الثلاثاء ٢٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
قراءة تحليلية تركيبية في فكر
بقلم نجاة الزباير

المفكر المغربي حامد بلخالفي

يفكر وكأنه يصلي ..قراءة تحليلية تركيبية في فكر المفكر المغربي حامد بلخالفي، هو آخر إصدارات منشورات أفروديت للشاعر والباحث د. أحمد بلحاج آية وارهام. تصميم الغلاف والإخراج الفني للشاعرة نجاة الزباير ولوحة الغلاف من توقيع الفنان التشكيلي والخطاط المغربي محمد امزيل.

جاء في الكتاب:

"نحن نسافر في الكتب بحثاً عن ولادة لم تحدُث، وعن طفولة لم تدم شمسها، وعن الأبجديات التي لم تكتمل، لأجل أن نبتعد عن المصائر المُشينة المبعثرَة صفحاتُها في الريح قبل أن نجدَ سيرتَنا في كُتب أخرى أو لا نجدُها. وهذا السَّفَر هو الذي يُساعدنا على أن ننزعَ عن وجوه الغرباء في الوجود أقنعةَ الغربةِ، وهَمُّ الغربة "يختلف عن همِّ العزلة والاختلاطِ، فهذا الأخير هو أخف وطأة بالنسبة للمهموم إذا ما قُورنَ بهم الغربة. والغربة غُربتان: الغربة الجغرافية أو غربة المَهجَر، والغربة الوجدانية (التي) تنقسم إلى قسمين: غربة المهجر بدافع اضطراري معنوي لا بدافع مادي(...) فراراً من خطر مُحدق بهِ يُهدِّدُ حياته أو حريته، (...) وهذا النوع هو الذي اصطُلح عليه في القانون الدولي باللجوء السياسي.

وإذن؛

فنحن نسافر في الكتب لنُسِرَّ للغرباء وللعابرين أننا مثلَهم عابرون، وأن إقامتنا مؤقتة في الذاكرة والنسيان. وأننا قريبون من خُبز الصباح رغم عشبة اليأس السامة النابتة في كل مكان، وفي داخل الجسد وخارجه، وذلك لكي نبنيَ عالماً دون أنقاضٍ ولا ذكرى مَريرة، ونقتربَ من الأشياء البسيطة في ضوء الحدس الروحي الذي يروِّضُ في طريقه الجبالَ، ويدعوها إلى الجلوس معنا على الشرفات لشربِ قهوة الصفاء، ورؤيةِ وجوهنا في الماء الأقدَس.

وهذه الأوراق التي نسافر فيها هي أوراقٌ تسافر هي كذلك.. ولكن في الديمُومة بالمعنى البرجْسُوني، لأنها تتيحُ لنا أن نقرأها بطرق عديدة، وتسمَح لنا بقراءات عديدة، متغيراتٍ ومتبدلاتٍ، لأجل الاقتراب من الحقيقة، أو على الأقل مُلامسةِ ظلالها، وهل في مُكْنَتِنا ذلك؟ ألم يقل الإمام الشافعي رضي الله عنه:" كلامي صوابٌ يحتمل الخطأ، وكلام غيري خطأ يحتمل الصواب"، ومن ثمة فإن الحقيقة متعددة ونسبية، ولها أوجهٌ عديدة بالنسبة إلينا نحن البشر."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى