الأحد ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم جمال محمد إبراهيم

اَلشَّهْر اَلْكَذُوب

كَانَ اَلظَّنّ في نيْسَانَ أنْ تهتزّ
صَوْمَعةُ القصِيدةِ
فِي شُرُوقِ القافِيَةْ،
أوْ يَسْتفيقَ اَلضَّوْءُ مِن قمَرٍ
يَؤُوب ْ . .
لَا أنْ يَفرّ الحَرْفُ مِنْ صَدْرِي
وَيُمعِنَ في التثاؤبِ وَالْهُرُوبْ
حَرْفَانِ يَأتلقَانِ فِي كَتفِي
وَصَدرُ البيْتِ كالطّفلِ المُشرّدِ فِي
عُكَاظْ
مَنْ يَأْويهِ، مَنْ يأوي انْفلاتَ
الشِّعرِ فِي جَرِدَائِهِ
مَنْ يَبْتَنِي بيْتاً لهُ، ويَشُدّ
أوْتاداً ويَخْترق اَلْمُرُوجْ ؟
كَانَ اَلظَّنّ فِي نيْسَانَ . .
أنْ تَرْشِي نَسَائمُه ثَنَيّاتِ
اَلثُّلُوجْ
فتخرُجُ اَلْفَوْضَى وَيَنْتشِرُ
اَلرَّبِيعْ
قَصَيْدَةً مَغسُوْلةً مِن لَيْلَك ٍ
وزنَابقٍ..
كُوخَاً مِنَ الشّوقِ المُضَمّخِ
بالصَنادِلِ وَالطُّيُوب ْ
كَانَ اَلظَّنّ في نيْسَانَ . .
أنّ الشّعرَ أصدقُهُ اَلْكَذُوْب ْ
فوَاكِهُ اللّغةِ اَلْكَسِيْحَةِ، قدْ
مَشَى النوّارُ فِي أنحَائِهَا
فَتنفسَتْ حيَويةً وَتكادُ مِنْ أَلْقٍ
تذوبْ
كَانَ اَلظَّنّ في نيْسَان َ. .
أنْ تُلقِي عَصَافِيرُ الكَلامِ
رِحَالَهَا وَتحلّ فِي صَدْرِي
فَتغْدوَ صَدْرَ بَيْتْ . .
لكَيْ تَصُوْغَ قصِيْدةً في التوِّ
مِنْ شجَرِ القوَافِيَ
وَرْدتينِ وَشَهْقتينِْ لِعَجْزِ
بَيْتْ . .
مُلَوَّنًا بِالضَّمِّ وَالتنوينِ
مُتّخِذاً مِن اَلنَّيْرُوْز بُرْدَتهُ
وَمِنْ وَرْدِ اَلصَّبَاحِ بَرَاقِعَ
لُؤلُؤٍ وَكِسَاءَ نُورْ. .
قِفَا عِندَ اَلنَّدَىَ يَا صَاحِبِيّ
وَذكّرَانِي
أينَ خَبّأتْ القصَائدُ نفسَهَا بَيْنَ
اَلسُّطُور . .
وَطوّفَتْ بالقلبِ وَانْدَاحَتْ غمَائمَ
فِي اَلسَّمَاء
تشَابَكَتْ بَرْقاً وإبرَاقاً وإلفاً
وَائْتِلَافًا . .
حَدِّثَانِي وَافْصِحَا لتزيدَ
قَافِيَتَيْ اِتسَاقاً وَارْتِواءَ
وَانْقُلَا عنّي احْتِشادَ الفَقْدِ فِي
حُمَّىَ اَلْحُضُورْ . .
كَانَ اَلظَّنّ فِي نيْسَانَ أنْ يغفُو
قليْلاً كَيْ تنَامَ حَبِيبَتِي ،
فَأشِيلُ مِن أهدَابِهَا بَعْضَ
اَلْقَصَائِد ْ،
أوْ أعلَقُ فِي ذوائبِهَا مُعلّقتِي
وَمِزمَارِي وَبعْضَ صَدَى اَلزَّبُورْ
هَذا شَهْرُ مِيلَادِي وَشهْرُ أُغنيَتي
،وَأُغنيَتي اَلصَّغِيرَة ِ، فِي
بَسَاتِيْنِ اَلْحُبُور ْ. .
كَانَ الظنُّ يَا نيْسَانَ أنْ تَحنُو
لِنغْزلَ مِنْ كِذَابِ الشّعْرِ أثوَابَ
اَلْغِنَاءْ
تَفِرّ مُوسِيقَا اَلرَّبِيعِ البِكْرِ
مِن حَلْقِ السّمَندَلِ إذْ يُنادِي
خِلسَةً لَيْلَاهُ
لَكِنْ فِي اصْطِفَافِ الثّلجِ
يَنْكَسِرُ اَلنِّدَاء ْ. .
ليَسْتَحِيلُ المدُ جَذْراً،
وَالسّمَاءُ صَدَىً وَمَاء ْ .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى