الأحد ٣٠ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم سليم أحمد حسن الموسى

حـــــديث الكـــرامــة

حــدّثــَـني شــيـــــخٌ بالأغــــوار فـــــقــــــال:

يــا ولـدي، عمـري الآن " ثمــانون سـنـة."

فــي مـُنـتصف العمـــرتمــامــًا،

كنـــــتُ قـــــوِِِّيـــًا، ونشــــيطـًا،

أفــلحُ هـــــــذي الأرضَ، كــكلِّ النـــاس،

وكنــــتُ أعيــشُ اليـأسَ، كـكلُ النــــاس،

فلقـد هـُز ٍمَ العــربُ جميعـًا من جيش الأعـداء

وضــاعتْ غـزّة ُ.. والضــِّفة ُ..

والجـــــــــــولان.. وســـيناءْ ..

كنـــّا نحيـــا أيـامــًا صعبــــة،

كنــّا نحيــا أيـــّـــام النكســـة ِ،

أو بالأحــرى، زمــنَ النكبـــة.

* * *

وذاتَ صبــــــاح ٍمـــــــــــــــن آذار..

عــبرَ الأعــداءُ النهر إلى الأغــــوار،

ظنــُّوا أن جــاؤوا في رحلـة صيـــد ٍ،

أو نـزهة ِيـــوم ِربيــــع ٍ أو مشــوار.

جــاؤوا مـدفوعينَ بـــحـُمـىّ النصــر ِ

وأســطورة ِجيــش ٍ جبــــــّار..

لكنْ هــمْ، فعــــــلاً ..

دخــلوا طــوقَ النــــــــــــــار.

* * *

وانــدفع الجيــــشُ العــربـــيُّ يـُقـاتلهـــُـم،

والشـــعبُ يـُقـاتلـهُم،

والحجـــرُ يقاتلــــهم،

والشـــجرُ يُـقـاتـلـهُم،

ومـلائـــكة ُالـــــــــرحمـــــن تـُقـاتــــِلـهــُم،

بالإيـمـــــــان، وبالعــــزم، وبالإصــــــرار،

فـكانَ النصـرُ الـواعـدُ، وانهزَمَ الأشــــرار.

وعــادت تخــتـالُ بثـوب العـزّ " كـرامتـُنا"

وعـدْنــــا نحيـا بالأمـل لتــــحـرير الأرض ِ

وتحقـيــق ِالنصــــر الأكــــبرْ،

وهـــزيمـة ِ جيـش ٍلا يـُقـهـَر.

وعـادت تصرخُ بنــــــداء الـوحدة ِأمـّتـُنـا

هــذا يا ولـــــــــدي ما كـان،

وكـــانت تـلك حـكايتــُـــنــــا.

* * *

وبكـلّ صــباح ٍ يـا ولـدي، من نصف العمر الثـاني،

أقــفُ هــنا، وأعيــشُ الــذكـــرى،

وأرى صُـورَ المعــــركة، خيــــــالاً يمـلأ وجـــداني،

وأســـمعُ تكبيــــرات الشـهــــداءِ،

فـأقـرأ فـاتحـة َكتـــابِ اللــــّـــــهْ،

وينطـــلقُ، بـدعاء اللـه لســـاني،

يـــا ربّ العــزّة ِيـــــا اللــــــــــهْ،

وحـــِّـــــدْ أمـّتـَنـا، يــــا اللـــــــهْ،

وانصــــرْ أمـّتـَنـا يـــــا اللــــــــهْ.

* * *

يـــا ولـــدي، خـــــُذهـَــا عــــني،

إنْ شــــــــــاءت أمـّـــتـُـــنــــَــــا،

أنْ تـُرْجـِـعَ عـزّتـَها وكـرامتـَـــها،

وتعيـــــدَ بـِحـــــقّ ٍ ســيرتـــَـهــا،

فلتـَتـَمســـّكْ بالعــــلم وبالإيمــانْ،

وبمــــــــــــا قــــال الـــــرحمـــنْ،

" وأعــــــدّوا...

فالــوحـدة ُ، والقــوّة ُ، والإيمــان،

طــريقُ النصـْر بكـــــلّ زمــــــان.

* * *


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى