الثلاثاء ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم علي دهيني

حوافز مشجعة للقراءة في المجتمع العربي

الكتاب العربي في مجتمع المعلومات

اختتمت مساء يوم الابعاء 9 ايار / مايو جلسات مؤتمر الناشر العربي - 2007 في دورته الثانية في قصر الأونيسكو في بيروت تحت عنوان "الكتاب العربي في مجتمع المعلومات" بدعوة من منظمي المؤتمر "دار الهادي" و "ديوان الكتاب"، برعاية أمين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى الذي مثله الدكتور ممدوح موصللي مدير الإدارة الثقافية في الجامعة، ومدير عام وزارة الثقافة في لبنان الكتور عمر حلبلب ورئيس اتحاد الناشرين العرب ونقيب الناشرين اللبنانيين.

وكان لافتاً الحضور الأدبي والثقافي من المملكة العربية السعودية، الجزائر، مصر، تونس، السودان، الحمهورية العربية السورية، فلسطين والجمهورية اللبنانية. إضافةً الى إيطاليا وفرنسا والجمهورية الإسلامية الإيرانية و ناشرين لبنانيين وعرب وأجانب.

وكانت أبرز محاور النقاش تتمحور حول الأهداف التي حددها المؤتمر لمداولاته وهي:

 تشخيص المعوقات التي تواجه التأليف والنشر والتسويق.

 تبيان دور الكتاب وأهميته في عملية النهوض بالأمة.

 دراسة عوامل تراجع القراءة وغياب السياسة التربوية الصحيحة.

 الإطلاع على آخر التقنيات الحديثة وتأثيرها على النشر والتسويق.

 الإفادة من الخبرات والتجارب العالمية في النشر والتسويق.

وبعد مناقشات استمرت على مدى 4 جلسات الأولى بعنوان إشكالية المضمون في الكتاب العربي. الثانية بعنوان الكتاب العربي وثقافة الطفل. الثالثة بعنوان شروط النشر وسياساته. الرابعة بعنوان دور المتكبة في صناعة الكتاب والقارىء، عرض فيها المشاركون أوراق عملهم للمؤتمر وخلصوا بنتيجة المناقشات إلى التوصيات التالية:

في ختام الدورة الثانية لمؤتمر الناشر العربي 2007 التي انعقدت يومي 8 و 9 أيار/مايو في قصر الاونيسكو في بيروت، توصل المؤتمرون بعد المداولات في هموم الكتاب ومهنة النشر الى الخلاصات التالية لرفعها إلى الامانة العامة لجامعة الدول العربية:

 دعوة الحكومات العربية إلى تعزيز صناعة الكتاب ودعمه بكل أبعادها ودعوة المؤسسات العامة والخاصة الى الاهتمام بهذه الوسيلة الاساسية لتنمية روافد ثقافتنا والسير نحو مجتمع المعلومات.

 دعوة الامانة العامة لجامعة الدول العربية الى العمل على تفعيل توصية قمة الرياض الخاصة بدعم الثقافة وخاصة بما يتعلق بالكتاب - الاداة الاولى للثقافة العربية وتشجيع القراءة وإنشاء المكتبات العامة.

 دعوة الحكومات العربية الى رفع الحواجز التي تعوق إنسياب حركة الكتاب العربي بين الدول العربية ودعم المعارض لتكون مجانية للناشرين.

 الاهتمام بمضمون الكتاب ودعوة الناشرين، وفي مقدمتهم إتحاد الناشرين العرب والاتحادات الوطنية، للاعتماد على المتخصصين والمؤهلين لتقييم الاعمال قبل نشرها، وتقديم الحوافز المشجعة للقراءة في المجتمع العربي.

 توحيد المصطلحات المعتمدة من خلال قواعد بيانات حديثة، أدلة المصطلحات والقواميس المتخصصة وتطوير ما هو موجود منها، تأليفا وترجمة.

 التعاون بين الناشرين على توزيع انتاجهم والالتزام بقوانين الايداع لحفظ الحقوق والمساهمة في تنمية المكتبات الوطنية.

 دعوة الجهات الرسمية المختصة الى تفعيل دورها في منع الزوير وتطبيق القوانين المرعية الاجراء في هذا المجال. وخاصة الاتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلفين ودعوة الحكومات التي لم تصدر قوانين حماية الملكية الفكرية الى إصدارها.

 الاهتمام بالكتب الموجهة للاطفال لجهة المضمون والاسلوب.

 إنشاء قاعدة بيانات ببليوغرافية بالاعمال المترجمة من العربية واليها، وتفاديا" للتكرار في الترجمة.

 إعطاء الأولوية في الترجمة للكتب في مجال العلوم البحتة والتطبيقية والمعلوماتية، والتركيز على أهمية توحيد وترجمة المصطلحات وخاصة العلمية منها.

 دعوة الناشر العربي الى الالتزام بأخلاقيات النشر.

 الاهتمام بالضبط الببليوغرافي للكتاب العربي.

وقد جاءت هذه التوصيات نتيجة أربع جلسات عقدت خلال نهار أمس ( الاربعاء في 9/5/2007) وتناولت المحاور التالية:

المحور الاول:

إشكالية المضمون في الكتاب العربي وقد ترأس الجلسة الدكتور سهل العجمي مدير البحوث والدراسات في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. تحدث فيها الشيخ علي خازم عن السرقة الأدبية معتبراً أن عالم النشر اليوم كأي أفق عام وفي كل الاوقات يحتاج الى الرعاية والمتابعة، ويحتاج الى مساحات أوسع من الحرية والتسهيلات المادية.

تحت عنوان واقع الكتاب المترجم ، ركز د. طاهر لبيب من تونس على أن:

مبدأ العرض والطلب أي سوق الترجمة الذي وسّع ، بلا شك، حجم الكتب المترجمة على حساب النوع، حوّل بعض الاشخاص من الترجمة المتميزة (منهم من اشتهرت ترجمته لكتاب أو أكثر من أمهات الكتب) الى ترجمة سريعة.

وقال بأنه ليس مطلوب من الناشر أن يتنازل عن ربحه، فهو يبقى تاجرا" ، إنما المطلوب منه ان يكون صارما" فيما ينشر، بدءا" بالصرامة مع المترجم، حتى لا يكون الربح على حساب المعرفة. هناك ناشرون لهم هذه الصرامة. واعتبر بأن المشكلة ليست في ندرة الكتاب المترجم أو في ندرة من يطالعه بقدر ما هي في رداءته.

عن ترجمة الكتاب الفلسفي حدد الدكتور جورج كتورة عميد كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية مشكلات في السوق الترجمة على الشكل التالي:

 يشهد سوقنا الحالي عودة واضحة لاعتماد الترجمات التي تعاني من عدم التنسيق.

 ترك الامر للهواية.

 السعي وراء الرائج أو ما يمكن الاستفادة منه لتغذية سوق النشر.

 غياب التوحيد في المصطلحات، لذا لا بد من إيجاد مصطلحات مشتركة خاصة في الموضوعات العلمية التي تهم القارىء غير التخصص.

 غياب التوافق بين دور النشر حول برامجها وخططها، الى حد القول أنها تتعمد السرية ولا تفشي ما تزمع القيام به خشية أن يكون ذلك مرصودا" من الاخر، أو مصادرا منه.

المحور الثاني :

تناول المحور الثاني الكتاب العربي ودوره في ثقافة الطفل، وقد ترأس الجلسة الدكتور الشيخ عبد الله الحلاق عضو تجمع العلماء المسلمين الذي تحدث عن نوعية الثقافة الموجهة للأم ونوعية البرامج الموجهة لها لما لها من دور في توجيه الاطفال. وطالب بمناهج ثقافية تحمي الاطفال من المبادىء الفاسدة في البرامج التي تبث على الهواء معتبرا" أن المنهج المبرمج للأم ينعكس على الطفل إيجابا"، وانه لا بد من إيجاد مركز دراسات متخصص لتأمين ورش عمل لانتاج سلسلة كتاب الأم الحاضنة / المربية /وثقافة الطفل.

الاستاذ إدغار بركات ركز على أن تربية الاطفال هي حاجة نبوية وان الطفل هو كالحاسوب، يستقبل المعلومات ويتقبلها وهو يعيش في بيئة مكونة من عناصر مخيفة وخطيرة.

تحت عنوان الكتابة والاسلوب تساءلت شيرين كريدية عن الموضة في كتاب الاطفال، معتبرة أن أهم المعايير لكتب الاطفال:

• حبكة القصة.

• تسلسل منطقي للاحداث.

• أسلوب سلس في الكتابة يعرفنا على الكاتب.

• عدم التطرق الى العنف وعدم مكافأة عمل غير صحيح.

• مطابقة لعمر الطفل.

المحور الثالث :

تناولت الجلسة الثالثة محور شروط النشر وسياساته وقد ترأسها الاستاذ فرانك ميرمييه مدير البحوث والدراسات في معهد الشرق الاوسط التابع للحكومة الفرنسية في بيروت. في هذه الجلسة ركز د.أحمد راتب عرموش في موضوع النشر وسياساته على النقاط الآتية:

• لا بد من قوانين ترفع الديون عن الكتاب.

• الكتاب سلعة لا تفنى.

• دور الدولة الهام في تحقيق النشر الناجح.

• تخفيض الضرائب على انتاجه، شحنه ...

• شراء عدد من النسخ بالسعر التشجيعي لمكتباتها.

• تشجيع وسائل الاعلام على نقل الكتب.

• دور المعارض في تشجيع الكتاب .. فماذا لو كانت مجانية.

• ان تلاحق الدولة المزورين.

• أن تتولى الدولة تشجيع الترجمة وتضمن حقوق الترجمة.

وشدد على التاكيد على مسؤولية الناشر الاخلاقية والوطنية.

رأى الاستاذ أسامة طالب مرّة في موضوع المعارض وتوزيع الكتاب أنه علينا ان نبحث ونفكر بأجدى الحلول وأن نعيد بث الروح في الخطة العربية للكتاب والثقافة. وطالب بتعميم شركة مكتبات عامة، مراكز الثقافة، مكتبات متخصصة، مكتبات المدارس وفقا للمراحل التعليمية، معارض شبه دائمة في المدارس، معرض الكتاب المستعمل ( ريعه للجمعيات الانسانية ). وقال ايضا أنه على الاسرة تعميم القراءة ثم تتولاه المدرسة والمجتمع.

الشيخ فضل مخدّر منسق عام المؤتمر ركز في موضوع الاعلان وترويج الكتاب على:

 المطالبة بإنقاذ الكتاب من الضرائب، الغلاء ...

 الوقت الذي يصرفه الانسان العربي على إعلان كان سببا ومشجعا لاستخدام أمواله

 الاعلان عن الكتاب يفتقده الناشرون المؤلفون والقراء الراغبون بالتعرف على الكتب الجديدة.

المحور الرابع :

في الجلسة الاخيرة التي تناولت محور المكتبات ودورها في صناعة الكتاب والقارئ التي تراسها الدكتور سعد الزهري رئيس جمعية المكتبات العربية تحدث رئيس المكتبة الوطنية في إيران ومعاون الرئيس الايراني للشؤون الثقافية الاستاذ علي أكبر أشعري، فعرض لتجربة المكتبة الوطنية وأثرها في الداخل والخارج في مجال الدراسات عن ايران والاسلام بلغات متعددة.

ثم تحدثت الدكتورة سهير وسطاوي رئيسة مكتبة الاسكندرية عن تجربتها كمكتبة عربية ودورها في خدمة المجتمع والمشاركة في العملية التعليمية والتنموية والحفاظ على الهوية الثقافية للأمة. ولفتت الى وجود المكتبة الالكترونية حاليا متحدثة عن دورها الذي يشكل تحديا للمكتبة التقليدية. وأخيرا تحدثت الدكتورة مود اسطفان عن المكتبات العامة ومكتبات البيع كلاعبين اساسيين في صناعة الكتاب وتنمية عملية القراءة، وعرضت لمشروع إحياء المكتبة الوطنية في لبنان.

وكان المؤتمر قد باشر نشاطه الثاني برعاية أمين عام جامعة الدول العربية الاستاذ عمرو موسى ممثلا بالدكتور ممدوح موصلي، مدير الادارة الثقافية في جامعة الدول العربية، وذلك في حفل افتتاح حاشد في قصر الاونيسكو - بيروت ، مساء الثلاثاء 8 أيار / مايو 2007.

حضر الحفل شخصيات سياسية ودبلوماسية، ثقافية واجتماعية، عربية وأجنبية، في مقدمتها رئيس جائزة الملك فيصل العالمية د. عبد الله العثيمين، رئيس المجلس الاعلى للغة العربية في الجمهورية الجزائرية د. محمد العربي ولد خليفة، عقيلة رئيس مجلس الشورى الايراني د. طيبة ماهروزادة، وبحضور رئيس اتحاد الناشرين العرب الحاج بشار شبارو، ورئيس اتحاد الناشرين في لبنان الاستاذ محمد ايراني، ومدير عام وزارة الثقافة اللبنانية د. عمر حلبلب. الى جانب ممثلي مدير عام قوى الامن الداخلي، مدير عام الامن العام، قائد الجيش، ونقيب الصحافة اللبنانية ممثلا بالاستاذ فؤاد الحركة.

الكتاب العربي في مجتمع المعلومات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى