الثلاثاء ١١ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم علي أبو مريحيل

تضيق علينا الحياة فنمتلئ بها

(من يوميات الحرب)
هدنة بين غارتين.. فرصة لالتقاط الأنفاس على أعتاب الآخرة.
نتفقد ما تبقى من أطرافنا على قيد اللهب. لا وقت للجنائز.. أيها الشهيد اخدم نسفك بنزفك.
لا وقت لرفع الآذان. لا وقت لرفع الدعاء. كما لا وقت لرفع أرجل النساء.
كل الدروب حمراء. كل العيون. كل الوجوه.. حتى وجه السماء.
يدغدغني النزيف فالتفت إلى موطئ الألم الجديد..
شظية في الساق اليسرى. وأخرى على ظهر ساعدي الأيمن
شمعتان ودمعتان.. تؤكدان إصابتي بالنجاة من زغاريد لا يسمعها أحد سواي
فأخجل من موتي المؤجل إلى ما لست أدري. وعلى ما لست أدري
تضيق علينا الحياة فنمتلئ بها.. نحن مرضى بالحياة.
على حافة الموت نلوّح بأرواحنا لجميلات ينتظرن تحت مظلة الأمل فجراً جديدا.
فحين تنتهي الحرب سنخرج من تحت أنقاضنا بكامل أناقتنا بعد أن نغسل جراحنا
بماء العدل والسلام. لنكتب لحبيباتنا أجمل قصائد الحب وأروعها.
(من يوميات الحرب)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى