الأحد ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم علي دهيني

حبيبتي وجه مدينتي..!؟

مثل مدينتي ، تلك الشمس

مشغولة بخيوط الأمل

وقمرها مرسوم من أحلام

أحبك مثل مدينتي

كل الأشياء فيها جميلة

جوانب مدينتي مكسوة بالأوهام

طرقاتها مليئة بطوابير البشر

وعيناك تخطران الشارع

تـلمان الذكريات من الوجوه

تطارد صوت طفلة

ضاعت في هذا الزحام

* * *

وثمّ مقاهي تـُروى فيها آلاف الحكايات

إلاّ الحقيقة

مثل الأمم المتحدة

حين تـُعرض فيها قضية

عن دولة فلسطينية

أو مقاومة لبنانية

أو أي مسألة عربية

يقضي عليها فيتو "سام"

* * *

مُتعب أنا مثل، هذا الرصيف،

لكثرة ما داستني ساعات الانتظار

وأكلتني التساؤلات :

من دمر بلادي

من شرد أولادي

وكل حكام الأمة نيام!!؟

* * *

هديرالطائرات يملأ السماء

وصرير الجنازير يملأ الفضاء

وأزيز الرصاص يملأ الفناء

و صبية تركض بين الخوف من الخوف

ضاع الفارس.. والأحلام

اجتاح الغدر بلادي..

مدينتي أسيرة..

مثل ابتسامة حبيبتي، تأسرها دمعة

* * *

جدران مدينتي ملأى بوجوه الشهداء

والأرصفة بآلاف الفقراء...

وألأزقة بالتعساء...

من قبل..

كانت مدينتي منبراً للشعراء

ومدرسة للنبلاء

وأرضا للطهراء

ها قد دمرها جهل الحكام

* * *

أبدا ً؟..

مثل الشمس.. مدينتي؟..

...............

هرولة..

صراخ..

أهازيج ؟؟

قام المارد...

قام المارد..!!!

انطلق الطود الشامخ

يدك حصون الأعداء

بالجسد العاري ولو صار أشلاء

ما هم إن مات واحد

نحن جمع.. لا آحاد

قسما بالعزة.. وبروح الأجداد

لن تسلب أرضي يا جلاد

سندك حصونك بالصدر العاري..

بالأيادي...

أمي..

أعطيني قرآني..

أعطيني أكفاني...

أعطيني رضاك للزاد.

ستريني أمي مزروعا في الجبل

ودمي نهر في الواد..

في كل شبر من بلدي

لن يهنأ بعد اليوم عدوي

سأريه الموت زؤام..

***

الغازي ضاق ذرعاً بالأشبال

دون نساءٍ .. دون رجال..

والتاريخ سجل :

إن تاريخ الحكام

وأسياد الآنام

محكومون بالإشغال

بالقياني والمِلاح..

وبالعروش في أحسن أحوال

***

أما أنت ِ..حبيبتي..

لست ِ جُملاً أكتبها

وأنا.. لست ُ فاصلة بين جملتين!

انت مدينتي..

أنت ِ المحطة ُ الأخيرة ُ من عمري الزمني

والرحلة ُ الأولى الى زمني الأبدي

حيث ُ الحبّ بلا ملموس

وبلا أجسادٍ ونفوس

حيث الحبّ فِعلَ شعائر

وتراتيلَ وطـُقوس

هو حب ولا حب..

أمر بين أمرين!

***

قالوا إن الصمتَ أعلى الصوتِ

وان الأرضَ مِثلَ العـِرض ِ

كي نحميهم يحلو الموت

ابنُ شهيدٍ رحلَ شهيدا ً

وحَمى الأرضَ

وحَمى العرضَ

ولف النعشُ بالأعلام...

***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى