الأحد ٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم حاتم جوعية

جَعَلُوا منهُ شَاعرًا وَأديبَا

(قصيدة ٌ مُوَجَّهة ٌ إلى عميل ٍ مرتزق ٍ مسخ ٍ وغريبِ الأطوار خدَمَ أعداءَ شعبهِ وحاولوا أن يجعلوا منهُ شاعرا وناقدا وأديبا)

جعلوا منهُ شاعرًا وأديبَا
هوَ مَسخٌ فاقَ الجميعَ ذُنوبَا
هُوَ مجنونٌ سافلٌ وحقيرٌ
هَوَ واش ٍ عَنِ الخَنا لن يتوبَا
يسرقُ الشِّعرَ.. يدَّعِيهِ افتراءً
لم يزل في دربِ الضلالِ كذوبا
يَدَّعي النقدَ والعلومَ جميعًا
هُوَ وَغدٌ لِرُشدِهِ لن يؤوبَا
جعلوا منهُ ناقدًا ألمَعِيًّا
هاجَمَ الحُرَّ والكريمَ النجيبَا
وَمَع ِالمُبدعينَ قد صارَ يُدْعَى
.. وأديبًا هنا غدَا مَحسُوبَا
مَنحُوهُ جوائزَ الذلِّ والخِزْ
ي ِ وأضحَى مُلمَّعًا وَلعُوبَا
وَظفوهُ رُغمَ الجُنون ِالذي في
هِ … وهَيْهَات يسمعُ التأنيبَا
هُوَ يحتاجُ الرَّجْمَ في كلِّ يوم ٍ
هُوَ يحتاجُ الجلدَ والتعذيبَا
عُقدٌ فيهِ لا دواءٌ لها …لا
ينفعُ الطبُّ، َفهْيَ تعيي الطبيبَا
هُوَ مذمُومٌ دائمًا عكسَ ما أسْ
مُوهُ …يحيَا انحِطاطهُ مَجْرُوبَا
وعميلٌ وخائنٌ وَخسِيسٌ
غادرٌ، آبقٌ.. يطوفُ الدُّرُوبَا
وسيبقى صيتهُ مثالَ انهزامٍ
ولدَى الحُرِّ دائمًا مَشطوبَا
هُوَ َمنبُوذ ٌ.. دائمًا في خنوع ٍ
وسيبقى طولَ الزَّمانِ طنيبَا
وسيبقى مدَى الزَّمانِ ذليلا
وَمُهَانا مُمَخْرَقا مَجذوبَا
هُوَ يهوَى الأقذارَ.. يسعَى إليهَا
وَغَدَا الرِّجْسُ حُلمَهُ المَرْغُوبَا
سوفَ يلقى مني الهجاءَ أعاصي
رًا.. ومني لا يستطيعُ هُروبَا
هُوَ سُوقِيٌّ.. للرُّعاع ِ انتماءٌ
أحمقٌ أنَّى يعرفُ التهذيبَا
وَغريبُ الأطوار ِ مَسْخٌ ذميمٌ
هوَ رمزٌ للقبح يبقى العَجيبَا
وجهُهُ مَمْسُوخٌ علتهُ بُثورٌ
وقروحٌ … لا تقبلُ التطبيبَا
هُوَ رمزُ الشُّذوذِ ثمَّ المَخازي
هُوَ بينَ الجميع ِ يبقى غريبَا
هُوَ مع أسيادٍ لهُ في جحيمٍ
دونَ نعلي وليسَ قولي قشِيبَا
ومَصيرُ الأنذالِ مِزبلة ُ التا
ريخ..كم أرَّقوا الحِمَى والنّدُوبَا
هُوَ يمشي وفي دروبِ ضِلالٍ
وَدَعِيٌّ في حُمقِهِ لن يصيبَا
هُوَ مثلُ الطلولِ دونَ حياةٍ
وإلى الخيرِ والندَى لن يُجيبَا
هُوَ يخشاني دائمًا وسيبقى
هاربًا مني جافلا مَرْعُوبَا
لا عليكَ السَّلامُ يا عَصْرَ سوءٍ
فبلغنا فيكَ الشَّقاءَ المُريبَا
لا عليكَ السَّلامُ يا عصرَ لُكع ٍ
وابن ِ لكع ٍ كم فيكَ نلقى العجيبَا
ولقد صارَ النذلُ رمزَ نضال ٍ
كلُّ حقٍّ هنا غدَا مسلوبَا
والأبيُّ الشُّجاعُ عَانى شقاءً
لم يزل إبداعٌ، لهُ، منهوبَا
لم أنلْ يومًا لا..جوائزَ عُهر ٍ
هيَ للنذلِ أعْطِيَتْ تجريبَا
ولكي يبقى في طريق ِ ضلالٍ
مَنحُوهَا لهُ هنا ترغِيبَا
ولكي يُخصَى من عطاءٍ وخير ٍ
...للمَدَى ينسَى شعبَهُ المَنكُوبَا
كلُّ يوم ٍ شعبي يموتُ مِرارًا
وَمَضى دَهرٌ.. لم يزلْ مَصلوبَا
أنا صرحُ الإبداع ِ، ربُّ المَعالي
كم طويتُ الوهادَ ثمَّ السُّهُوبَا
إنَّ شعري مثلُ النضارِ ائتلاقا
وسيبقى المأمُولَ والمَطلوبَا
وسأبقى ربَّ الفنونِ جميعًا
ولدى الغيدِ الفارسَ المَحبُوبَا
وَيَرَاني الجميعُ تِرْبَ النَّدَى، حُلْ
مَ الغوَاني والشَّاعرَ المَوْهُوبَا
في دروبِ الكفاح ِسرتُ سنينا
أنا لم أحفلِ اللظى واللَّهيبَا
لم أبعْ مَبدئي وصَوتَ ضميري
أتحدَّى الأهوالَ ثمَّ الخطوبَا
لم أوَظّْفْ مع زمرةِ الظلمِ والإفْ
كِ.. وقد وظفوا العميلَ الكذوبَا
وحياتي بذلتها لبلادي
ولكم قبَّلتُ الترابَ الخضيبَا
وبشعري الآمالُ تشرقُ.. يغدُو
القفرُ رمزًا للخير ِ.. سهلا خصيبَا
وبشعري يغدو الظلامُ ضياءً
كم ضَمير ٍ حُرٍّ غَدَا مَشبُوبَا
ملكُ الشِّعرِ للمَدَى سوفَ أبقى
وبهِ أحْيِي أعصُرًا وشعُوبَا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى