الخميس ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم نجاة الزباير

خَلَعَتْ نَعْلَهَا!!

إلى كل العراقيين هذه القصيدة التي سكنت وجداني، ذات حذاء رُمِيَ غضبا ضد الظلم والتعدي على كرامة الإنسان في الوطن العربي.

(1)
أَقْبَلَتْ مِنْ أَرْضِ اُلْفَجِيعَةِ
خلْخَالُهَا جُـرْحٌ
فُسْتَانُهَا حَدَائِقُ نَارٍ
عِطْرُهَـا نَزِيفٌ.
كُنْتُ حِينَهَا أَقْرَأُ وَجْهَ اُلرِّيحِ
تَسَلَّلْتْ لِمَنْفَايَ..
كَانَ عَلَى وَجْهِهَا نَدْبٌ
سَتَرَتْهُ بِكِبْرِيَاءٍ
ـ (اُجْلِـسِي)
قَالَتْ حُرُوفِي تَتَنَشَّقُ هَوَاءَ اُلْفُرَاتِ.
 
(2)
قُرْبَ بَابِي جُنْدِيٌّ يَنْتَظِرُ رَكْضَهَا
نَثَرَتْ فَوْقَ كَفِّهِ عُمْرَهَا
ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيَّ
تَنْسُجُ لِلصُّبْحِ خُطَاهُ
ـ (كَيْفَ أَحْيَا بِلاَ وَطَنٍ
وَأَمْشِي بِلاَ غَدٍ ؟)
اُرْتَجَفَ دَمْعُهَا
تَسَاقَطْتُ مِزَقا
كَيْفَ أُوَاسِيهَا
وَقَدْ عَمِيَتْ كُلُّ اُلدُّرُوبِ.
 
(3)
سَأَلْتُهَا عَنِ اُلْجُنْدِيِّ
يَخْنُقُ آهَاتِهَا
ـ (كَانَتْ مُطَارَدَةً)
هَمَسَ طَلْعُهَا.
أَفْرَدْتُ لَهَا أَضْلُعِي
قَدَّمْتُ لَهَا قَمِيصَ اُلْعُرُوبَةِ كَيْ تَنَامَ
شَدَّتْ لِبِحَارِ اُلسُّهْدِ رِحَالَهَا.
 
(4)
فِي مَفَاصِلِهَا تَمْشِي اُلْحَرْبُ
تَتَقَمَّصُهَا اُلْكَوَارِثُ
نَبْضُهَا شُرُفَاتُ نُبُوَّةٍ..
غَطَّتْ بِلِحَافِ اُللَّيْلِ خَرَابَهَا
وَحَلَّ اُلصَّمْـتُ.
 
(5)
صَعَدْتُ فِي شَجْوِهَا
كَانَ حِبْرُهَا قَبْرًا
ـ (اُتْـبَعِينِي) قالت
لَمَحْتُ غِيَابَ نَعْلِهَا
اُسْتَغْرَبْتُ
تَبَسَّمَتْ :
ـ (تِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى)
 
(6)
فَتَحَتْ حَقِيبَةً صَغِيرَةً
رَأَيْتُ فِيهَا اُلْعِرَاقَ يَبْكِي صِبَاهُ
ـ (كَيْفَ تُورِقُ أَغْصَانَهُ ؟)
قَالَ أَنِينُهـَا.
 
(7)
وَلَجَتْ فَجْأَةً بَابَ تَعَبِي
اُصْطَادَهَا اُلْعَسَسُ
تَأَلَّـمْتُ
كَانَتْ حُورِيَةً
خَلَعَتْ عَلَى بَابِ اُلْإِمَارَةِ نَعْلَهَا.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى