الأربعاء ٢٦ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
حائطيات طالب المقعد الأخير 29
أنا الذي يطرق بابكِ في هذا البردالجو موحش ولا سجائر عنديهناك الكثير في هذا الصدر غير أعقاب السجائر:تبتلع المدينة بطون الجوعىلا عروض سيرك في المدينة هذا العامإجازات المهرجين طويلة في مواسم البكاءوالبحر الذي ابتلع مئات الغرقى لا يفيد حقول العطشوحدها الأنهار تنسى غرقاها حين تمر منها جِرار العطشىإنها القرابين ليس بوسعها أن تطهّر من اعتاد مواسم الملحأنا الذي يطرق بابكِ في هذا الليلكم ملأتُ غرفتكِ بالحطبِفكنتُ الحطّابوكثيراً ما كان الغريب الراعي الحنونأنا الذي طرق بابكِ مراراًالغيمة تمرُّ والظلُّ يمرالغيمة البيضاء تمرُّ بسرعةثمة غيماتٍ سوداء لا تنسج سوى ثباباً مبللةقال ذلك غيلمٌ اختفى ذات غيمتحت ظلِّ أيكة قديمةأنا وحش البراري الذي ما زال يحرس عظامكِ* *
لالستُ حزيناًلكني أضعتُ بعض الظلال في الطريقهناوأنا أقطع قصب السكروأرفع أحمال الحديدوأبي هناك ما زال في مجلسه فصيحاًوأمي لا تزال تنادي الأولاد في الزقاقوحين يشتد صوتهاتخطئ باسمي وتصيحيمرٌّ الغول الكئيبوالخريف يا أمّي كما كان يقول أحد الرفاقكئيب وكريميوزعُ النقود على فقراء الأرضلا في الصيف .. ولا في الشتاءولا في الفصول الأربعةأكتب على البلاطأنا لا أرسم إلا على الجدارأمّي .. أنا لستُ حزيناًلكن إن لم نجتمع في نفس الدارلن يحلو اللقاءولو عدتُ بدون هدايا .. أين أنظرُ في أي المرايا؟إذا سألتني أختي عن حقيبة الهداياأمّي أنا لستُ حزيناً ولكن المطر غزير هذا العاموالمطر قافلة الجياع ومفتاح الضياعالمطر يُولد شجرة زهدتْ عن دنياه* *
تلك التي فتحتْ الباب وسرقت حذائيبَنَتْ سوراً من الهواء أمسكَ قميصيثمة ما أفكر به كثيراًهناك رملٌ لا يصنع أقلاماًوحدها الأشجار من تسلخ جلودها لتطعم الورقالأغاني الرديئة جميلة في هذه الحافلةجميلة كوجه ضيفات أميتلك اللواتي لا تغلي القهوة إلا بين أصابعهنيقرأن مستقبلاً لا سواد فيهويحكَ أيها البنُّتلك التي فتحتْ الباب وسرقت حذائيجعلتني أقف على الشرفة طويلاًأنتعل أحذية غريبةوأمشي متثاقلاًأمشي بثقل ولا أبتعد عن البيت أبداًلا أبتعدلا أبتعد