستوى الأغاني الجديدة؟؟

 لا أعيرُ انتباهي إطلاقا ً لجميع المطربين الجدد وأغانيهم الجديدة التي لا يوجدُ لها أيَّة ُ رسالةٍ فنيَّة أو إنسانيَّة أو قيمة فهي مضيعة ٌ للوقت لا أكثر... وهذهِ الأغاني الهجينة والسَّخيفة تجدُ لها آذانا ً صاغية ً لدى جيل ِالمُراهقين والذين لا يعرفونَ ولا يفهمونَ الفنَّ الأصيل الحقيقي.

سؤال 8 ) ما رأيكَ في مستوى الفن والغناء المحلِّي ومارنة ً مع الفنِّ في الدول ِ العربيَّة؟؟
 جواب - المستوى عالي جدًّا محلِّيًّا ولدينا أصواتٌ وفنانون على مستوى جيّد وعال ٍ ونضاهي بإمتياز الفنانين في العالم ِالعربي أجمع.

مطربوكَ المُفضَّلون: محلِّيًّا وعربيًّا؟؟

 محلَّيًّا أنا أعجبُ بصوتِ المطرب مصطفى دحله والمطربة فيوليت سلامه ودلال أبو آمنه وجهاد عيلبوني ووديع شوفاني. وأما على صعيد العالم العربي فأعجبُ بصوتِ الأستاذ الكبير وديع الصافي والسيِّدة فيروز والمطربين اللبنانيِّين، مثل: ملحم زين وكارول سماحه وماجده الرومي ونجوى كرم ووائل كفوري وعلصي الحلاني... وأريدُ أن أبدي ملاحظة ً هنا أنَّ المطربة َ اللبنانيَّة " كارول سماحه " لديها عُرَبٌ صوتيَّة ( رجفات وَتمَوُّجات ) صوتيَّة مُميَّزة.

العازفُ المفضَّل لديكَ على آلةِ العود؟؟

 أحسنُ عازفٍ هو الفنان الذي يجعلُ العودَ يتكلَّمُ وينطقُ بأناملهِ وأصابعِهِ من دون مُطربٍ وغناء.

أنتَ في فترةٍ متقدِّمةٍ من العُمر درستَ موضوعَ (صقل وتفتيح الصوت) … لماذا انتبهتَ لنفسِكَ متأخِّرًا وكيفَ كانت ردودُ الفعل لدى الأساتذة الذين علّموكَ في المعهد ولدَى الطلاب الذين هم في جيل أولادِكَ وأحفادِكَ تقريبًا!!؟؟

 عندما كنتُ أتعلمُ في المعهد الموسيقي " موسيكانا " وكانَ يُطلبُ مني أن أقدِّمَ وصلة ً غنائيَّة ً في كلِّ درس فبعد تقديم الوصلة الغنائيَّة كنتُ أنتبهُ للتلاميذ ولصاحب المعهد وللأساتذة لإتفاقهم بالتصفيق الحار الشيد (منهم جميعا )... وبإختصار كانت نظرات الإعجاب والإحترام والتقدير من الجميع وكيف أنَّ شخصًا في مثل جيلي يتعلم الموسيقى ويُؤدِّي الغناءَ بصوتٍ مُتقن ٍ ورائع. وفي هذا الجيل المتقدم بدأتُ أتعلمُ الموسيقى (صولفيج) لأنني كنتُ في السابق مشغولا ً جدًّا في العمل والإلتزامات العديدة ولم يُتحْ لي الوقت لدراسةِ موضوع الموسيقى.

ما رأيُكَ في الصَّحافةِ المحليبَّة؟؟

 الصحافة ُمحليًّا وخارجيًّا أصبحت معضمها للتجارة وللأرباح الماديَّة … ولكن هنالك القليل القليل من الصحف والمجلات محليًّا أو خارج البلاد لها رسالة ٌ وتقومُ في خدمةِ الصحافة وتغطيةِ الأخبار وفي خدمةِ الفنِّ والأدبِ والعلم بأمانةٍ ونزاهةٍ وإخلاص.

هل أنتَ تحبُّ الشِّعرَ والأدبَ ومَن هُم شعراؤُكَ المُفضَّلون: محليًّا وعربيًّا؟؟

 أنا أحبُّ الشِّعرَ كثيرًا وشعرائي المفضلون – محليًّا: الشَّاعر حاتم جوعيه ( أنت ) والشَّاعر سميح القاسم. وعربيًّا نزار قباني.

سؤال 14 ) أسئلة ٌ شخصيَّة؟؟

 البرج: الحمل. - الأكلة المفضلة: المجدَّره. - الشراب المفضل: الماء.

 اليوم المفضل: الأحد (عطلة).

رأيُكَ في كلٍّ من: الحب، الامل، الحياة؟؟

 الحبُّ: بالنسبةِ لي الحبّ هو حياتي لأنَّ كلَّ شيىءٍ في الحياة بدون الحبّ هو فاسد وفاشل.

 الأمل: الحياة ُ بدونهِ لا يوجدُ لها أيُّ معنى.

 الحياة: الإنسانُ يقدرُ أن يعملهَا جميلة ً وهي ليست كذلك وأن يعملها ويجعلها غير جميلة وهي ليست كذلك... وبإختصار الحياة جميلة وحلوة إذا عرفنا كيف نفهمُهَا ونعيشها بالشكل الصحيح.

وراء كلّ رجل ٍ عظيم امرأة... ما رأيُكَ بهذهِ المقولة؟؟

 وراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة هذا القول صحيح مئة بالمئة وليس وراء كلِّ امرأةٍ عظيمة رجل عظيم … الأمرُ ينطيقُ على المرأةِ التي في حياة الرَّجل.

فلسفتكَ وحكمتُكَ في الحياة؟؟

 حكمتي في الحياة أن يُفكِّرَ الإنسانُ جيِّدًا قبل الإقدام على أيِّ عمل ٍ أو مشروع ٍ... وكما قِيلَ: ( إعقِلْ وتوكَّلْ ).

طموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل؟؟

 طموحاتي أن أحافظ َ على عائلتي: أولادي وأحفادي وجميع العائلة والأسرة وأن أكونَ على علاقةٍ جيّدةٍ مع جميع الناس والأهل... وهذا يعطيني الأملَ والطموحَ في الحياة.

كلمة أخيرة ُ تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء؟؟

 أولا ً أحِبُّّ أن أضيفَ للذي ذكرتهُ في البداية انني قبلَ خمس سنوات دخلتُ دورة ً لتعليم الميكانيكيا ( تيكنيلوجيا متقدّمة ) - للميكانيكيّة وأصحاب الكراجات - في كليّة سخنين - لأنَّ الذي لا يتعلَّم هذه الدورة ممنوع أن يتعاملَ ويُصلِّح َ السيَّارات فوق موديل 1996 – ودخلتُ هذه الدورة وعبرتها وحصلتُ على شهادة تأهيل وكنتُ أكبرَ شخص ٍ من ناحيةِ السّنِّ من بين الموجودين في هذه الدورة. وأغلبُ الذين اشتركوا في هذه الدورةِ كانوا تلاميذي وبعظهُم اشتغلَ عندي، في كراجي، سابقا ً.

 وأخيرًا أشكرُكَ على هذا اللقاء الشَّائق والرَّائع يا حاتم وآملُ أن تصلَ رسالتي للجميع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى