السبت ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٢٤

«جَوْقَة العَنَادِل» ليونس بن مرهون البوسعيدي

يأخذنا يونس بن مرهون البوسعيدي في كتاب "جَوْقَة العَنَادِل" في رحلات متعددة ومتنوعة تدور كلها في فلك الشعر والشعراء، والتفاعل مع القصيد ومفارقاته.

وجاء الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، في 160 صفحة من القطع المتوسط، وضم ثماني وعشرين مقالة، حول بدايات الشاعر وعلاقته بالشعر والشعراء عبر عصور الشعر الموغلة في القدم منذ المعلقات وشعراء الجاهلية وحتى أولئك الشعراء المعاصرين.

يقول يونس البوسعيدي في أولى مقالاته: «الشِّعْر في داخلي كائنٌ "تِنينيٌّ" يطرحُ أسئلته المزمنة عن هُويَّته (سيرورته وصيرورته)، عن جدواه حين يُمسكه العقل كلوغاريتمات لا أجدُ لها حلًّا، وحين يستريح في حُريَّته ويطير محلِّقًا في خرافته لا أجدُني أستطيع الإمساك به، وأحسُّه متجبِّرًا متكبِّرًا على الوضوح والشفافية، الشعر هو ابْنُ السماء الذي رماني بقلقِ عدم الرضا، يلعبُ بي كطائرة ورقية بين يدي الأطفال، ومع ذلك فهذا الوحيد الجاذبي إلى عمق وحدته، وهو العباءةُ الكونية التي ألفُّ داخلها مجرَّاتٍ إنسانيةً ووطنيَّة ذاتية، وهو مالئي بهواء الأنا، الراسمي في المرايا المحدَّبة بضجيج أصوات العماليق، الرافعُ دويَّ اسمي كالأذان، الراسمي بألوانه في صفحة الوجود. ربما أنا جسدٌ آيل لرماد النسيان لولاه".

وفي حديثه عن الشعر العماني بالتحديد يرى البوسعيدي أن الشعر العماني مظلوم في بيئته فلا بُدَّ على كل مُحِبٍّ لِعُمان قادرٍ على بعْثِ هذا الإرثِ أنْ يقومَ بِدورِه، وأن على الجهات المَعْنيَّة والمختصة أن تقوم بانتداب الشعراء العُمانيين والقادرين على ذلك، وتهيئتهم بدوراتٍ متخصصة للقيامِ بتحقيق ديوانٍ شِعري مخطوط أو لعملِ تصحيح وإخراج كأقل الإيمان، وإن فيهم القادر على التحقيق، وأنْ تشمل هذه الدورة على ِعلومِ الشِّعْر؛ أي علوم (النحو والصرف والعروض والقافية والرسم والبيان والبلاغة)، ناهيكَ عن إلمامَةٍ ولو بسيطة بالتأريخ، سواء العُماني أو غيره، كون التأريخ هو المتكأ والمرتكز الأول للشاعر ﰲ قصيدته.

ويذكر البوسعيدي العديد من الشعراء العمانيين المعاصرين الذين التقى بهم أو سمع عنهم أو تابعهم في منصات التواصل الاجتماعي ومنهم من رحل تاركا ورائه إرثا شعريا يستحق القراءة والالتفات.

ويقول في خاتمة الكتاب: " هذه اللحظات الحزينة العارضة ﰲ لحظات الفرح قد تكون ثِقَلًا راجحًا لمن نحب ولم يعودوا معنا، لذلك فنحن نفتح لهم نوافذ التذكُّر ﰲ لحظات الفرح، وكما يقول كارل غوستاف يونغ: «الفرح والبهجة يفقدان معنييهما إن لم تتم موازنتهما بالحزن»، كاسِرين مجاهيل اللحظة البرزخية التي يتوقَّعها زهران القاسمي حين قال: «الموتى لا يفرحون، الأحياء فقط من يستطيعون الفرح».

يذكر أن يونس البوسعيدي شاعر وكاتب عماني، صدر له بعض المجموعات الشعرية والنثرية، أحرز العديد من الجوائز الأدبية، شارك في كثير من الفعاليات الثقافية والشعرية داخل وخارج سلطنة عمان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى