الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

خُزَامَىٰ

السيد فرج السيد الشقوير

مِنْ زَمَآنْ
تَقْرِيبَاً مِنْ دِيسَمْبِر القَادِمْ
خَضِّبْتُ بِالحِنَّاءِ لِحْيَتِي
صَهْبَاءُ لَكْ ..
يَا عَنُودَاً مِنْ قَلْبِي اتَّخَذَتْ بَيْتَا *
نَصَبَتْ عَرِيشَ مُقَامَةٍ ..
وَأَنَاخَتْ الْعِيرَ الرَّواحِلْ
عَيْنَاكِ تَعْشَقُ صُهْبَةً تَتَوَسَّطُ الأَشْيَاءَ ..
كَالفِرْقِ المُبَاعِدِ فَيْلَقَيْن
الصُّهْبَةُ الَّتِي تَسْبِق انْفِجَارَ النَّوَاصِيَ بالضَّحِكْ
وَالْمَا قَبْلَ زَحْفِ الأُقْحُوَانِ الْ أَصْبَحْتُ خَصِيمَهُ ..
وَ أنَا ألْحَظُ الكِسْتِنَاءَ التَّلَهَّى
يَمْرَحْ فَوْقَ بَايِسْكِلِيتِ العُمرْ
يُمْعِنُ بِلَا الْتِفَاتَةٍ
يْزَمِّرُ فِي نَاقُورِ الخُفُوتْ
يَدُوسُ بَدَّالَهَا كَمَنْ يُدَوزِنُ البِيَانُولّا
يَا لَهَا النَّايدَالُ مِنْ وَقِحَةٍ .. *
حِينَ لِلشُّجُونِ تَكِيدْ
لَيْسَ بِوَجْدِي غَيْرَ بَاكِيتٍ مِنْ الرُّويَالِ البُنِّي *
أُدَوِّرُ الوَقَتَ بِهِ
مِنْ أَجْلِ كَفَّيْكِ المُزَّمِّلَيْنِ بِالْجُوَانْتِي الشَّامْوَا
فَدَعِينِي أُمَشّطُ أَيَامَنَا المُقبَلةْ
دعِينِي أَترُكُ الدُّووفَ جَانِبَاً
الدُّووفُ يُشْبِهُ أَسَنَانَ دِيمَةٍ ..
لَمْ يَطْمِثْهَا رَعْدٌ قَبْلُ وَ لَا وَدْقُ
وَ عُثْنُونِي لِكُلِّ نَاصِعٍ عَدْوّ .. *
إلَّا قَلْبَكِ يَا امْرَأَةْ
دَعِينِي أُخَمِّنُ حِقْدَ الشَّوَارِعِ الَّتِي تُهْمِلِينَهَا خَلْفَكِ
وَتَصَرُّفَاتِ عَرَبَةٍ مَحْظُوظَةٍ بِالمتْرُو
فِي وُجُودِكِ كَانَتْ تَنْعَمُ بالطَّرَاوَةْ
إفْتَقَدَتْ رُوحَ النَّعْنَاعِ بَغْتَةً ..
فَاغْتَابَتْ نُزُولَكِ المُفَاجِئْ
دَعِينِي أَتَوَقَّعُ غَيْرَةَ الفَتَارِينِ فِي رُوكْسِي ..
حِينَ تَتَنَاوَلْنَ جُونِلَّتَكِ بالنَّمِيمَةْ
وَ بِرَبٍّ أَنْزَلَ الحَلْوَىٰ فِي ثَغْرِكِ قُولِي الحَقِيقَةْ
أَقُولَّكِ ...
إِسْكُتِي خَالِصْ لَوْ سَمَحْتِ
فَأَنَا أُصَدِّقُ مَشْرُوبَاتُكِ الحَارَّةْ ..
وَ يَانْسُونُ عَيْنَيْكِ الفَائِضُ عَنْ حَاجَةِ القَاهِرَةِ الكُبْرَىٰ
اليَانْسُونُ الَّذي مَا افْتَرَىٰ عَلَىٰ اللّهِ كَذِبَاً
وَلَا عَلَىٰ بُؤْبُؤَيْكِ الْبَتَّةْ
يَقُولُ حِسَاؤُكِ السَّاخِنُ حَدَّ النَّعِيمْ :
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتُكِ مَاتَتْ ضَاحِكَةْ
جَمِيعُهَا يَا سَيَّدَةَ الصَّقِيعْ
وَ يَا امْرَأَةً تُرَتِّلُ سُورَةَ الرَّعْدِ بِكَثْرَةٍ ..
تَأْخُذُ أَلْبَابَ الثُلُوجَ رَاؤُهَا حِينَ تُقَرْقِرُ فِي فَمِكْ
الصَّرَاحَةُ ..
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتِكِ الْ جَاءَتْهَا سَكْرَةُ المَوْتْ ..
مَاتَتْ بَاسِمَةً ..
وَأَنَا أُغَسِّلُهَا أَخْبَرَتْنِي!
حَتَّى الّذِي تَوَسَّخَ ..
وَأَنْتِ تُفَاضِلِينَ فِي السُّوقِ بَيْنَ حَبَّاتِ الكَاكَا
كُلُّ جُوَانْتِيهَاتُكُ الذِّيْ قَبْلُ ..
بَيْنَهَا والزَّمْهَرِيرُ حِقْدٌ مُتَبَادَلْ
إخْتِلَافٌ بَسِيطٌ فِي وِجْهَتَي نَظَرْ
لِئَلَّا يَسِيحَ زُّبْدُكِ .. رَاحَا فِي عِزَّةٍ وَ شِقَاقْ
فَسَالَتْ أَوْدِيَةُ بِقَدَرِهَا
وَضَجَّ بِالعَوِيلِ رَصِيفٌ مُحْتَدِمٌ بِصِغَارِ زَعَابِيبٍ صَرْعَى
يَا بِذُورَ آيِسْ كِرِيمٍ تُوقِدُ الشَّحْنَاءَ
بَيْنَ عَامٍ يَغْبِطُ شِتَاءَهُ
عَامٌ يَقْتُلُ مِنْ نَفْسِهِ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ حَسَدَاً
لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهَا قُفَّازَاتُكِ مُطْلَقَاً ..
أَنَّهَا وَ الرِّيحُ فِي بِجَادٍ وَاحِدٍ .. *
يُنَاوِءَآنِ عَنْ امْرَأَةٍ تُسَرِّبُ لِلْعَاجِ شَّمَنْدَرَهَا
وَتُهْرِيقُ رُوحَ النَّبِيذِ فِي أَزِقَةِ الصَّقِيعْ
جُوَانْتِهَاتُكِ الظَّانَّةُ بِالرِّيحِ ظَنَّ السَّوْء
سَرَّهَا الرُّقَادُ فِي جَبَّانَةِ أَشْيَائِكِ العَتِيقَةْ
كَسُّعَدَاءٍ قُدَامَىٰ ..
يِتَّخِذُونَ مِنْ بِلَاكَارٍ عَجُوزٍ مَثْوَىًٰ لَهُمْ
تَنْدَهِينَهَا كُلَّمَا لَسَعَتْكِ الْآنِيَةْ
فَتَتْرَىٰ أَبَابِيلُهُنّ فِي غَمْرَةٍ مِنْ عَوِيلٍ مُبْتَهِجٍ:
مَنْ نَدَهَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا؟
فَسِيقَ الّذِي تَنْدُبِينَهُ لِآمَآدٍ مِنْ العَسَلْ
يَا امْرَأَةً تَعْشَقُ أَنْ تَجُوبَ إفْرِيقْيَا
وفِي أَطْلَسِ وَجْهِي تُمَارِسُ السَّفَرْ
وَأَنْ تُبَلِّلَ بِالنَّدَى أَقْدَامَهَا ..
فِي حَدِيقَةِ لِحْيَةٍ مُعَطَّلَةٍ كَانَتْ آنِفَاً
لَكِنْ ..
حِينَ شَافَتْهَا جُذُورُ النَّجِيلُ ..
شَرَعَتْ تَبْسِطُ المُوكِيتَ فِي لَهْوَجَةْ *
يَا أُنْثَىٰ اللَّافَنْدَرِ الَّتِي تُحِبُّهَا أَدْعَاصِيَ النَّاتِئَةُ ..*
فَتُزَحْلِقُهَا بِلُؤْمِ طَّامِعٍ فِي مَنَابٍ مَهُولٍ مِنَ البُومْبُون
جُوَانْتِي شَامْوَاهُ ..
رُبَّمَا لِلْآنَ تَقَاعَسْتِ عَنْ شِرَائِهْ
مِنْ زَمَآنْ ..
تَقْرِيبَاً مِنْ دِيسَمْبَرٍ القَادِمْ
حِينَ ذَهَلَتْ عَنْهُ أَنَاملُكِ ..
وَبِكُلِّكِ اسْتَبَقْتِ فُسْتَانَكِ المُخْتَشِي
وَ بِالتِيَاعِ أُنْثَى عَاشِقَةٍ ..
تُرَبِّتِينَ عَثَاكِلَ نَخِيلِيَ الخَاوِيَةْ
الْ مِنْ ثَلَاثِينَ عَامٍ لَمْ يَقتَرِفْ يَمَامَةً وَاحِدَةْ
وَ تُهْرَعِينَ مِنْ كُلِّ وَصِيدٍ تَخُشِّينَ آكَامِي
حِينَهَا ..
لَمَّا رُحْنَا مَعَاً فِي سِنَةٍ مِنْ رَحِيقِ اليُوسُفِي
مَاتَ جُوَانْتِي مِسْكِينٌ ..
رُبّمَا لِلْآنَ تَقَاعَسْتِ عَنْ شِرَائِهْ
غَادَرْتِهِ غَيْرَ عَامِدَةٍ خَارِجَ جَبَّانَةَ مَوْتَاكِ الجَمَاعِيَّةْ
فِي سُقُوطِهِ مِنْ أَعَالِي الفَرَحِ ..
هَلْ سَمِعْتِ شَتِيمَتَهْ ؟!
فِي ارْتِطَامِهِ بِأَعْجَازِ الأَرْصِفَةِ ..
كَقَيْصَرٍ مَغْدُورٍ خُنْتِهِ وَحْدَكِ
فَسَبَّ مَيِّتِينَ أَهْلِي يَا امْرَأَةْ
لِذَا ..
مِنْ سِبْتَمْبَرِي هَذَا القائِظُ ..
سَأَزْرَعُ رُبْعَ عَامٍ مِنْ القَيْقَب فَوْقَ ضَرِيحِ أُسْرَتِي *
كَاسْتِغْفَارَاتٍ مُسْبَقَةٍ عَنْ مَيِّتِينَ أَهْلِي
يَا امْرَأَةً مِنْ زَمَآنٍ ..
فِي سِبْتَمْبَر القَادِمْ
قَتَلَتْ قُفَّازَاً قَبَّلَ يَدَيْهَا ... أَلَّا تَفْعَل .

هامش
* العنود ... أنثى الظبي
* النايدال ... رقصة هندية
* الوجد ... الإستطاعة
* العثنون ... شعر ينبت تحتت فك الناقة.. مستعار هنا
* البجاد ... اللبس،السميك للحر يلبس وللمطر
* اللّهوجة ... لغةً هي عدم — إتمام الفعل ( لهوج . الطعام .. لم ينضجه .. وهكذا)
* الأدعاص .. كتل من الرمل المتماسك في لين
* القيقب ... هو شجر ظليل مزهر

السيد فرج السيد الشقوير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى