الخميس ١ أيار (مايو) ٢٠٠٣
بقلم أمل إسماعيل

خـرافة الطيـران

في ثرثرة الصمت.. بين أزقة الموت ورطوبة جدران الحياة.. يحلو لنا التظاهر بالخرس.. بالطرش.. بالعمى...
لم نولد بعين واحدة.. ولم نقطع صلاتنا بعالم النور لنصل إلى عالم الظلمات!!

لكننا اكتشفنا- ساعة الفصل- أن الصقور المحلقة.. إنما تحلق في عالم من الخدع البصرية..

وأن أعيننا.. - تلك التي نحصل عليها ساعة الولادة.. تلك التي تتفتح لتبصر- ما هي إلا حيلة من حيل الحياة.. تعوضنا بها عن عالم النور الذي كنا نعيشه.. تسعة أشهر ماضية.. ومن قبل.. لما كنا نحلق أرواحا حرة.. في سماء لا تحدها جدران زجاجية.. ولا أقفاص ذهبية.. صدئة!
نعم.. سنتساءل.. من التائه فينا ومن الدليل؟ من المبصر ومن الأعمى؟

وتنحدر على جبهة الشمس دمعة حارقة.. ما تلبث أن تتجمد.. يكسو الثلج خد الشمس.. تبرد.. يتلاشى لظاها.. فتمسي كرة من الذهب.. تركلها أحلامنا الصغيرة الموغلة في الشيخوخة!
الصقور.. الصقور... لا تحلق بأجنحة.. بل بخرافات الأجنحة.. والأم تزف صغيرها.. إلى عالم الظلمات.. قربانا.. عروس نيل مستسلمة.. ليرسم للصقور أعشاشها.. علها تدرك خرافة الطيران.. الأعمى.. بعد أن زهدنا عينا من عيوننا.. ولفظنا النور.. لنعيش في عالم الظلمات!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى