السبت ٥ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم نجاة الزباير

الْغَـرِيـبْ

أَنَا فِي أُمَّةٍ تَـدارَكَهَا اُلَّـ
لهُ غَرِيبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَـمُودِ
المتنبي
 
كُنْتُ أَرْقُبُ غُرَوب الصَّحْوِ
حِـينَ اُقْـتَرَبَ مِنْ ظِلِّي
يَنْقُـرُ مِنْ هُدْبِـهِ
ـ "مَـنْ أَنْتَ ؟"
اُهْتَزَّتْ أَوْصَالُ ظُـنُونِي.
تَأَمَّلَنِـي أَمَامَ بَابِ اُلْمُسْتَحِيِل
وَقَالَ:
ـ "لِهَذِهِ اُلْمَنَافِي مَمَرَّات
تُرَاكِ عَبَـرْتِ غُبَارَهَا ؟"
كَانَتْ لِجَسَدِهِ رَائِحَةُ اُلْمَوْتَى
نَظَرَ حَوْلَهُ وَقَالَ:
ـ "رَأَيْتُكِ فِي مِرْآةِ اُلْمَوْجِ
فَحَـضَرْتْ".
قُلْتُ: ـ "أَيُّهَـا اُلْغَـرِيبُ
لِمَ ثِيَابُكَ عَوَاصِف
وَعَيْنَاكَ مُدُنٌ مُحْتَلَّةْ ؟"
هَـوَى فَوْقَ اُلْأَرْضِ
وشَـرَعَ في البُكَاءْ !!
لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيَّ
غَيْر مِنْديلٍ من تُرابٍ
رَمَـقَ اُلطَّـرِيقَ
وقال: ـ "مِنْ هُـنَا مَرُّوا .."
ظَنَنْتُهُ مَجْنُونًا قَادِمًا مِنْ مَقْبَرَةْ
فَانْكَمَشْتُ دَاخِلَ كِتَابٍ صَغِيرْ
اُلْتَقَيْتُ فِـيهِ جِيفَارَا
وَاُلْحُـلْمَ اُلْمَفْقُـودْ.
نَـادَانِـي بِاُسْـمِي
اُرْتَعَـبْتْ.
قال: ـ "لَا تَخَـافِي
وَتَهَجَّى فِي شَجَنْ
حِكَـايَاتِ اُلْوَطَنْ !!"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى